أكد د. أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى للمتحف المصرى الكبير، فى تصريح خاص ل«الأخبار»، أن جميع الأعمال انتهت بنسبة 100%، وأن فرق العمل فى مختلف التخصصات تواصل مراجعة التفاصيل الأخيرة لضمان أن يكون الافتتاح على مستوى يليق باسم مصر، مضيفا أن الافتتاح المنتظر سيمثل "رسالة حضارية إلى العالم بأن مصر قادرة على صون تراثها وتقديمه بأحدث الوسائل التقنية فى متحف يضاهى أكبر المؤسسات المتحفية الدولية". وأوضح أن تجربة الزائر فى المتحف ستكون استثنائية بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن تصميم العرض المتحفى يمكّن الزائر من "الانتقال عبر التاريخ المصرى القديم فى رحلة بصرية ومعرفية متكاملة تجمع بين الأصالة والإبداع". اقرأ أيضًا | وثائقي «بوابة أخبار اليوم» يصنع الحدث: احتفاء إعلامي ب «هدية مصر للعالم» ومع إسدال الستار على آخر يوم استعداد، تتجه أنظار العالم إلى الجيزة، حيث يقف المتحف المصرى الكبير شامخًا عند أقدام الأهرامات، منتظرًا لحظة افتتاحه ليبدأ فصلًا جديدًا فى مسيرة الحضارة المصرية، ويؤكد من جديد أن مصر لا تزال كما كانت دائمًا مهد التاريخ وموطن الإبداع الإنساني. وقبل ساعات من اللحظة المنتظرة التى يترقبها المصريون والعالم، يعيش المتحف المصرى الكبير حالة من الحراك المكثف استعدادًا للحدث الأثرى الأهم فى القرن الحادى والعشرين، حيث تتحول ساحة المتحف إلى خلية نحل لا تهدأ، بين عمال وفنيين ومهندسين ومسئولين، يضع كلٌ منهم لمساته الأخيرة على هذا الصرح الحضارى العملاق الذى يُعد أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة فى العالم. فى محيط المتحف، تمتد الأعمال على مدار الساعة، فعمال النظافة والتجميل يضعون اللمسات النهائية على المساحات الخضراء والميادين المحيطة، بينما تتواصل اختبارات الإضاءة الخارجية والعروض الضوئية التى ستزين الواجهة الكبرى ليلة الافتتاح. وفى الداخل، تسابق فرق العرض المتحفى الزمن لتنسيق القاعات والتأكد من جاهزية نظم العرض التكنولوجى والوسائط الرقمية التى ستقدم للزائرين تجربة غير مسبوقة تمزج بين أصالة التاريخ وروح العصر. وتمتد الاستعدادات لتشمل الطرق والمحاور المؤدية إلى المتحف، حيث شهد طريق القاهرةالفيوم ومحيط الرماية والهرم أعمال تطوير مكثفة خلال الأيام الماضية، شملت توسعة الشوارع وتجميل المداخل الرئيسية وتشجير الجزر الوسطى وإضاءة أعمدة الإنارة بتصميمات جمالية تتناسب مع الطابع الحضارى للموقع، كما تم رفع كفاءة اللوحات الإرشادية وتحديث العلامات المرورية لتيسير حركة الوفود والزائرين فى يوم الافتتاح وبعده. وفى مشهد يعكس تكامل الجهود، استكمل مطار سفنكس الدولى استعداداته لاستقبال الطائرات القادمة من الخارج، سواء للوفود الرسمية أو الإعلامية المشاركة فى تغطية الحدث. وشملت التجهيزات تطوير صالات الوصول والاستقبال وتخصيص مسارات سريعة لركاب الافتتاح، إلى جانب زيادة عدد فرق العلاقات العامة وتوفير نقاط اتصال مباشر مع غرفة عمليات المتحف لتنسيق حركة الضيوف القادمين إلى موقع الحدث. كما أعلن الفندق المكلّف بتنظيم الضيافة فى حفل الافتتاح عن قائمة المأكولات والمشروبات التى سيتم تقديمها للضيوف، والتى تعكس الطابع المصرى بروح عصرية راقية، حيث تتضمن الأطباق أكلات تراثية من المطبخ المصرى بتصميم تقديم حديث يواكب الحدث، إلى جانب مشروبات مستوحاة من ألوان الحضارة المصرية القديمة، فى إطار استعدادات دقيقة تهدف إلى تقديم صورة متكاملة عن الضيافة المصرية أمام الوفود الدولية. ويؤكد المشهد العام أن جميع الجهات تعمل بروح الفريق الواحد، فبتوجيهات شريف فتحى وزير السياحة والآثار، تتولى الوزارة الإشراف العام على خطة التشغيل والتنسيق، بينما يواصل العاملون بالمتحف تنفيذ بروفات التشغيل النهائية لمنظومات الأمن والسلامة والتحكم الإلكترونى فى الإضاءة والعرض، وتتابع فرق هندسية إنهاء التشطيبات النهائية لأرضيات الميدان والساحات الخارجية، لتظهر فى أبهى صورة تليق بمكانة مصر الحضارية. وفى الوقت ذاته، تتواصل أعمال التنسيق بين المتحف والجهات اليابانية الشريكة، ممثلة فى وكالة التعاون الدولى «جايكا»، التى ساهمت بخبرة فنية كبيرة فى إعداد نظم العرض المتحفى وتدريب الكوادر المصرية على استخدام أحدث التقنيات فى العرض والحفظ والترميم. ويترقب الزوار والباحثون حول العالم الافتتاح الرسمى للمتحف، الذى سيشهد عرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة فى قاعات مصممة خصيصًا له، إلى جانب عرض مئات القطع الأثرية التى تنتمى لعصور مختلفة من تاريخ مصر القديمة، بعضها يُعرض لأول مرة أمام الجمهور. كما يتضمن المتحف صالات عرض تفاعلية، ومناطق مفتوحة للأنشطة الثقافية والفنية، وساحات لاستقبال الفعاليات الدولية.