تترقب أنظار العالم أجمع لحظة انطلاق أكبر حدث ثقافى تشهده فى السنوات الأخيرة، خاصة مع اقتراب الموعد الرسمى لافتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر المقبل، فالقاهرة اليوم تحتل مركز الضوء الإعلامى العالمي، فتتسابق وسائل الإعلام المحلية والدولية ومنصات التواصل الاجتماعى لنقل تفاصيل هذا الحدث الذى يعيد مصر إلى قلب المشهد الحضارى والثقافى العالمي. وفى إطار الجهود المكثفة لإبراز الوجه الحضارى لمصر، تتواصل الاستعدادات بوتيرة متسارعة لحفل الافتتاح المنتظر، وسط متابعة دقيقة وتوجيهات مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى شدد على أهمية المتابعة الدقيقة لكافة تفاصيل افتتاح المتحف على أرض الواقع، لضمان خروجه بالصورة التى تليق بمكانته كصرح ثقافى وأثرى عالمي.. وبناء على توجيهات الرئيس السيسي، أصدر د.مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تعليماته بوضع خطة تنفيذية دقيقة تضمن أن يكون الافتتاح حدثا استثنائيا يلفت أنظار العالم أجمع، وتشمل حملة دعائية عالمية واسعة النطاق، تتضمن إنتاج أفلام وثائقية وإعلانات ترويجية تبرز عظمة المتحف وتاريخه، إلى جانب توجيه دعوات رسمية لرؤساء وملوك وشخصيات عالمية من مختلف الدول كما ستشهد الاحتفالية عروضا فنية وثقافية مبهرة تمزج بين التراث المصرى الأصيل والموسيقى العالمية، فى لوحة فنية تعكس التنوع الثقافى لمصر وعمقها الحضارى عبر العصور. وأكدت مصادر رفيعة المستوى أن الاحتفال بافتتاح المتحف المصرى الكبير يتضمن عروضا استثنائية تبرز جمال المتحف ومقتنيات الملك توت عنخ آمون، مع مشاركة مواهب فنية محلية وعالمية، تشمل أوركسترا وفنانين تحت إشراف فريق محترف، مع بروفات يومية داخل المتحف والفنادق المجاورة، لإخراج العروض بأبهى صورة. وأشارت المصادر إلى أن الحفل المرتقب سيقام فى عدة مواقع فى مصر فى وقت واحد، وذلك للترويج للمتحف الكبير، وإعادة تسليط الضوء على المكانة السياحية والأثرية لمصر عالميا، مع وجود سيناريو متكامل يعزز شعور الفخر الوطني، على غرار موكب المومياوات الملكية الذى أثار حماس المصريين، مشيرا إلى المشهد الفني الرائع المنتظر فى الاحتفالية.. وقالت إنه سيشارك فى الاحتفال مجموعة من المطربين المصريين و218 عازفا وكورالا وراقصا مصريا، بالإضافة إلى موسيقيين عالميين، جميعهم تحت قيادة مايسترو مصري، فى لوحة فنية تجمع بين الأصالة والتنوع، مما يؤكد ريادة مصر الثقافية، ويقام الحفل الرسمى للافتتاح السبت 1 نوفمبر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد من القادة والزعماء العالميين، فى مناسبة تعكس ما وصلت إليه مصر من ازدهار ثقافى وحضاري. اقرأ أيضًا | على اسم مصر |500 ألف متر من الإبداع المعمارى قناع توت عنخ آمون يصل إلى قاعته فى لحظة تاريخية ينتظرها العالم بترقّب وحماسة، تستعد مصر لكشف النقاب عن أحد أعظم مشاريعها الثقافية فى العصر الحديث، إنه المتحف المصرى الكبير. والآن ونحن على بُعد أيام قليلة من انطلاق الاحتفالية الكبرى المرتقبة فى الأول من نوفمبر، تُعلن مصر عن ولادة صرح أثرى وثقافى غير مسبوق، يُعد بمثابة مرآة نابضة تُجسد عبقرية الحضارة المصرية عبر آلاف السنين. ليس مجرد متحف، بل بوابة زمنية تمتد من أعماق التاريخ إلى قلب الحاضر، ومشهد عالمى يحشد له كبار قادة العالم وشخصياته البارزة، ليكونوا شهودًا على هذا الحدث الفريد. وبينما يدقّ الزمن ساعته الأخيرة نحو الافتتاح، تتسارع وتيرة العمل فى محيط المتحف، حيث تسابق الجهات التنفيذية الزمن لوضع اللمسات النهائية، من تطوير البنية التحتية، إلى تجميل الطرق والمرافق الحيوية، ليخرج المشهد فى أبهى صورة. وفى جولة موسّعة قامت بها جريدة «الأخبار»، بدا المشهد فى محيط المتحف أشبه بلوحة فنية متكاملة، تعكس وجه مصر المتجدد، وعمقها الحضارى المتأصل، فى استعداد حقيقى لاستقبال العالم فى عرس أثرى يليق بمكانتها، ويُعيد تقديمها كحاضنة للتاريخ، وقِبلة للثقافة والإنسانية. مطار سفنكس انطلقت الجولة من محيط مطار سفنكس الدولي، الذى يعد نقطة الانطلاق الأولى لرحلة الاحتفال، كونه يستقبل النسبة الأكبر من ضيوف مصر المشاركين فى افتتاح المتحف المصرى الكبير، وفقا لمصادر مطلعة، ويكتسب الحدث أهمية مضاعفة مع الافتتاح الرسمى لمطار سفنكس الدولى فى اليوم نفسه، حيث تحولت ساحاته ومحيطه إلى واجهة حضارية مشرقة بفضل أعمال التطوير المكثفة التى شهدتها المنطقة مؤخرا. كما تم الانتهاء من زراعة النخيل والأشجار وتنفيذ شبكات الرى وحفر الآبار، إلى جانب تركيب مغطيات التربة ومد الكابلات الكهربائية وتركيب كشافات الإنارة، وذلك ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تحويل المنطقة إلى مسار بصرى متصل بالمتحف المصرى الكبير، بما يليق بعظمة الحدث وأهميته على الساحتين المحلية والدولية. وامتدت جولة «الأخبار» إلى طريق الإسكندرية الصحراوى، حيث تحولت المسافة من مطار سفنكس وحتى مدخل الطريق إلى لوحة فنية متكاملة، عقب الانتهاء من أعمال دهان الأسوار وتركيب الإنترلوك والسور الكريتال، فضلا عن استكمال أعمال الكهرباء، فى مشهد يجسد مستوى التنسيق والدقة فى التنفيذ ويعكس الجهود المبذولة لإظهار المنطقة بأبهى صورة. التمثال الجديد وعند منطقة التمثال الجديد قرب بوابة الرسوم، تجد المجسم الذى أشرف عليه د.طارق صبحي، استشارى المشروع، بتصميم يجمع بين روح الحضارة الفرعونية والرؤية المعمارية الحديثة، وفى محيط نفق حازم حسن بميدان الرماية، أنهت فرق العمل رفع المخلفات وتسوية الموقع بالكامل، إلى جانب استكمال أعمال الإنترلوك وصب الخرسانة وتركيب وحدات الإنارة الممتدة من أمام مديرية أمن الجيزة حتى النفق، فى مشهد يعكس دقة التنفيذ وجمال المظهر الحضارى للمنطقة. وتصل جولة «الأخبار» إلى قلب ميدان الرماية، وتحديدا عند مجسم «المكعبات الذهبية»، حيث اكتملت ملامح الصورة النهائية للموقع بعد الانتهاء من أعمال الدهانات وزراعة النخيل وتنفيذ شبكات الرى وتركيب وحدات الإنارة، لتصبح المنطقة جاهزة تماما لاستقبال الحدث الكبير، وعلى امتداد طريق الفيوم من ميدان الرماية حتى الطريق السياحى، تم الانتهاء من دهانات الأسوار وتركيب الإنترلوك وصب الخرسانة وزراعة الأشجار والنخيل وتثبيت كشافات الإنارة، فى مشهد يبرز اكتمال جاهزية المنطقة. مطار القاهرة الدولى أما نقطة الانطلاق الثانية لرحلة الاحتفال افتتاح المتحف المصرى الكبير، والتى ستنطلق من مطار القاهرة الدولى، الذى يستقبل باقى ضيوف مصر المشاركين فى هذا الحدث التاريخى العالمى، فقد شهد الطريق الدائرى، الممتد من المطار وحتى نطاق الجيزة، طفرة تطويرية غير مسبوقة، تحوّل معها المسار إلى ممشى فرعونى يزدان بلوحات فنية مبهرة تجسد عظمة ملوك مصر القدماء، وبعد تنفيذ خطة شاملة لتجميل ورفع كفاءة واجهات العقارات المطلة على جانبيه، مع إضافة عناصر تصميمية مميزة تعكس هوية محافظة الجيزة وطابعها الحضارى العريق، كما انتهت الأجهزة التنفيذية من أعمال تحسين ورفع كفاءة الطريق من خلال طلاء وتزيين مئات العقارات المطلة عليه برسومات فرعونية تخلّد رموز الحضارة المصرية القديمة، لتشكل مشهدًا ترحيبيًا بديعًا فى استقبال ضيوف المتحف، ونفذ المشروع ضمن نطاق أحياء جنوبالجيزة والعمرانية والطالبية والهرم، بدءًا من نزلة شارع البحر الأعظم وحتى بداية الطريق السياحي، بطول يقارب 14 كيلومترًا فى الاتجاهين. لاند سكيب وعند الوصول إلى طريق الفيوم، فى نقطة التقاء الطريق الدائرى بالطريق السياحي، تتجلى أعمال التطوير والتجميل فى أبهى صورها، حيث تمت زراعة الأشجار والنخيل ورفع كفاءة الأسوار والأرصفة على جانبى الطريق، مع تركيب وحدات إنارة تجميلية متناسقة وتنسيق «لاند سكيب» حديث ومسطحات خضراء مزودة بشبكات رى متطورة، بما يخلق رؤية عمرانية عصرية تتناغم مع الطابع الأثرى والسياحى للمنطقة، استعدادًا لافتتاح المتحف المصرى الكبير الذى يمثل واجهة مصر الحضارية أمام العالم.. أما مدخل الأهرامات وشارع مساكن الضباط، أنجزت أعمال تطوير شاملة تضمنت دهانات سور نادى الرماية، تركيب الإنترلوك، زراعة الأشجار، وإنشاء محطات انتظار ومقاعد خشبية، مع تركيب شبكات الري، لوحات الكهرباء، أعمدة وكشافات الإضاءة، وفى ختام الجولة، ظهرت ملامح «المتحف المصرى الكبير» ليس فقط كموقع أثرى فريد، بل كمركز حضارى تحيط به شبكة من الطرق والمنشآت واللمسات الجمالية التى تليق بمكانته، إيذانًا بانطلاق احتفالية يُنتظر أن تسجل فى ذاكرة الثقافة العالمية.