أمريكا بتلاعبنا.. صحيح أن الإدارة الأمريكية بدأت تتفهم ما تتعرض له مصر من هجمات إرهابية.. وتفهم أيضا أن الإرهاب الذي تحتضنه وتمده بالسلاح والمال سيطولها هي أكثر من غيرها.. وأنها ياما انكوت بنار الإرهاب.. إلا أنها مازالت تتردد في وضع حد لأزمة المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر. ورغم جولة وزير الخارجية نبيل فهمي في عدد من الولايات وتنقله بين مراكز صنع السياسات الأمريكية إلي جانب مباحثاته مع الإدارة الأمريكية ونظيره جون كيري.. إلا أنه لم يفلح حتي الآن في إقناع هذه الإدارة بموقف مصر شعبا وحكومة من جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة التي تخطط لضرب الاستقرار في المنطقة. ويبدو أن إدارة أوباما لم تفهم حقائق الموقف في مصر.. ولم تقتنع بخارطة الطريق.. ولم يلفت نظرها ملايين الشعب الذين خرجوا يوم 30 يونية 2013 يهتفون ضد الرئيس السابق محمد مرسي والذي تم عزله بأمر الشعب.. وتحولت بعده جماعة الإخوان إلي منظمة إرهابية تعتدي علي المواطنين المسالمين وتدمر مرافق الدولة.. وتقتل رجال الشرطة والجيش.. وتعود لاستخدام الأحزمة الناسفة والمتفجرات والاختفاء خلف ملابس السيدات والمنتقبات وقتل الجنود والضباط.. ولم تهتم أمريكا بحقوق الإنسان التي تتشدق بها ولم تدافع عن حقوق الأمهات الثكالي والأرامل واليتامي.. وليس عند أمريكا أي اهتمام بحقوق رجال الشرطة والجيش الذين يتعرضون يوميا للقنص والاغتيال. قد تتصور أمريكا أن ما يحدث في مصر سيقلل فرصها في ريادة وقيادة منطقة الشرق الأوسط.. وقد تتصور أن هناك من يمكن أن تعده أمريكا ليتسلم دور مصر.. هذا خطأ فادح تقع فيه إدارة أوباما.. وتفقد المنطقة السيطرة والاستقرار.. ويكون طفلها المدلل (إسرائيل) في خطر حيث لم يعد لها سلطان علي الوضع.. فلقد تفكك العراق وأصبح يعج في صراعات وسوريا وليبيا علي الطريق كما تفككت السودان.. ودول الخليج تعاني صراعات بينها بسبب تصرفات قطر.. وقطر لن تحميها القاعدتان الأمريكيتان علي أراضيها.. اذن تبقي مصر التي تسير بخطي ثابتة نحو المستقبل.. فقد حققت انجاز الدستور لتعلو سيادة القانون.. وأيام ويكون لدينا رئيس منتخب.. وبعده بأيام أيضا يكون لدينا برلمان وتتحقق خارطة الطريق.. ولا يبقي إلا المواجهة الحاسمة مع الإرهاب.. وسنقضي عليه بإذن الله كما سبق أن قضينا عليه في التسعينيات.. ولن تغفل لنا عين إلا بعد حسم معركتنا مع الإرهاب. لقد أصبح الوضع في مصر مبشرا بمستقبل واعد.. ولم يعد لدي أمريكا حجة في إعادة الدعم العسكري والاقتصادي لمصر.. حتي يساعد في بناء مصر الحديثة.. والمساعدات هي عربون المحبة بين مصر وأمريكا.. وأيضا عربون الاستقرار.. والحفاظ علي معاهدة السلام التي تربط مصر بإسرائيل. دعاء: اللهم إني اسألك الرضا بعد القضاء.. وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلي وجهك الكريم.. وشوقا إلي لقائك.. وأعوذ بك أن اعتدي أو يعتدي علي.. أو اكسب خطيئة أو ذنبا لا يغفر.