كان الأب يقرأ الجريدة وبجانبه ابنه الصغير يلعب ولا يتوقف عن مضايقته، وعندما تعب الأب قام بقطع ورقة منها عبارة عن خريطة العالم ومزقها إلي أجزاء صغيرة وطلب منه اعادة تجميعها، واستأنف القراءة وهوسعيد لأنه شغل ابنه لفترة طويلة بهذه المهمة الصعبة.. ولم تمض سوي دقائق حتي عاد اليه بعد أن رتبها ،فسأ له الأب مذهولا: متي درست الجغرافيا؟ فرد الابن قائلا: لا أفهم فيها شيئا ،ولكن كانت هناك صورة لإنسان علي ظهر الورقة وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم.. ببراءة شديدة قدم لنا الطفل الصغير بطل قصة الاديب البرازيلي «باولو كويلو» مفتاح السر لتحقيق أي نجاح، فعندما نبدأ في تصميم خريطة لمشروع أو خارطة لأي طريق يجب أن نهتم بالوجه الآخر والاهم من الخريطة نفسها فهي مجرد ماكيت من ورق ومن يجعلها تنبض بالحياة هو الانسان الذي يستطيع تنفيذها بنجاح ولملمة أجزائها الممزقة، فعلينا أن نعمل أولا علي استعادة الشخصية المصرية بسماتها الانسانية اختصارا للوقت والجهد حتي لا يضيع العمر في وضع الخطط التي لا تري الواقع. يجب أن نضع خريطة موازية لتطوير البشر الذين سينفذون أي مشروع حتي يحافظوا عليه فيما بعد، كما علمنا الطفل شيئا مهما جدا وهو قراءة أي مشهد بصورة انسانية..فإن تاهت «الخطاوي «وتمزقت الخريطة نستطيع اعادة تجميعها بسرعة بالبحث والتركيز علي الانسان. فإذا أردنا بناء مصر الجديدة علينا إعادة بناء انسان مصري جديد.. فهو مفتاح السر.