كان الأب ذات يوم يقرأ الجريدة وبجانبه ابنه الصغير يلعب ويجذب الجريدة من يده، غضب الأب وقطع ورقة من الجريدة وأعطاها لابنه قائلاً له: «هذه خريطة العالم، فهل تستطيع أن تعيد تكوينها كما كانت من قبل؟»، بعد دقائق قليلة أعاد الطفل ترتيب الخريطة، اندهش الأب وسأله: «كيف استطعت ترتيبها؟! هل درست الجغرافيا؟!»، ضحك الطفل ببراءة مدهشة وقال: «لم أتعلم الجغرافيا، لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم أيضاً».. تلك الحكاية الرائعة أبدعها الكاتب والأديب البرازيلى باولو كويلو، الذى كان دوماً يؤمن بأن الطفولة هى أروع مراحل الحياة، وأن كلاً منا يجب أن يستجيب للطفل الذى يسكنه وما يزال يعيش بداخله يمنحه القدرة على رؤية الأشياء بشفافية وبراءة وعمق أيضاً. يقول باولو كويلو.. «إذا كان عليك أن تبكى، ابك مثل طفل، لا تنسَ أبداً أنك حر وأن إظهار انفعالاتك لا يدعو للخجل.. اصرخ، انتحب عالياً بالقدر الذى تشاء، فهكذا يبكى الأطفال، والأطفال يعرفون كيف يريحون قلوبهم بسرعة. هل سبق أن لاحظت كيف يتوقف الأطفال بسرعة عن البكاء؟ شىء ما يلهيهم، يلفت انتباههم إلى مغامرة جديدة. الأطفال يتوقفون بسرعة عن البكاء، وهذا ما سيحدث لك، إذا بكيت مثلما يبكى طفل. وليتذكر كل منا أننا إذا فقدنا التواصل بالطفل الكائن بداخلنا، فقدت عيوننا نورها، وفقدنا الاتصال بالحياة».