توجهت انظار الكثيرين إلي موسكو حيث لقاء المشير عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي .. طرح هذا اللقاء العديد من التساؤلات خاصة أنها الأولي من نوعها منذ ما يقرب من 40 عاما لوزير دفاع مصري يرافقه وزير الخارجية وعدد من كبار قادة القوات المسلحة .. الخبراء العسكريون أكدوا أن الزيارة جاءت رداً علي زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ووزير الخارجية سيرجي لافروف للقاهرة في نوفمبر الماضي .. ورفض الخبراء المبالغة في نتائج الزيارة وتوصيفها بأنها إعلان مصري بمعاداة الولاياتالمتحدة . في البداية أكد اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الاسبق والخبير الاستراتيجي أن هناك مبدأ بالقوات المسلحة لتنويع مصادر السلاح عن طريق التعاون العسكري مع دول كثيرة .. مضيفاً أنه عقب ثورة 30 يونيو قامت الولاياتالمتحدةالامريكية بوقف شحنة المساعدات العسكرية لمصر.. ولم نخضع لها لأننا دولة مستقلة ذات سيادة.. فلجأنا الي روسيا لأنها دولة صديقة ولأننا في حاجة لبعض الاسلحة التي قطعتها أمريكا . واستطرد الخبير العسكري أن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي ونبيل فهمي وزير الخارجية لرد زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين في نوفمبر الماضي وأن المواطن المصري في حاجة أن يطمئن أن الجيش المصري قادر علي التصدي لكل المخاطر التي تحيط بمصر وقادر علي حفظ الاستقرار في الشرق الاوسط. وحول قيام السعودية والامارات بتمويل صفقة السلاح بين الجانبين المصري والروسي قال اللواء عبد المنعم سعيد ان ذلك لحفظ امنها ولعلاقاتنا القوية معهم وأن جيش مصر هو الذي يقف بالمرصاد لكل المخاطر التي تحيط بالدول العربيه وأن مصر طالما ساندت جميع الثورات العربية علي مر التاريخ لذلك لم يبخلوا علي مصر بإمكانياتهم الماديه ودعم صفقة السلاح . ومن جانبه أكد اللواء د. نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق والمحلل الاستراتيجي أن الزيارة سببها واضح جداً وهو العودة لمبدأ افتقدناه منذ فترة وهو تنويع مصادر السلاح للقوات المسلحة بعد حرب أكتوبر 73 .. وبعد فترة اعتماد علي الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، وعندما تعرضنا للتهديد بتأجيل المعونة الأمريكية المخصصة لمصر لجأنا للعودة لهذا المبدأ، وكان اختيار روسيا بعد فترة من "هبوط" في التعاون العسكري المصري الروسي منذ طرد الخبراء السوفييت في فترة السبعينيات . وأضاف فؤاد أن التعاون العسكري المصري الأمريكي لن يتأثر بتلك الزيارة ولكننا نقوم بتنويع مصادر تسليحنا بعد أن كانت الولاياتالمتحدة نجحت في استقطابنا بالمساعدات العسكرية "وإحنا اتعودنا عليها" . وأوضح فؤاد أن مصر لن تعتمد علي روسيا كلياً بشأن التسليح كما أن روسيا لن تسمح لنا باختيار ما نشاء من أنواع السلاح لأن هناك نوعاً من التفاهم العالمي بين الأقطاب الكبري فهم لديهم حساباتهم الخاصة .. مؤكدا أن روسياوأمريكا يحاولان المحافظة علي توازن القوي في الشرق الأوسط ووجهة النظر الأمريكية في هذا التوازن هو ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي علي الدول العربية .. كما أن روسيا لديها مصالح مع أمريكا والدليل علي أنها لن تقوم بمحاباتنا علي حساب الولاياتالمتحدة هو تعاقد كل من إيرانوسوريا علي صفقة صواريخ S300 منذ عدة سنوات ودفعوا كامل الثمن مقدماً ولكن إلي الآن لم يتسلما تلك الصواريخ بسبب الضغط الأمريكي ومعارضة تلك الصفقة مع المصالح الأمريكية في المنطقة وهي ضمان تفوق إسرائيل . وأضاف أن موسكو بتقاربها مع القاهرة لا تبحث عن حليف جديد في المنطقة بديلاً عن ليبيا أو سوريا .. مشيراً إلي أن نظام بشار له اليد العليا في الشأن السوري وموسكو لديها إيرانوسوريا وحزب الله ولن تسمح بسقوط أحد من هذا المثلث .. وأشار مساعد وزير الدفاع الأسبق إلي أن روسيا تمتلك منظومة تسليح متكاملة متقدمة جداً في كافة التخصصات والأنواع ولديها طرازات حديثة لطائراتها تنافس نظيرتها الأمريكية . وقال اللواء طلعت موسي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن زيارة وزير الدفاع، المشير عبد الفتاح السيسي، إلي روسيا تحظي بأهمية خاصة في إطار تنويع مصادر السلاح للجيش المصري مما يضمن حرية اتخاذ القرار لمنع تهديدات قطع المعونة العسكرية الأمريكية بشكل متكرر، مشددًا علي أن صفقة السلاح بين مصر وروسيا لن تكون بديلة علي السلاح الأمريكي الذي يستخدمه الجيش المصري. وأضاف موسي أن الصفقة العسكرية تشمل عدة أسلحة من بينها صواريخ مضادة للطائرات وللدبابات وصواريخ بعيدة المدي، بالإضافة لطائرات والسعي لمناورات مشتركة بين البلدين وتدريب عسكري بدلًا من مناورات "النجم الساطع" التي تم إيقافها مع الجانب الأمريكي، بالإضافة للحرص المصري علي استمرار تبادل الخبرات العسكرية بين البلدين. وأوضح مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن تنويع مصادر السلاح لن يكون من خلال روسيا فقط ولكن عبر دول أخري مثل الصين والهند وكوريا الشمالية بما يضمن امتلاك القوات المسلحة المصرية لجيش قوي يتضمن أفضل أنواع الآليات العسكرية. وقال اللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق والخبير الاستراتيجي أن زيارة المشير السيسي ونبيل فهمي وزير الخارجيه تأتي في اطار تدعيم أواصر الثقة والتعاون العسكري بين مصر وروسيا.. وأضاف اللواء عامر أن زيارة المشير ووزير الخارجية لا تهدف بأن تمون روسيا بديلا عن أمريكا ولكن لتوسيع آفاق التعاون العسكري بين مصر وأكثر من دولة علي مستوي العالم.