زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسي لمصر علي رأس وفد يضم عددا من خبراء صناعة السلاح كنوع من التقارب العسكري المصري الروسي في ظل توتر العلاقات العسكرية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية .. بدا أن هناك نوعاً من التغيير في استراتيجية التسليح لدي القوات المسلحة المصرية خاصة بعد تعنت أمريكا في تسليم صفقات السلاح الأخيرة وتعليقها جزءا من المساعدات العسكرية لمصر . " الأخبار " استطلعت آراء الخبراء العسكريين والاستراتيجيين حول التقارب المصري الروسي وهل يمكن أن تتحول مصر من المعسكر الغربي إلي المعسكر الشرقي . في البداية أكد اللواء ممدوح قطب مدير السابق بجهاز المخابرات العامة أن التقارب المصري الروسي في الفترة الأخيرة هو ناتج عن توتر العلاقات المصرية الأمريكية بعد تأخير تسليم صفقات السلاح الأمريكية لمصر وخاصة صفقة طائرات إف 16 والأباتشي .. موضحاً أن روسيا وربما الصين ستكون خير بديل عن تلك الطائرات خاصة أن القوات الجوية المصرية تعتمد في الأساس علي طائرات التدريب الصينية والروسية . وأوضح قطب أن روسيا مهتمة جدا بهذا التقارب وتريد له أن يتحقق وأن تستعيد دفء العلاقات العسكرية مع مصر خاصة بعد توتر الأوضاع في سوريا حليفها الوحيد ربما في الشرق الأوسط .. وتريد أن تضمن لها ركيزة أخري في المنطقة وتتمني أن تكون مصر تلك الركيزة لما تتمتع به مصر من مكانة في المنطقة العربية. وكشف قطب عن أن الزيارة ستكون متممة لتفعيل صفقات سلاح روسي لمصر سيتم الإعلان عنها قريباً خاصة في أسلحة الصواريخ والطائرات بعد توقف صفقة السلاح الأمريكية. وحول تعاون مصر مع الجانب الروسي في المجال النووي قال قطب أن تجربة روسيا النووية ليست مطمئنة للمصريين خاصة بعد وجود بعض المشاكل في تسريبات بالمفاعلات الروسية التي تعمل حالياً .. ومن الممكن أن تقوم مصر بالتعاون مع الجانب الغربي في هذا المجال. ومن جانبه أكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكري أن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة تأتي في إطار التقارب المصري في كل الاتجاهات وتلافي الضغوط الأمريكية في موقفها المتعنت تجاه مصر .. مشيراً إلي أن هذا التطور في العلاقات بين البلدين خطوة إيجابية قد ينتج عنه فتح علاقات مع دول أخري .. خاصة أن تعدد جهات التسليح كان أمرًا مهمًا بعد توتر العلاقات مع الجانب الأمريكي. وأضاف سويلم أنه سيتم خلال الزيارة وضع الرتوش النهائية علي صفقة السلاح الواردة من روسيا .. ويري سويلم أن تقارب العلاقات مع روسيا لتمويل سلاح الجيش المصري يؤدي إلي عدم الاعتماد علي الجانب الأمريكي كمورد أكبر لما تحتاجه منظومات التسليح في مصر. وأكد اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي أنه علي مصر الحفاظ كعادتها دائماً علي علاقاتها المتوازنة مع جميع الدول ذات القوة في العالم وعلي رأسهم الروس والأمريكان .. مشيراً إلي أن ذلك لابد أن يعتمد في المقام الأول علي المصالح المصرية . وأضاف أننا لا يجب أن نميل لأحد علي حساب الآخر ويجب أن نقيم علاقات متوازنة في جميع الاتجاهات مع كافة القوي الكبري . وأشار اللواء بخيت إلي أن مصر نوعت أكثر من مرة تسليحها خلال العقود السابقة وأن الحندي المصري دائماً ما يؤدي علي الأسلحة المستوردة بكفاءة عالية. وأضاف اللواء محمد الغباري مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن كل ما تتناوله وسائل الإعلام حالياً هو استهلاك محلي فقط ولكن الحقيقة هي أن علاقتنا مع الروس لم تنقطع منذ عهد عبدالناصر وفي نفس الوقت علاقتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تنقطع في الفترة المقبلة . وأكد أن التسليح الروسي ليس بجديد علي مصر ولكنها في النهاية اللعبة السياسية وعلينا ألا ننسي أن روسيا من الدول الثماني الكبار وهي المجموعة التي تقود دول العالم ومنها أمريكا وهناك مصالح مشتركة بين روسياوأمريكا قد تكون مصر هي ورقة الضغط فيها .. فهو مسألة سياسية أكثر منها عسكرية . وقال موقع دبكا القريب من المخابرات العسكرية الإسرائيلية أن وزيري الخارجية والدفاع الروسيان سوف يبرمان صفقة أسلحة روسية متقدمة للجيش المصري ومنح البحرية الروسية تسهيلات في البحر المتوسط في المقابل.