رغم تقديري وإعجابي الشديدين بالقدرات المتميزة علي مستوي الرصد والتعليق والتحليل، التي تتمتع بها المجموعة الرائعة التي ضمها منتدي أو صالون الاستاذ عبدالله السناوي في احدي القنوات الفضائية، إلاانني لابد ان اعترف بأنه قد اصابني، كما اخشي ان يكون قد اصاب غيري ايضا، بقدر كبير من الإحباط وضآلة الأمل في انفراجة قريبة، أو حتي بعيدة، للأحوال والاوضاع المصرية بصفة عامة. وبالرغم من احترامي وتقديري لكل الحضور من الكتاب والصحفيين والأدباء، وما يتمتعون به من رؤية نافذة ومتابعة واعية ودقيقة، لكل جوانب الصورة علي ارض الواقع، وما يعتمل داخلها من تفاعلات وما تموج به من ارهاصات وما يقف وراءها من اسباب ودوافع، وما يمكن ان ينجم عنها من نتائج،..، إلا انني اخشي ان تكون رمادية الألوان، وعتامة الظلال الغالبة علي الصورة العامة، وضبابية الأجواء المحيطة بها والمغلفة لها، كان لها الأثر الأكبر في انطباعهم عن الواقع، واستشرافهم لآفاق المستقبل، بحيث تواري الأمل، وخبا الإشراق، وبدت الروية بعيدة عن التفاؤل، بل وقريبة جدا من التشاؤم، ان لم تكن غارقة فيه. واقول بصراحة، ان المحصلة النهائية لما دار من حوار طوال ساعات المنتدي والأحاديث المتبادلة في الصالون، كانت علي قدر كبير من الواقعية في التوصيف لمجمل الحالة العامة، التي بلغت قدرا كبيرا من السوء والفشل من وجهة نظر المتحدثين، يصعب معها اي أمل للعثور علي وسيلة لإصلاح هذا الواقع، من وجهة نظرهم ايضا. وفي ذلك رأينا تباينا في رؤية الحضور لدرجة وقدر هذا السوء وذلك الفشل للحالة المصرية، والتي شبهها بعضهم بالتكتك المتهالك، أو السيارة الخردة الخالية من الموتور والعجلات، وشبهها بعضهم الآخر بالمريض الراقد في غرفة الرعاية المركزة، والموصول بحبل الحياة عن طريق الخراطيم والمحاليل والحقن. واقول »بصراحة ايضا« ان تلك الصورة رغم اقترابها من الواقع، إلا انها صورة اقل ما يمكن ان تتركه من اثر لدي المشاهدين من عموم الناس، هو الإحباط واليأس،...، وهذا في يقيني هو مايجب ان نتجنبه ونبتعد عنه الآن ونحن نتجه الي بناء دولة جديدة قوية وديمقراطية وحديثة. ودعوني اهمس في اذن الحضور بالصالون، الذين اقدرهم جميعا، وغالبيتهم من الأصدقاء والزملاء الأعزاء، ومنهم من له في نفسي موقع الاستاذ الكبير في المهنة التي اتشرف بالإنتماء اليها، »لقد كنا ننتظر منكم طريقا للأمل، رغم صعوبة الواقع، حتي ولو كان هذا الطريق مفروشا بالعمل والعرق والدموع، ولكنكم للأسف لم تقدموا لنا غير الإحباط«.