آية قرآنية محكمة في كتاب الله »عز وجل« تحدثت عن سيدنا محمد رسول الله »صلي الله عليه وسلم« بوصفين متتابعين متلازمين بما لم يجمع لغيره، هي قوله عز وجل: »الذين يتبعون الرسول النبي الأمي..« الآية 751 من سورة الأعراف - الرسالة والنبوة معا. ولعل دلالة الاعتناء بوصفي النبوة والرسالة معا، يفهم منه أن العقيدة الاسلامية تهدف إلي الاهتمام بالمبادئ والمقاصد في المقام الأول والأكبر، دل علي هذا أن القرآن الكريم لم يذكر شيئا عن أطوار حياته قبل الإذن بالرسالة وقبل إعلان النبوة وقبل التكليف بالابلاغ، بجانب أن اسمه ورد في القرآن الكريم خمس مرات فقط هي: »محمد رسول الله والذين معه أشد علي الكفار رحماء بينهم«. - الآية 92 من سورة الفتح. »وما محمد إلا رسول الله قد خلت من قبله الرسل«. - الأية 441 من سورة آل عمران. »والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل علي محمد وهو الحق من ربهم«. - الآية 2 من سورة محمد. »ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين« - الآية 04 من سورة الأحزاب. »مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد«. - الآية 6 من سورة الصف. ونبوته ورسالته صلي الله عليه وسلم - تميزت عمن سواه بصفات وميزات منها: عالمية الدعوة: فقد كان كل رسول من قبله يبعث إلي قومه خاصة، وبعثه الله - سبحانه وتعالي - إلي الناس كافة. قال الله - عز وجل - »وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا«. - الآية 82 من سورة سبأ. »وأرسلناك للناس رسولا«. الآية 97 من سورة النساء- وعالمية الدعوة اقتضت ختم النبوات والرسالات السماوية به، فهو »رسول الله وخاتم النبيين« - الآية 04 من سورة الأحزاب. القرآن الكريم معجزته الكبري: لأجل بقاء النبوة والرسالة إلي يوم الدين فإن منهج ومكونات الدين هي المعجزة، فمعجزته عليه منهاجه، وعلي هذا فالمعجزة الكبري سالمة خالية محفوظة عن أي تغيير سواء بالإضافة أوالحذف، وهي غير محدودة بحدود المكان ولا حدود الزمان ولا حدود الأشخاص، ونطقه - صلي الله عليه وسلم - بالقرآن الكريم وغيره »وحي يوحي« - الآية 4 من سورة النجم. الشمولية لحقوق الله - تعالي - وحقوق العباد: ويظهر هذا في أن مكونات الدين الحق »عقيدة، شريعة، أخلاق«، »اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا«. 3 من سورة المائدة. إعلان الإخوة العالمية: فالإخوة الخاصة بين جميع الأنبياء والرسل - عليهم السلام - دون مجد واحد منهم قال صلي الله عليه وسلم »الأنبياء أخوات من علات، (علات: الإخوة لأب واحد وأمهات شتي) وأمهاتهم شتي، ودينهم واحد«. والإخوة العامة بين بني البشر دون استعلاء لعصبية موهومة ودون تحميل البشر نقيصة لأمر لم يرتكبوه »يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم« - الآية 31 من سورة الحجرات. صلوات الله ربي وتسليماته وبركاته علي سيدنا محمد النبي الرسول وإخوانه من النبيين والمرسلين. آمين.