يزداد خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان مع التقدم في السن، ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، حيث يُشخَّص أكثر من شخص واحد من كل 100 شخص فوق سن الستين بالسرطان. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة زيادة مقلقة في حالات سرطان الجهاز الهضمي لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، ولم يحدد الخبراء سببًا لذلك بعد. يشير تحليل جديد للدراسات إلى أن حالات سرطان القولون والمستقيم المبكر بين عامي 2010 و2019 زادت بنسبة 14.8% في الولاياتالمتحدة، وأن المعدلات آخذة في الازدياد في جميع أنحاء العالم، بحسب medicalnewstoday. تشير المراجعة الشاملة، المنشورة في المجلة البريطانية للجراحة، إلى أنه على الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، إلا أن العوامل البيئية والنظام الغذائي ونمط الحياة قد تكون مسؤولة عن هذه الزيادة. اقترح أنطون بيلشيك، طبيب وجراحة أورام، رئيس قسم الطب ومدير برنامج الجهاز الهضمي والكبد الصفراوي في معهد بروفيدنس سانت جون للسرطان في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، والذي لم يشارك في المراجعة، بعض الأسباب المحتملة لارتفاع حالات سرطان الجهاز الهضمي المبكر. اقرأ ايضا|خبير يُحذر: مكمل غذائي شائع قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون صرح بيلشيك لموقع ميديكال نيوز توداي قائلاً: "في حين أن زيادة السمنة ترتبط بزيادة كبيرة في حالات سرطان القولون والمستقيم المبكر، إلا أن غالبية المرضى ليسوا مصابين بالسمنة، وليس لديهم تاريخ عائلي أو أي عوامل خطر واضحة أخرى". يشير أنطون بيلشيك، دكتور في الطب، حاصل على درجة الدكتوراه بهذا إلى أن عوامل أخرى، مثل البيئة ونمط الحياة والنظام الغذائي (الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء) وقلة التمارين الرياضية والتوتر، قد تؤثر سلبًا على تريليونات البكتيريا في أجسامنا (الميكروبيوم)، بالإضافة إلى جهازنا المناعي، مما يُسبب استجابةً التهابيةً مرتبطةً بتطور السرطانات المبكرة. أكبر ارتفاع في سرطان القولون والمستقيم لاحظ الباحثون أن سرطانات القولون والمستقيم المبكرة كانت الأكثر ارتفاعًا. الأشخاص المولودون في عام 1990 أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بأكثر من ضعفي احتمالية الإصابة، وأكثر من أربعة أضعاف احتمالية الإصابة بسرطان المستقيم مقارنةً بمواليد عام 1950. ورصد الباحثون زيادات عالمية في سرطان القولون والمستقيم، أظهرت دراسة أجريت في 20 دولة أوروبية أنه بين عامي 2004 و2016، ارتفعت حالات سرطان القولون والمستقيم بنسبة تقارب 8٪ لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا، وحوالي 5٪ لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عامًا، وبنسبة 1.6٪ لدى الفئة العمرية 40-49 عامًا. الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو الأرقام الواردة من قاعدة بيانات "وندر" التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولاياتالمتحدة، والتي رصدت زيادة بنسبة 333% في حالات سرطان القولون والمستقيم بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، وزيادة بنسبة 185% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عامًا. ورغم هذه الزيادات الكبيرة في النسب المئوية، يؤكد المؤلفون أن الأعداد المطلقة لتشخيصات السرطان لا تزال أقل بكثير لدى من تقل أعمارهم عن 50 عامًا مقارنةً بكبار السن. ومع ذلك، يُسلّط الباحثون في هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى توعية وتدخلات مُوجّهة، لا سيما بين الفئات العمرية الأصغر سنًا. هل يستطيع الخبراء تفسير زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم؟ "على الرغم من أن معدلات سرطان القولون والمستقيم ترتفع بشكل أسرع في الفئات العمرية الأصغر - من 15 إلى 24 عامًا - إلا أن العدد المطلق للحالات في هذه الفئة العمرية منخفض نسبيًا مقارنةً بالفئة العمرية من 40 إلى 49 عامًا، مما يجعل من الصعب عزل عوامل الخطر الخاصة بهذه الفئة العمرية الأصغر سنًا"، هذا ما صرحت به الدكتورة سارة كتشار، الباحثة المشاركة في المراجعة وزميلة علم الأورام السريري في معهد دانا فاربر للسرطان، لموقع MNT. وأشارت تشار إلى أن "عوامل عديدة، بما في ذلك السمنة، والإفراط في تناول الكحول، واتباع نظام غذائي غربي، ونمط حياة خامل، واستهلاك المشروبات المحلاة بالسكر، قد ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر". وأضافت: "كما أن عوامل أخرى، مثل التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة والتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، لها دور أيضًا،ومع ذلك، نعلم أن عوامل الخطر هذه ليست موجودة لدى جميع مرضى سرطان القولون والمستقيم المبكر، لذا لا بد من مواصلة البحث لفهم هذه الاتجاهات المتزايدة بشكل أفضل.