الازمات المتتالية التي يشهدها اتحاد الكرة في الفترة الاخيرة والتي يتعلق معظمها بقضية بيع مباريات الدوري الممتاز للموسم الجديد، كشفت عن الكثير من الصراع الخفي الدائر خلف الكواليس بين فريقين أحدهما معظم أفراده يلعبون من خارج ملعب الجبلاية، والاحداث المتتالية التي تجري داخل الاتحاد والتي تصاعدت في الايام القلائل الاخيرة تكشف أبعاد اللعبة وخطة كل فريق لقهر خصمه.. فالمسئول الحكومي الكبير الذي نجح في السيطرة علي أغلب مسئولي الاتحاد وبدأ يحركهم في الاتجاه الذي يظن أنه سيقهر به خصومه، قابله تكتل عنيف جمع بين مسئول دولي بارز ورئيس ناد شهير جمعتهما المصلحة المشتركة في مواجهة المسئول الحكومي الكبير والتخليص علي مجلس إدارة الجبلاية، فإذا كانت مصلحة رئيس النادي الشهير تبدو واضحة المعالم وهي الرغبة في السيطرة علي لجنة الاندية وتوجيه الاتحاد لبيع الدوري للجهات التي يرغبها هو، فإن المسئول الدولي البارز رأي أن يدعم ذلك ليس فقط للعلاقة التاريخية العميقة التي تجمعهما، وإنما لتأديب وتهذيب مسئولي الجبلاية وخاصة جمال علام رئيس الاتحاد والذي بدأ يتنكر للجميل الكبير الذي فعله معه هذا المسئول الدولي والذي كان سببا مباشرا في وجود علام بمنصبه الحالي كرئيس لمجلس إدارة الاتحاد.. وبعيدا عن الكاسب والخاسر في تلك المعركة الاشبه بمعركة تكسير العظام، فإن الواقع يقول إن اتحاد الكرة يعيش فترة عصيبة للغاية تنذر بحدوث مفاجآت مدوية خلال الايام القادمة كتقديم بعض الاعضاء الاستقالة أو دعوة الجمعية العمومية لاجتماع غير عادي لسحب الثقة من المجلس الحالي، أو صدور قرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بمعاقبة الاتحاد المصري.. يأتي هذا في الوقت الذي لا يزال اتحاد الكرة عاجزا عن توقيع عقد بيع الدوري للتليفزيون المصري، فعلي الرغم من اتفاق علي الطرفين - الجبلاية والتليفزيون - علي الغالبية العظمي من بنود العقد، إلا أن الامر لا يزال شديد التعقيد في ظل الهاجس الشديد الذي بدأ يطارد جمال علام من أن توقيع هذا العقد قد يوقعه في مسئولية جنائية، خاصة أن مسئولي التليفزيون يرفضون الاعتراف بالمديونية القديمة المستحقة للاتحاد والتي تبلغ أربعين مليون جنيه، وهو المبلغ المثبوت بالميزانية الختامية الاخيرة والمصدق عليه من الجمعية العمومية للجبلاية، وتوقيع علام علي العقد دون ذكر هذه المديونية من المؤكد أنه سيضعه تحت طائلة القانون بتهمة إهدار المال العام والتفريط في الحقوق المادية للاتحاد، ليس هذا فحسب بل الأزمة الاكبر تكمن في قرار البيع المباشر للتليفزيون دون اتخاذ الاجراءات القانونية وهي عمل مزايدة بين الشركات الراغبة في الشراء، وبالفعل تقدمت شركة عرضت مبلغ 75 مليون جنيه أي بزيادة خمسة ملايين جنيه عن عرض التليفزيون المصري.. ورغم أن بعض أعضاء مجلس إدارة الجبلاية ومنهم المهندس إيهاب لهيطة قدموا حلولا للخروج من هذا المأزق وهو أن يحصل اتحاد الكرة علي خطاب رسمي من وزارة الرياضة تتعهد فيه الوزارة بتحمل المسئولية القانونية لهذا العقد، إلا أن بعض المسئولين يرون أنه لا حاجة لإجراء كهذا خاصة أن البيع سيتم لجهة حكومية وليس لجهة خاصة تثير الشكوك حولها.. لكن ورغم كل ما سبق إلا أن العميد ثروت سويلم المدير التنفيذي للجبلاية يؤكد أن الادارة القانونية بالاتحاد أوشكت علي الانتهاء من مراجعة صيغة العقود علي أن يتم التوقيع الرسمي غدا.. وقال سويلم إنه تم التوصل إلي اتفاق مع مسئولي التليفزيون بخصوص المديونية القديمة ليتم تخفيضها إلي 20 مليون جنيه، كما تم الاتفاق علي طريقة جدولتها.. وقال سويلم إن اتحاد الكرة سيوقع العقود مع التليفزيون رغم كل محاولات العرقلة التي يبذلها البعض من أجل البيع لجهة أخري خاصة، وهاجم سويلم ما أسماه بالطرف الثالث الذي يحارب الاتحاد بكل قوة لإفشال هذا المجلس، مشيرا إلي أن الطرف الثالث هو الذي يقف وراء الازمة التي تفجرت في ال48 ساعة الاخيرة والخاصة بتجميد مليوني دولار من مستحقات الاتحاد المصري لدي الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) مؤكدا أن خطاب الكاف وصل الجبلاية منذ ثلاثة أسابيع ولم يتحدث أحد عنه، فلماذا تم الافصاح عنه في الوقت الحالي؟!.. مؤكد الهدف من ذلك - سويلم يقول - هو إرباك مسئولي الجبلاية وتفزيعهم قبل توقيع العقد مع التليفزيون.. وأضاف سويلم أن اتحاد الكرة ليس طرفا في تلك الازمة، لأن المسئول عنها هو التليفزيون المصري وليس اتحاد الكرة، مشيرا إلي أن الاتحاد أعد مذكرة بهذا المعني وسيتم إرسالها للكاف لحل الازمة.. هذا ويعقد مجلس إدارة اتحاد الكرة اجتماعا اليوم برئاسة جمال علام، وذلك لبحث مجموعة من الموضوعات علي رأسها الازمة الراهنة والخاصة ببيع الدوري للتليفزيون.. يعقد الاجتماع بمقر اتحاد الكرة بالجبلاية ويبدأ الساعة الثانية عشرة ظهرا.