63 ٪ من إجمالي دخل الأسرة يضيع علي المحمول وثقافة الترشيد غائبة بين دخله المتدني وانفاقه الذي يصل أحيانا الي حد الاسراف، يبقي المواطن المصري لغزا يستعصي علي الخبراء والمتخصصين حله او فهمه، ففي الوقت الذي تعددت في الاضرابات وتعالت الأصوات المطالبة بزيادة دخول المصريين الي ما يكفل لهم الحد الأدني من الحياة الكريمة , كشفت تقارير رسمية أن المصريين ينفقون نحو 40 مليار جنيه سنوياً علي الهاتف المحمول، يذهب 35 مليار جنيه منها علي المكالمات، فيما ينفقون الباقي علي شراء أجهزة الهواتف المحمولة وأوضح تقرير للجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات بمصر أن المصريين ينفقون 35 مليار جنيه علي المكالمات سنويا , وان الشعب المصري تحول الي شعب مستهلك بشكل مخيف مما قد يؤثر علي الاقتصاد بشكل سلبي .. د. رشاد عبده د. حمدي عبد العظيم آخر الاحصائيات " الاخبار " حاورت خبراء الاقتصاد ووجهت لهم السؤال لماذا هذا التناقض في ثقافة الاستهلاك لدي المواطن المصري , وهل يرتفع انفاق المواطن المصري علي المحمول الي اكثر من ذلك ؟ و ما هي اسباب زيادة الانفاق الي هذا الحد؟ وفقا لآخر الاحصائيات فقد كشف تقرير حديث صادر عن وزارة التخطيط ارتفاع عدد المشتركين في خدمة التليفون المحمول إلي 96٫77 مليون مشترك في يونيو الماضي، مقارنة ب94٫23 مليون مشترك في أبريل، وتراجع عدد المشتركين في خدمة التليفون الثابت، مسجلة 6٫98مليون مشترك في يونيو، مقارنة ب. 8٫65مليون مشترك في إبريل ..وتتوقع تقارير عالميةأن يرتفع عدد مشتركي التليفون المحمول في مصر إلي 121٫6 مليون مشترك بنهاية عام 2016 بمعدل انتشار يصل إلي 134٫3٪ ولمواجهة الزيادة المطردة للمشتركين لجأ جهاز تنظيم الاتصالات إلي زيادة طول الرقم الحالي للمحمول مما يمكن ترقيما للمحمول قدره مليار رقم ويكفي مشتركي المحمول لمدة زمنية تزيد عن 30 عاما خبراء الاقتصاد يحللون هذه الارقام ففي البداية يؤكد الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن المجتمع أصبح استهلاكيا أكثر مما ينبغي أن يكون عليه خاصة بفعل التكنولوجيا التي أظهرت العديد من الأنماط الاستهلاكية وقادت الأفراد أن يتبعوها دون وعي مثل الاتصالات التي تستهلك جزءا كبيرا من راتب أي موظف شهريا وهذا لم يكن موجودا في العشرين عاما الماضية مما أبعدنا عن فكرة الادخار وقيمته. وأضاف الخبير الاقتصادي أن الاتصالات والتي تعد البوابة الكبري لسحب دخول المواطنين حيث وصل عدد المشتركين لاكثر من 91 مليون مشترك وهو أكبر من تعداد المواطنين أنفسهم ونجد أن المواطن الواحد يحمل هاتفين أو أكثر بما يمثل تكلفة وباباً يستنزف موارده بشكل كبير, بل أن التكنولوجيا التي طرحت العديد من الوسائل التي توفر في الجهاز الواحد أكثر من 3 شرائح جعلت المواطن يتعامل بشكل استهلاكي غير معتاد عليه من قبل لدرجة أن الأولاد في المدارس الآن أصبح معهم موبايلات وكل هذه الجوانب الاستهلاكية خاصة فيما لا يفيد نسيء استخدام الأشياء ونحولها من وسائل مفيدة تخدمنا في إطار معين إلي وسائل استهلاكية تمثل أعباء مادية علينا بما يعد استنزافا حقيقيا لثروة المجتمع دون تحقيق أو جني أي استفادة حقيقية بل أن الأمر أصبح اعتياديا ولا نشعر بإضراره سواء علي الصحة أو حتي علي مستوي الحالة الاقتصادية للمواطن الذي تحمل أعباء لا طاقة له بها وأوضح الدكتور رشاد عبده أن المستفيد الحقيقي من هذا الأمر هم أصحاب شركات الاتصالات الذين يجنون المليارات من وراء الاستهلاك غير الواعي للمواطن. ليست مؤشرا للثراء و يري الدكتورعلاء رزق الخبير الاقتصادي و المرشح الاسبق لرئاسة الجمهورية ان حجم انفاق المصريين هذا العام والذي بلغ 40 مليار جنيه علي التليفونات المحمولة لا يعتبر مؤشرا جيدا علي تقدم الناحية الاقتصادية للمواطن المصري بل يؤكد ان التليفونات المحمولة تحولت الي عنصر ومطلب اساسي في حياة المواطن المصري فلم تعد تصبح عنصرا ترفيهيا كما ظهرت في بدايتها مضيفا ان اغلب عناصر هؤلاء المستخدمين هم من الفقراء الذين يمثلون نسبة 80٪ من الشعب المصري الذي يمتلكون ثروة تقدر ب20٪ فقط مؤكدا انهم يستخدمون تليفونا او اثنين لا يتجاوز عددهم 100 جنيه لكن الاغنياء من هذا المجتمع والذين يمثلون نسبة 20٪ من اجمالي المصريين يستخدمون هاتفا او اثنين ولكن سعرهم يتجاوز بكثير اسعار الهواتف التي يستخدمها الفقراء في مصر مؤكدا ان حجم الانفاق المصري علي التليفونات المحمولة لا يقارن باستخدام الدول الاخري ولكنه يؤكد ان الشعب المصري شعب مستهلك بطبيعته مؤكدا نسبة إنفاق الأسرة علي التليفون المحمول 36.4٪ من إجمالي الإنفاق الكلي للأسرة علي الاتصالات، فيما بلغت نسبة إنفاق الأسرة علي فاتورة التليفون المنزلي والكروت 82.5٪ من إجمالي الإنفاق الكلي للأسرة علي الاتصالات. و يشير د.علاء إلي أن نسبة إنفاق الأسرة علي خدمات نقل المعلومات والانترنت بلغت 4.9٪ في حين بلغت نسبة إنفاق الأسر الفقيرة أقل من 20٪ إنفاقاً علي التليفون المحمول 75٫1٪ من إجمالي الإنفاق، وبلغت نسبة إنفاق الأسر الغنية 80-100٪ إنفاقاً علي التليفون المحمول58٫2٪ من إجمالي الإنفاق الكلي للأسرة علي الاتصالات مؤكدا ان نسبة الأسر المصرية التي تمتلك تليفونا محمولا 58.8٪ لترتفع هذه النسبة في الحضر لتصل إلي 09.9٪ بينما في الريف تبلغ 18.5٪ أما الأسر المصرية التي تمتلك كمبيوتر شخصيا -لاب توب- بلغت22.1 لتصل هذه النسبة في الحضر إلي 63.3٪ مقابل 01.4٪ في الريف. معدلات النمو ويري د. علاء أن تزايد معدلات النمو الاستهلاكي الحالية رغم الأزمة العالمية خطوة متوقعة ولاتدعو للعجب فنحن شعب استهلاكي بصرف النظر عن دخله ولهذا فان نسب الاستهلاك لدينا دائما ما تكون مرتفعة بعيدا عن أي أزمات والشعب المصري بطبيعته يميل الي التظاهر والمحاكاة وهي أمور تلعب دورا مؤثرا في الاستهلاك وكذلك زيادة المعدلات السكانية أما تأثر النمط الاستهلاكي عند الشباب بثورة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات فأدي الي ظهور انماط استهلاكية جديدة كخطوط الانترنت وهواتف المحمول الحديثة ووجود أكثر من خط عند الشاب وبذلك وضعنا أنفسنا بين مطرقة التكنولوجيا وسندان ضبط الانفاق وترشيد الاستهلاك مؤكدا. ويري الدكتور حمدي عبد العظيم عميد اكاديمية السادات الاسبق أن هناك خطأ في مفهوم الاستهلاك لدي المصريين وأصبح سلوكا متوارثا فنجد أن معظمهم يشتري احتياجاته من الهواتف المحمولة وهذا يمثل دخلا ضائعا ويؤدي الي اهداره دون داع والبعض يراه نوعا من التواكب مع التكنولوجيا وفي ظل ارتفاع انخفاض اسعار الهواتف المحمولة الصينية يتجه البعض الي الشراء هاتفين مضيفا ان هذا يمثل عبئا زائدا علي دخل الأسرة كما أن بعض التجار يلجأون الي ترويج الشائعات عن مميزات الاجهزة مؤكدا انها اصبحت ثقافة متوارثة ويري ضرورة تكاتف وزارة التجارة والصناعة مع جهاز حماية المستهلك لضبط الأسواق ومراقبتها للحفاظ علي توازن العرض مع الطلب مع تكثيف جهود التوعية خاصة بين الأميين لأنهم يمثلون بيئة خصبة لانتشار أي شائعة ويضيف د.عبد العظيم أن ثقافة الترشيد غائبة في كل مجالات حياتنا ليس في الشراء فقط فمثلا الأجهزة لاتخضع للصيانة الدورية مما يعني غياب ثقافة الاستهلاك الشروع في شراء جهاز جديد وهذا لايعني تقليل الاستخدام ولكن تقنين الاستخدام