أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء دراسة عن "إنفاق الأسرة المصرية على الاتصالات" بالاعتماد على بيانات بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك .. وأوضحت الدراسة أن إنفاق الأسرة على الاتصالات بلغ 2,5% من إجمالي الإنفاق الكلي للأسرة وبمتوسط إنفاق سنوي قيمته 555,4 جنيه، وترتفع هذه النسبة في الحضر لتبلغ 3% بينما لا تتعدى 1,9% في الريف. كما وصلت نسبة إنفاق الأسرة على التليفون المحمول 63,4% من إجمالي الإنفاق الكلي للأسرة على الاتصالات، فيما بلغت نسبة إنفاق الأسرة على فاتورة التليفون المنزلي والكروت 28,5% من إجمالي الإنفاق الكلي للأسرة على الاتصالات. وأشارت الدراسة إلى أن نسبة إنفاق الأسرة على خدمات نقل المعلومات والانترنت بلغت 4,9%، في حين بلغت نسبة إنفاق الأسر الفقيرة أقل من 20% إنفاقاً على التليفون المحمول 75.1% من إجمالي الإنفاق، وبلغت نسبة إنفاق الأسر الغنية 80-100% إنفاقاً على التليفون المحمول58.2% من إجمالي الإنفاق الكلى للأسرة على الاتصالات. وبلغت نسبة الأسر المصرية التي تمتلك تليفونا محمولا 85,8% ، لترتفع هذه النسبة في الحضر لتصل إلى 90,9%، بينما في الريف تبلغ 81,5%، أما الأسر المصرية التي تمتلك كمبيوتر شخصيا -لاب توب- بلغت22,1% ، لتصل هذه النسبة في الحضر إلى 36,3% مقابل 10,4% في الريف. وتعليقا علي الدراسة أكد الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أن المجتمع أصبح استهلاكي أكثر مما ينبغي أن يكون عليه خاصة بفعل التكنولوجيا التي أظهرت العديد من الأنماط الاستهلاكية وقادت الأفراد أن يتبعوها دون وعي مثل الاتصالات التي تستهلك جزء كبيرا من راتب أي موظف شهريا وهذا لم يكن موجود في العشرين عاما الماضية مما أبعدنا عن فكرة الادخار وقيمته, وأضاف الخبير الاقتصادي أن الاتصالات والتي تعد البوابة الكبرى لسحب دخول المواطنين حيث وصل عدد المشتركين 91,5 مليون مشترك وهو أكبر من تعداد المواطنين أنفسهم ونجد أن المواطن الواحد يحمل هاتفين أو أكثر بما يمثل تكلفة وباباً يستنزف موارده بشكل كبير, بل أن التكنولوجيا التي طرحت العديد من الوسائل التي توفر في الجهاز الواحد أكثر من 3 شرائح جعلت المواطن يتعامل بشكل استهلاكي غير معتاد عليه من قبل , لدرجة أن الأولاد في المدارس الآن أصبح معهم موبايلات, وكل هذه الجوانب الاستهلاكية خاصة فيما لا يفيد نسيء استخدام الأشياء ونحولها من وسائل مفيدة تخدمنا في إطار معين إلي وسائل استهلاكية تمثل أعباء مادية علينا بما يعد استنزاف حقيقي لثروة المجتمع دون تحقيق أو جني أي استفادة حقيقية , بل أن الأمر أصبح اعتيادي ولا نشعر بإضراره سواء علي الصحة أو حتى علي مستوي الحالة الاقتصادية للمواطن الذي تحمل أعباء لا طاقة له بها, وأوضح الدكتور رشاد عبده أن المستفيد الحقيقي من هذا الأمر هم أصحاب شركات الاتصالات الذين يجنون المليارات من وراء الاستهلاك غير الواعي للمواطن .