لا يمكن ان تكون هذه هي نهاية علاقة سمير زاهر بكرة القدم.. الرجل قدم الكثير، وصنع بطولات اسعدت الملايين، واثري الساحة بأفكار وبرامج غير مسبوقة، وترك بصماته علي اللعبة الشعبية بأساليب عصرية وغير تقليدية. بالطبع له اخطاؤه مثل غيره.. وله سلبياته ولكن ان يحاول البعض نسف تاريخه بعد حكم الادارية العليا، فهو امر غير مقبول، ولا يليق بما قدم زاهر الذي يبقي احد ابرز رؤساء اتحاد الكرة عبر تاريخه الطويل. لم يوجد في اللوائح المنظمة للاتحادات بند يشير الي ما يمكن ان يحدث بحالة مثل حالة سمير زاهر.. لذلك كثرت الاجتهادات والفتاوي.. وتباينت الآراء ووجهات النظر، وظل المجلس القومي للرياضة في حيرة من امره، فزادت البلبلة بعد ان خرج اكثر من مسئول وخبير بكلام فاضي يميل احيانا الي اهواء شخصية.. واحيانا لتصفية حسابات. وبالمناسبة.. تكلم الكثيرون في القانون.. وكان اكثرهم اقناعا كالعادة المستشار مرتضي منصور. تحولت كرة القدم الي استثمار.. ومع ذلك تديرها الاندية بالبركة »تارة«.. و»بالجدعنة والفهلوة« تارة اخري حيث لا قواعد منظمة للاحتراف الذي تحول بطبيعة الحال الي اغتراف، تحت مسمي »بيزنس«.. وما ادراك ما عمولات البيزنس. لا يجب ان يظل المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة سلبيا امام هذا الانحراف، وان العملية ظاطت، ويخرج منها روائح كريهة تكشف عن »بلاوي«.. ومن يتابع صفقات الانتقالات يدرك ان الخطر شديد علي مناحي الحياة المختلفة. لو ان كرة القدم بيعت في الاندية لشركات... او ان تتحول الاندية برمتها الي شركات فإن ما سيتم صرفه او انفاقه علي الفرق لن يكون بهذا »السفه والبذخ« لسبب بسيط جدا، وهو ان الشركات ستعمل علي ان تحقق مكاسب، وستحسب الف حساب للخسارة لان الجمعيات العمومية حينئذ سيكون لها دور، وستذبح اداراتها اذا فشلت في اداء دورها.. عكس هذه الادارات الهاوية التي ترمي بالملايين علي الارض دون ضابط او رابط، دون ان يحاكمها احد. ينبغي ان يتدخل المجلس القومي للرياضة في الاندية.. تماما كما يضع »مناخيره« في الاتحادات، حتي لا يقال انه يعمل حسابا للاندية لان لها جماهير.. بينما الاتحادات »غلبانة« لانها بلا جماهير.. بل ان الجماهير احيانا تتخذ منها مواقف مشددة لاعتقادها انها تعمل احيانا ضد انديتها. اذا كانت هناك رغبة حقيقية في النهوض بالرياضة فإنه يجب الاسراع في اصدار القانون المنظم لها. القانون جاهز.. ووصل الي الحكومة ولم يخرج منها لمناقشته في مجلس الشعب، رغم انه اهم بكثير من مشروعات قوانين اخري. أمر طبيعي ان تأخذك المشاكل والهموم من المونديال بجماله وسخونته.. لتردد.. »كأس العالم ايه.. وهباب ايه«.. ولا مؤاخذة!