صالح الصالحى 04 عاما مرت علي أعظم حرب عرفها التاريخ.. 04 عاما مرت علي حرب العزة والكرامة، حرب الشجاعة والبطولة.. 04 عاما مرت علي حرب أكتوبر.. هذه الحرب التي شهد لها العالم ستظل خالدة في وجدان كل مصري وعربي. الأحد القادم يحتفل المصريون والعرب بنصر السادس من أكتوبر.. هذه الاحتفالات التي ارتبطت بالرئيس الراحل الزعيم محمد أنور السادات، قائد العبور، بطل الحرب والسلام.. هذا الرجل الداهية الذي أذل إسرائيل، وكشف زيفها.. هذا الرجل -اختلفنا أم اتفقنا معه- له حسناته ومساوئه كغيره من الرؤساء- إلا أنه رفع هامات المصريين والعرب.. وقضي علي أسطورة إسرائيل وجيشها الذي لا يقهر، وسيظل التاريخ محتفظا له بهذه الحقيقة.. مهما حاول البعض إخفاءها. تأتي الاحتفالات هذا العام في ظل تحديات عديدة، فإسرائيل علي مدار 04 عاما لم تيأس من محاولات طمس حقيقة هزيمتها النكراء.. التي جعلتها تجر أذيال الخيبة، وتذوق مرارة الهزيمة. إسرائيل التي ترغب ان تمحو من التاريخ هذا اليوم الأسود.. حتي انها تتمني ان تسقط يوم السادس الحزين من ذاكرة شهر أكتوبر.. حيث يأتي يوم 7 عقب 5 أكتوبر مباشرة. هذا بالإضافة إلي إنه علي مدار 03 عاما اختصرت حرب أكتوبر في الضربة الجوية.. ارضاء للرئيس الأسبق مبارك.. وتوارت بطولات القادة الافذاذ خلف هذه الضربة.. وتبخرت عبقرية السادات، وتبعثرت أمجاد الجيش وجنوده.. والعام الماضي احتفل الرئيس المعزول مرسي بنصر أكتوبر علي طريقته الإخوانية.. فجاء احتفالا باهتا.. حضره قتلة السادات، في محاولة غير مبررة لمطس الحقائق وتغيير التاريخ.. وكأنهم يحققون حلم إسرائيل في إفساد فرحة النصر.. وفي الحقيقة لا أعلم إذا كان ذلك بقصد أو بدون قصد من المعزول وجماعته.. التي تؤكد كل يوم انها جماعة لا تعرف للوطنية طريقا.. جماعة تصر علي محو هذا اليوم من التاريخ، بل واستبداله بذكري سوداء لافعالها من تخريب وحرق للبلد، وقتل الابرياء، وترويع المواطنين. هذه الجماعة التي دعت إلي مظاهرات عارمة، وبالتأكيد مشاحنات واشتباكات، ودماء في هذا اليوم، حتي يتحول يوم النصر إلي يوم ملعون. وسيساعدها في تحقيق غرضها من طالب بالنزول في مظاهرات لتأييد السيسي والضغط عليه لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة.. وبذلك العته والتخلف تنتهي ذكري النصر إلي الأبد.. ويتحقق لإسرائيل ما حلمت به وفشلت في تنفيذه علي يد المصريين. وإذا كان الإخوان وانصارهم قد أصابهم الجنون.. فلماذا هذا التحرك من الجانب الآخر في هذا اليوم؟.. انني أدعو الجميع بمن فيهم الإخوان، ان يحتكموا للعقل ولو لمرة واحدة، وينحوا الحماقة جانبا.. وان يحافظوا علي هذا اليوم خالصا لنصر أكتوبر.. هذا النصر الذي رفع الهامات عالية.. أريده يوما لاستعادة التاريخ الحقيقي لأبطال أكتوبر.. يوما يعرف فيه الشباب الذين لم يعاصروا هذه الحرب، حجم التضحيات، والدماء والارواح التي قدمت من أجل ان يعيشوا وسط العالم بكرامة وكبرياء. أطالب الجميع ان يتحد تحت راية »الله أكبر« التي رددها جنودنا يوم السادس من أكتوبر، فكانت سر الانتصار العظيم.. لعلها تكون سر الخلاص العظيم مما نعيشه الآن من محن.