من منا يرضي بما وصل إليه الخلاف الدائر بين السادة قضاة مصر ومحاميها، من منا يرضي بتلك الإحداث المتلاحقة والمؤلمة يوميا بين حراس العدالة، من منا يرضي بالخطر الذي بات يهدد الأمة ويشعل النار في محراب العدالة والمتأمل لتلك الأحداث الساخنة الآن يجد العديد من علامات الاستفهام التي ظهرت فجأة ودون مقدمات في جلسة الاستئناف التي انعقدت يوم الأحد الماضي بطنطا في تطور سريع متلاحق حيث قررت هيئة المحكمة تأجيل نظر الدعوي مع استمرار حبس المحامين بعد أن هيأ المحامون أنفسهم بانتهاء الأزمة بناء علي الاجتماعات المتلاحقة من الدكتور فتحي سرور والتي أثمرت عن طلب نقيب المحامين من زملائه تهدئة الموقف وأن المشكلة في طريقها للحل خلال ساعات وطلب منهم فض الاعتصامات والاضرابات ومراعاة مصالح الناس بناء علي الثقة في وعود حصل عليها من المسئولين متوقعا إخلاء سبيل المحامين المحبوسين وإعادة التحقيق معهم مرة ثانية تهدئة لانفعالات المحامين، والواضح ان يوم الأحد وقراراته كان مفاجأة للجميع بما فيهم نقيب المحامين نفسه مما سبب له حرجا شديدا أمام زملائه ووسط جموع من المزايدين بمصلحة الوطن. ولهذا فما كان من الواجب توسعة الخلاف مرة ثانية وكان الأولي النظر إلي المصلحة العامة وغلق هذا الملف بأكمله بعيدا عن المزايدات أو تحقيق البطولات الشخصية من هنا أو هناك.. ومن منا يتحمل معاناة مئات الآلاف من الناس في محاكم مصر الآن بعد أن أقر مجلس نقابة المحامين عودة الإضراب ثم الاعتصام بداية من اليوم السبت في تصعيد جديد وخطير للأزمة.. وإذا كان هناك محاميان قد أخطئا وتم التحقيق معهما بسرعة لم نرها من قبل فكيف تكون النيابة خصما وحكما في وقت واحد؟ وهل لم يكن كافيا تلك الفترة التي قضاها هذان المحاميان داخل محبسهما ليشعرا بالخطأ كدرس لهما؟ وبالتالي كان من المناسب الإفراج عنهما حفاظا علي جناحي العدالة من خلافات كثيرة نحن في غني عنها في خضم أحداث كثيرة داخلية تمر بها مصر الآن.. وهل من الطبيعي ان يتدخل السيد الرئيس شخصيا لحل كل مشكلة تعترض البلاد ولو صغيرة ويصدر توجيهاته لاحتوائها بحكمة وعقل، وهل أصبحت هذه السمة سائدة الآن وهي عدم استطاعتنا ايجاد الحلول لأي من المشكلات الداخلية الكثيرة التي تظهر بصفة مستمرة دون تدخل من رئيس الدولة؟ فيا كل رجال العدالة في مصر وسدنتها وحراسها كونوا علي قلب رجل واحد، واستشعروا الخطر الذي قد يهدد الأمة، وانبذوا الخلاف بينكم، ولتكن مصلحة الوطن هي الأولي فأنتم أسرة واحدة وكل لا يتجزأ.