د. سمية سعد الدين إمرأة في منتصف الطريق.. هي دون منازع المرأة المصرية، التي اجتازت مرحلة الثورة من أجل الوطن بتفوق غير مسبوق بعد أن قامت وعلي مدي مايقارب السنوات الثلاث بدفع فاتورة الوطنية دون تفاخر ولاتنابذ ولاطلبا للثمن، ولكن علي الرغم من أنها وحدها تمثل 50٪ من الوجود الوطني. وعلي الرغم أيضا من أنها كانت هي العلامة الفارقة في كُل الأوقات الحرجة والتي كانت ولازالت تمُرّ بها مصر، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد التعديلات الدستورية التي ستأخذنا إلي الانتخابات التشريعية لتنتهي بنا بعد 6 أشهر إلي الانتخابات الرئاسية المبكرة.. لذا فإن السؤال الذي يبدوفعلا الآن محل التساؤل هو ياسادة مصر.. أين سيداتها؟ سيدتي المصرية .. لقد ثُرت وتظاهرت واستشهدت وتحملت ومنحت وشجعت وضحيت بأعز من تُحبين وكافحت في صمت بدءا من طوابير الخبز وحتي طوابير الانتخابات، ومع هذا يبدو أن رجال النُخّبة تنكروا لك وخانوا حقوقك هذه الأيام بدافع الحماية كما يقولون.. وكما في فعلوا في أيام الأمس السابقة المخلوعة بدعوي الدين- تم هذا للأسف بعد كل إنجازاتك الثورية.. ورغم كُل استحقاقاتك في المشاركة السياسية والانتخابات وفي مقاعد صنع القرار.. وتم إقصاؤك عن المشهد السياسي اللهم من مركز مستشارة لشئون المرأة والذي شغلته بجدارة الكاتبة الصحفية المناضلة سكينة فؤاد وكانت تستحق مركزا أكبر تأثيرا في صنع القرار وفيما يتعلق بكل المسارات الوطنية .. وكأن الفاعلين السياسيين يكتفون بالرجوع إليك فقط عند الحاجة لدورك ككومبارس خلفي في مشاهد ثورات الميادين المصرية وفي حالات الحشد أيضا! ومعني هذا أن الساسة من الرجال علي اختلاف مواقعهم قاموا بتوزيع المناصب المهمة والسلطات عظيمة الشأن علي ذواتهم العظام ..مستبعدين المرأة والشابة المصرية من حق الاصطفاف إلي جانبهم في مشهد إدارة ثورة الوطن.. ونفس الحال المُخزي ينسحب علي الحركات الشبابية التي لم تستدع الشابات اللاتي وقفن إلي جوارهم إلي مناطق الضوء، ولم يمنحوهن فرصة إلا اللمم للتواجد في المشهد السياسي وأخص للأسف هنا أيضا حركة تمرد- وهو ماامتد إلي لجنة خبراء الدستور،والآن فإننا في مواجهة الانتقال إلي عمل لجنة ال 50 لتعديل الدستور.. والتي اختصت المرأة بنسبة مشاركة هزيلة لاتضمن لها عدالة التمثيل المُشرّف أو المساواة أوالتعبير عن الحقوق التي تستحقها بامتياز والتي تعاني منها علي أرض الواقع.. وهو مايعني تكرار مشهد الإقصاء والاستبعاد للمرأة من المشهد السياسي.. وهو ماينبغي ألا تقبله المرأة المصرية بأي حال من الأحوال .. وأن تتصدي له بكل حسم متضامنة مع كل المنظمات التي تعبر عن إرادتها..ومع الالتفاف حول رموزنا الوطنية من السيدات المصريات المناضلات والحقوقيات وماأكثرهن وأروعهن! مسك الختام: عزيزتي المرأة المصرية.. التفريط في حقوقك السياسية.. تفريط في صك ملكيتك لأرض الوطن.. وخيانة لما شرعه الله لك من حقوق في المساواة.