لم يكن الفيديو الذى تناقلته مواقع الإنترنت، حول عضو الإخوان السيد صبحى صالح المحامى، وعضو لجنة وضع الإعلان الدستورى - مجرد مشهد كوميدى يدعو للضحك، ومجموعة من السيدات اللائى اصطففن فى طابور بإحدى مدارس الإسكندرية للإدلاء بأصواتهن فى الجولة الانتخابية الأولى يصممن على طرده من اللجنة الانتخابية، بين تعالى أصواتهن أن هذا غير قانونى بينما هو يقول إنه قانونى، ولم تتوقف السيدات إلا حين اصطحبه أحد رجال الجيش إلى خارج اللجنة بين سخرية عدد من هؤلاء السيدات! ما يهمنى فى هذا الموقف هو هذا القدر من الوعى، لسيدات عاديات ليس بينهن خبيرة دستورية مثل السيد مقتحم اللجنة، ولا ضيفة دائمة على البرامج الفضائية، ولا مدعية علم أو قانون! لكن الذى يهمنى هو تلك الثقة التى بدت على هؤلاء السيدات وهن يرددن ما الذى أتى بهذا هنا ؟ يجب أن يخرج فورا! هذا غير قانونى! كلها كلمات تنم عن ثقة، بينما بدا المحامى الكبير خاسرا لقضيته من أول وهلة فى مواجهة هذا الهجوم النسائى الغريب! هذا المشهد يجب ألا يمر علينا مرور الكرام، فمدلوله كبير أكبر من تلك الفرحة التى عمت أرجاء الوطن بأول تجربة انتخابات حقيقية لنا، نكون فيها فاعلا لا مفعولا به! فى هذه المرحلة من الانتخابات التى شهدت مواقف رائعة، كانت المرأة المصرية أكثر روعة، حين وقفت فى طوابير طويلة لساعات أطول مؤمنة بحقها فى الإسهام فى بناء تجربة ديمقراطية جديدة كنا جميعا عطشى لها، ولم تحتج هنا إلى مجلس قومى للمرأة، أو كوتة أو غير ذلك مما يعطى انطباعا بعدم أهليتها للمشاركة السياسية أو أنها فى حاجة ليد العون، ولكن ها هى ذى الجولة الأولى من الانتخابات، نشاهد كل هذا الإقبال من السيدات، لم يكن فيهن منساقات للإدلاء بأصواتهن، وإنما واعيات لدورهن وحقهن فى المساواة، وكان المشهد الذى جرت وقائعه فى الإسكندرية مع المحامى الكبير، الذى لقنته نساء الإسكندرية درسا فى القانون وفى اللياقة، دليلا آخر على أن المرأة المصرية تستحق مكانة أعلى بكثير مما يفكر فيه أصحاب السيد المحامى وغيرهم ممن يحاولون وأد كل ما هو جميل، وعلى رأسه المرأة المصرية العظيمة. [email protected]