مشهد ضرب وسحل وتعرى فتاة العباسية لن يمحي من ذاكرة الوطن ببساطة فقد أثر هذا المشهد فى وجدان عدد كبير من المصريين مثيرا موجة من الغضب والأسى العظيم وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي العديد والعديد من الانفجارات بسبب هذه الانتهاكات الموجهة بقصد وعن عمد للفتيات لإقصائهن من الشارع وإقصاء وجهة نظرهن . قام نشطاء الفضاء الالكتروني بنشر صور وفيديوهات تشير إلي الجريمة المرتكبة في حق رجال مصر قبل الفتاة، و ظهرت بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”، تعتذر للفتاة التي ”عرت المجلس العسكري” كما اصطلح الشباب على تسميتها.
فظهرت صفحة بعنوان ”إحنا اسفين يا ست البنات”، للاعتذار الى فتاة التحرير عما حدث لها من ضرب وسحل من قبل بعض جنود الجيش، وتطالب بمحاكمة المسئولين عن ما حدث ايا كانت مكانتهم . وامتلأت الصفحة الالكترونية بمئات الرسائل من شباب وفتيات، تعتذر للفتاة التي تهجم عليها الجنود وتشيد بها وبنزولها للميدان للمطالبة بحقوق المصريين المستكينين فى بيوتهم – على حد بعض التعبيرات وأبدت بعض التعليقات أملها في ان يكون للفتاة دور فى إنهاء حكم المجلس العسكري وسلسلة حلقات القتل المتواصلة منذ أشهر وحول بيان العسكري الذي ابدي اسفه عن ما حدث من تعرية للقتاة المصرية،ابدي المسئول عن الصفحة الالكترونية، استغرابه من استخدام العسكري لجملة إبداء الاسف وليس الاعتذار، مشيرا إلى أن إبداء الأسف لا يحمل سوي الشعور بالتعاطف ليس إلا.
لذلك قامت بعض الناشطات و المؤسسات بالمشاركة بمسيره"ست الستات" لإعلان الرفض القطعى على هذه الأحداث بل و أيضا إعلان استمرارية ثورة المرأة وضرورة تواجدها بالساحة السياسية.
معاناة الفتيات
سلمى الصاوى - جمعية أمى للحقوق البيئية - : لم تكن هذه الفتاه الوحيدة هناك كثيرات تم انتهاكهن و اغتصابهن ذلك اليوم أو غيرة أمام الكاميرات أو خلفها بشهود ومن دون … لماذا… يقصون السيدات من المشاركات يضربهن يعتقلهن يهاجمهن ويرفضون الدفاع عنهن او دفاعهن عن أنفسهن في الوقت ذاته الذى كان الإسلاميون يصارعون على السلطات و الكراسي بل وتوجيه الاهانات واللوم للسيدات النازلات الثائرات وتكفيرهن و نعتهن وسبهن بكل اقذر الألفاظ على الفضائيات بل و ايضا على التليفزيون المصري عشن هؤلاء الفتايات وسط حقارة فاشية هذا المجتمع و مازلن احياء اغلبهن لا يزالون يدافعن و يثابرن وقطعن عهدا على انفسهن ان يمتن لتحرير هذا الوطن من قيودة فداء للاجيال القادمة .
إستمرار كفاح المرأة
الناشطة إسراء عبد الفتاح أكدت أن عام 2011 شهد العديد من الانتهاكات الصارخة أبرزها موقف السلفيين والتيارات الإسلامية السلبى من المتظاهرات والرجعية فى التعامل مع المرأة والعودة بهن لعصر الحريم فى 9 مارس والتحرشات التى تعرضن لها الفتيات وكذلك السحل والتعرية الذى تعرضت له الفتيات أثناء أحداث مجلس الوزراء .أن رغم الانتهاكات التى حدثت إلا أن هذا العام أعاد المرأة المصرية للنضال وأثبتت وجودها فى الصفوف الأولى للثورة لافتة إلى ان 2011 كتبت تاريخ المرأة المصرية وأعادت لها أمجاد هدى شعراوى والمناضلات المصريات (سميرة إبراهيم وغادة كمال وهند بدوى والفتاة المجهولة التى تعرضت للتعرية)، باعتبارهن أبرز سيدات ذكرى عام 2011 مضيفة أن العام الجديد سيشهد مزيدًا من النضال النسوى، ولن تؤثر الانتهاكات على ما نجحت المرأة فى تحقيقه
هالة عبد القادر- مدير المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة- قالت أن المرأة خلال العام الماضى تعرضت لكثير من الانتهاكات لافتة إلى أن الانتهاك الصادم كان فى 8 مارس عندما تعرضت المسيرة النسائية للتحرش الجنسى والاعتداء بالضرب عليهن وما صحبه من كشف عذرية الفتيات كما أن الهجوم على قوانين الأحوال الشخصية والمطالبة بتغييرها والتراجع فى مكتسبات المرأة التى حصلت عليها من خلال نضال طويل للجمعيات الأهلية وليست من إنجازات سوزان مبارك كما يظن البعض. إن هناك أملا كبيراً فى أن تصمد المرأة أمام محاولات انتهاك حقوقها لافتة إلى أن النساء لن يتراجعوا ولن تكسرهن محاولات التهديد من جانب التيارات الإسلامية وأن جماعات الضغط النسائية ستزيد قوتها لحماية حقوقهن.
الحفاظ على حقوق المرأة
لمياء لطفى - منسق حركة مساواة بدون تحفظ وعضو مؤسسة المرأة الجديدة- أن من الصعب تحديد أقوى انتهاك حدث للمرأة فهناك الكثير من الانتهاكات التى لم نكن نتوقعها مضيفة أن المرأة حققت مكتسبات خلال هذا العام وهى خروج الفتيات فى الثورة واعتصامها مثل الرجل وكسر حاجز البنت لازم تكون فى البيت وتجيب الخضار وبس كما تربينا عليه منذ سنوات، لافتة إلى أن المرأة لن تتراجع عن حقوقها وستستمر جماعات الضغط للتصدى لأى محاولات انتهاك لحقوقها، متوقعة تصاعد الحركة الاحتجاجية للمرأة للحفاظ على مكتسباتها.
ماجدة نجيب -مؤسسة الحياة الأفضل بالمنيا - أن ما تعرضت لها النساء سابقا من سحل وضرب وإهانة لا ترضى عنه اى ديانة أو أى ثقافة فالديانات السماوية تأمرنا باحترام المرأة ومراعاة حقوقها السياسية وحرية الرأى والتعبير مثلها مثل الرجل لذلك تلك الفتيات التى تعرضت لكل هذه الإهانة تستحق رسالة شكر وتقدير على ما تعرضت لها حتى تثبت وجود المرأة وكيانها ونحن جميعا نقف بجوارها رافعين رؤسائنا بتلك النماذج المكافحة وعلى رأسهم المناضلة شاهندة مقلد .