«واشنطن بوست»: الجيش وحَّد المصريين مجددا بتعرية فتياتهن «صورة الفتاة المصرية التى عرّاها جنود الجيش المصرى يبدو أنها وحّدت المصريين من جديد»، هكذا رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية التى نشرت أمس تقريرا عن المظاهرة النسائية التى خرجت أمس فى القاهرة احتجاجا على ما تعرضت له الفتيات المصريات من سحل وضرب.. الصحيفة الأمريكية قالت إن آلاف المصريات خرجن فى مظاهرة ضمت نحو 10 آلاف سيدة مصرية فى تحرك نادر من نوعه احتجاجا على ما تعرضت له بعض الفتيات على يد عساكر الجيش المصرى من سحل وإهانات. وقالت إن المظاهرة جمعت كل الطبقات الاجتماعية من سيدات مصر ليخرجن مطالبات المجلس العسكرى بالرحيل، كما نشرت الصحيفة الكثير من الصور التى حملتها المتظاهرات فى أثناء المسيرة، وهى الصور التى تفضح ما ارتكبه الجنود التابعين للجيش بحق الفتيات فى التحرير. كذلك اهتمت صحيفة «واشنطن بوست» بالبعد الاجتماعى للمظاهرة النسائية، وقالت إنها وحّدت نساء مصر على اختلاف أعمارهن، المتدينات منهن والعلمانيات، رافعات صور انتهاك الجيش لهن، مرددات هتافات ضد المجلس العسكرى الذى أجبرته المظاهرة التى ضمت آلاف السيدات على إصدار رسالة يأسف فيها لما تعرضن له من ضرب وسحل وانتهاك لحرمتهن. وقالت الصحيفة إن المجتمع المصرى المحافظ صُدِم عندما رأى صورة فتاة مسحولة وقد تعرى نصف جسدها الأعلى على يد عساكر الجيش، وكتبت الصحيفة أن هتافات المتظاهرات حملت غضبا شديدا منهن تجاه ما تعرضن له على يد أولئك العساكر. واعتبرت «واشنطن بوست» أن انتهاكات الجيش للفتيات المصريات يبدو أنها جاءت لتوحد المصريين مرة أخرى، فالمسيرة التى خرجت حفّزت كثيرا من النساء على الانضمام إليها، كما أن النشطاء والسياسيين على اختلاف توجهاتهم قد توحدوا تقريبا على مطلب واحد وهو إجراء انتخابات رئاسية فى يناير القادم لنقل السلطة إلى رئيس مدنى منتخب وإخراج الجيش من الحكم. الرجال أحاطوا المسيرة بالحماية والقوة.. و«الشرفاء» اعتبرونا «بنات قليلة الأدب» عشرات الصفحات على «فيسبوك» دعت منذ نشر صورة الفتاة التى كشفت بتعريتها عورة المجلس العسكرى إلى مسيرات حاشدة ضد إهانة البنت المصرية، أغلب الصفحات غير معروف هوية منظميه، إلا أنها شهدت إقبالا غير عادى فى أقل من يومين، فزاد عدد من أعلن الحضور والمشاركة عن 10 آلاف على صفحات «فيسبوك». القصة بدأت بصفحات إلكترونية «حماية كرامة البنت المصرية»، و«إحنا مش هنتعرى تانى»، و«بنات مصر خط أحمر»، و«شقائق الثورة»، و«درع بشرى نسائى لحماية مصر»، و«إحنا آسفين يا ست البنات». هذه الصفحات من دون ترتيب أو تنسيق دعت للمسيرة، ومن خلال التواصل تم تحديد الموعد ونقطة الانطلاق وخط السير. تبنى أكثر من حركة سياسية وائتلاف الدعوة وبدأت فى الحشد والتنظيم لها، منها «6 أبريل» و«مصريات من أجل التغيير» و«لا للمحاكمات العسكرية»، وفى تمام الرابعة أمام باب مجمع التحرير كانت الحشود تتوالى بشكل عقوى حقيقى والهتافات واللافتات وأعلام مصر جميعها بأيادٍ أنثوية يتخللها استيكرات «6 أبريل» و«مصريات من أجل التغيير» و«لا للمحاكمات العسكرية». كيف نجحت هذه المسيرة؟ بالتأكيد إيمان النساء بالمشاركة وتهافتهن عليها وحركة الخروج الجماعية من عربات النساء بالمترو كانت دليلا واضحا على نجاحها. الكردون الرجالى الحابك لعب دوره أيضا بقوة سواء فى التنظيم أو فى توحيد الهتافات ومنع أى مناوشات من الخارج، فرغم التعاطف الذى حظى به المظاهرة من الشارع على عكس أغلب المسيرات خلال الأشهر الأخيرة، فلم يخل الأمر بالطبع من بعض المواطنين «الشرفاء» الذين قالوا «بنات قليلة الأدب.. فوضى» وتولى الشباب فى الكردون إبعادهم. الناشطة السياسية والصحفية نور الهدى زكى قالت: حركة «مصريات من أجل التغيير» التى انتمى إليها كانت من ضمن الحركات التى دعت إلى المسيرة، لكن ما حدث أمس أكبر من أى حركة بالعكس فالقيادات الطبيعية فرضت نفسها بقوة و«البنت المصرية» التى جاءت دون دعوة أو إعلام كانت هى البطلة بالفعل، فكانت هى من تهتف وتبدع فى تأليف هتافات، وهى من ساعدت على تحويل المظاهرة من 200 أمام سلم النقابة إلى ما يزيد على 20 ألفا بالشارع. عايدة سيف الدولة مدير مركز «النديم» وإحدى الداعيات، قالت: أنا متوقعة جدا أن تكون المسيرة حاشدة، فالحشود يوم الثلاثاء عبرت عن فيض الكيل بالست المصرية بكل ما تعرضت له على يد هذا النظام، ولهم تجارب سابقة، فهن من تعرضن للتحرش فى استفتاء 2006، وعلى مدار أعوام طويلة، والمساحة التى نجحت الثورة فى انتزاعها كانت السبب فى خروج المسيرة الصادقة بهذا الحجم. وأضافت: للأسف النظام ده بكل من يمثله، بيفكر زى كل مرة إنه ضرب البنات هيخلى أهاليهم يمنعوهم من النزول والبنات هتخاف وهذا لم يحدث ولن يحدث. البحث عن حفيدات زينب الغزالى وأخوات كاميليا باحثة: مشاركات الأخوات محدودة لاعتبارات سياسية خاصة بالجماعة لسنوات طويلة كان لا بد لقياديات الإخوان أن يرددن هذه العبارة كقول مأثور «لو الإخوان سامحوا فى كل ما اقترفه العسكر فى حقهم فلن يسامحوا فى حق الحاجة زينب الغزالى» فى إشارة إلى ما تعرضت له القيادية زينب الغزالى فى الستينيات من تعذيب وانتهاك داخل السجن الحربى، فكيف لم يكن هذا الإرث دافعا لهم أكثر من غيرهم للوقوف فى وجع العسكر حين عذبوا وعرّوا الفتيات فى الشارع؟ ولماذا اقتصرت مشاركة «الأخوات» فى المظاهرة النسائية الأخيرة على مشاركات فردية ومحدودة وبعيدة عن أى قرار تنظيمى؟ ولماذا اختفت السيدات السلفيات من المشاركة فى المظاهرة ذاتها؟ الباحثة داليا يوسف إحدى المشاركات فى المسيرة، تحاول تفسير ما حدث معتقدة أن الأخوات تجنبن الخروج فى المظاهرة لاعتبارات سياسية خاصة بالجماعة تقوم على تجنب المواجهة مع العسكر لتفويت ما يعتبرونه الانقلاب على الاختيارات الديمقراطية، لكن ذلك يضعهم أمام خطر العزلة عن جماعات التغيير فى المجتمع، وأشارت يوسف إلى أنها رأت بنفسها سواء فى أحداث «محمد محمود» أو «مجلس الوزراء» عددا من المشاركات الفردية لنساء من الإخوان توقعت أن تزيد فى الفترات القادمة بشكل فردى بل وتشكل ضغطا على الجماعة لإيجاد مسارات تسمح بالمشاركة ولو بعيدا عن المسار السياسى، متحدثة فى ذات الوقت عن منطق إخوانى ينطلق من اعتبار الحاجة زينب الغزالى وما تعرضت له «استثناءً» فى تاريخ الجماعة فهى نفسها كانت تقول إن الدور الطبيعى للمرأة هو البيت ودعم هذا التوجه بالطبع محاولة تجنيب الأخوات بطش النظام طوال السنوات الماضية. أما غياب السيدات السلفيات عن المظاهرة رغم أنهن كن يشاركن فى مظاهرات أخرى تدافع عن الأخت كاميليا شحاتة، فيبرره يسرى حماد المتحدث الرسمى باسم حزب النور، بأنه لم يكن على دراية بخروج هذه المسيرة النسائية من الأساس قائلا: كان من المفترض على الجهات المنظمة لهذه المسيرة إبلاغنا ولو كان تم ذلك كنا سنشارك بشكل إيجابى خصوصا أن هذه المسيرة حسب ما علمنا فى ما بعد كانت لتعظيم حرمات النساء. أما محمد نور المتحدث الإعلامى لحزب النور، فقال إن خروج النساء نفسه موقف وطنى فى الأساس، بل وواجب شرعى عندما يكون تعبيرا عن رفض انتهاك أحد حرمة الناس سواء كانت مسلمة أو مسيحية، مشيرا إلى أن المسألة ليست لها علاقة باتجاه دينى بعينه إسلاميا كان أو ليبراليا ومع ذلك كانت هناك مشاركة كبيرة من الأخوات أمس لكن بمعزل عن حزب النور. المهندس عاصم عبد الماجد المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، كانت له وجهة نظر مغايرة، إذ قال إن الجماعة لا تشارك فى مثل هذه المظاهرات، وفى الوقت نفسه قال «نحن ندين ونستنكر ما حدث من قِبل (العسكرى) فى سحل الفتاة والاعتداء عليها ونطالب بمحاسبة المخطئ لا بهدم المؤسسة بأكملها» متسائلا: لماذا لم تخرج هذه المسيرات عندما تعرت علياء المهدى هى وصديقها ونشرت صورها على «فيسبوك»؟ ولماذا لم تخرج هذه المسيرات عندما تُعرَض أجساد الفتيات العرايا ليل نهار على شاشات القنوات الفضائية؟ قبل أن يختتم رأيه قائلا «ولماذا لا تخرج هذه المسيرات عندما ينام الشباب والفتيات فى خيمة واحدة بميدان؟». صلاح عيسى: هذه أول مظاهرة نسائية خالصة تخرج من أجل الدفاع عن كرامة المرأة وحقوقها «ليس لها سابقة فى تاريخ مصر المعاصر».. هكذا يصنف الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى مظاهرات النساء الغاضبة الأخيرة، قبل أن يستعيد من التاريخ سنة 1919 ليروى ما حدث فيها «حين خرجت النساء فى مظاهرات ثورة 1919 احتجاجا على نفى سعد زغلول، توجهن مباشرة إلى مقر الوكالة البريطانية بالقاهرة -التى يحل محلها الآن مقر السفارة البريطانية- وذلك من أجل التقدم باحتجاج رسمى على اعتقال زغلول، وهناك شهر الجنود البريطانيون (السونكى) فى وجه المتظاهرات اللائى كان معظمهن من عقيلات الزعماء والشخصيات المشهورة ويرتدين الحجاب، ووسط هذا الصدام غير المسبوق، خرجت واحدة من المتظاهرات، وقالت طبقا لبلاغة الصحف فى القرن العشرين (هل تريد أن تقتلنى؟ هاك صدرى إن كنت تملك الشجاعة على قتل امرأة)، وأمام هذه الشجاعة المفرطة لم يجد جنود الاحتلال البريطانى سبيلا سوى أن يرخوا أسلحتهم ويسمحوا للوفد النسائى بالدخول إلى مقر الوكالة البريطانية». يصنف عيسى مظاهرة سيدات ثورة 1919 باعتبارها خرجت من أجل هدف سياسى، وفى جو عام ارتفعت فيه روح الدفاع عن الوطنية، ثم يعود ليقارنها بمظاهرات النساء أول من أمس، ليعتبر أن الأخيرة «منفردة» فى التاريخ المعاصر، لأنها أول مظاهرة من نوعها تقوم بها سيدات لأسباب تتعلق بحمايتهن كإناث أو رفضهن الاعتداء عليهن. يعود المؤرخ المخضرم إلى صفحات التاريخ ليؤكد أن نضال المرأة المصرية من أجل الحصول أو الحفاظ على حقوقهن بدأ منذ سنوات طويلة، ضاربا المثل بالاعتصام الذى نظمته الدكتورة درية شفيق ومعها عدد من النساء فى نقابة الصحفيين عام 1954 للمطالبة بإقرار حق المرأة فى الترشح والانتخاب، ولم ينته الأمر حينها إلا بعد ذهاب الرئيس السابق أنور السادات إلى المعتصمات فى مقر النقابة -وكان حينها عضوا بمجلس قيادة الثورة- ووعدهن بتحقيق مطلبهن القانونى، وهو ما تحقق بالفعل فى قانون الانتخابات الذى ألحق بالدستور عام 1956. لكن د.قاسم عبده قاسم أستاذ تاريخ العصور الوسطى، يختلف مع هذه الرؤية، معتبرا المظاهرات التى قادتها هدى شعراوى لرفع الحجاب فى بدايات القرن العشرين، هى مظاهرات كانت تتطلع إلى أهداف نسوية خالصة، لكنها تمت فى إطار من الرغبة العامة فى التحرر السياسى، معتبرا أن المظاهرات النسائية الأخيرة خرجت فى أجواء مشابهة. فى كل الأحوال فإن المؤرخ وأستاذ التاريخ، يتفقان على شيئين: الأول، هو أن الاحتكاك بالنساء أو الاعتداء عليهن هو عملية محاطة بمحاذير كثيرة بسبب حساسية التعامل مع المرأة طوال التاريخ، والثانى أن «تعرية المرأة» تشارك فى مظاهرة، تماما كتعرية رجل يشارك فى المظاهرة ذاتها، التصرفان إهانة لكرامة الإنسان، لا يمكن لأحد القبول بها، أما الشىء الثالث الذى اتفقا عليه ضمنا ولم يذكراه، وربما يكون المجلس العسكرى بحاجة إلى تذكره، هو أن مصر لا تزال تعيش الثورة. «العسكرى» فشل فى إدارة البلاد.. فضرب النساء حقوقيون: المرأة المصرية هى كبش الفداء لأخطاء الرجال وسياسة الحكومات انتفضت المرأة المصرية أول من أمس، للتعبير عن غضبها ضد العنف المستخدم من أفراد القوات المسلحة المصرية ضدها، الذى كان مجرد حلقة من حلقات العنف الدائم ضدها، بحسب ما رصده مركز «أولاد الأرض». المركز رصد فى شهر نوفمبر الماضى 38 حادثة عنف ضد المرأة هى حصيلة ما شهده شهر نوفمبر 2011، وكانت نتائجها مقتل 19 سيدة وإصابة 5 سيدات و6 حالات اغتصاب، وكذلك اختطاف 15 سيدة. الوجه البحرى استأثر منها 97.4% من إجمالى عدد الحوادث، حيث شهدت محافظة القاهرة 12 حادثة، والجيزة 6 حوادث، والغربية 6 حوادث، والقليوبية 4 حوادث. الأسباب التى تقف وراء تلك الحوادث، كان العنف الأسرى سببا فى 9 حوادث بنسبة 23.7%، تليه السرقة التى كانت سببا فى 8 حوادث بنسبة 21%، وكانت البلطجة سببا فى 6 حوادث بنسبة 16%، والانتقام كان وراءه حوادث بنسبة 13%، وكان الاغتصاب سببا فى 4 حوادث بنسبة 10.5%، وكذلك 4 حوادث لأسباب مختلفة مثل الانتحار وخلافات الجيرة أى بنسبة 10.5%، ثم كان الإهمال سببا فى حادثتين بنسبة 5.3%. فريدة: يعنى إيه آسف؟.. ومنى: الحساب أولا.. وكريمة: سنرد عليهم الجمعة الأسف الذى أعرب عنه المجلس العسكرى، بشأن أحداث مجلس الوزراء، لم يرض أحدا، لا سيما النساء، اللاتى تعرضن للضرب والسحل والتعرى، وأخريات اعتبرن أنهن كلهن الفتاة التى تعرّت فى شارع مجلس الوزراء. «بالطبع لن نقبل الاعتذار، حد يهينى ويضربنى من دون وجه حق وفى الآخر يقول.. آسف؟» هكذا علقت الطبيبة فريدة الحصى، التى تعرضت للضرب المبرح والخطف، داخل مجلس الشعب وقالت «هذا هو نفس الاعتذار الذى سمعته من أحد اللواءات الذى صاحبنا فى أثناء خروجنا من مجلس الشعب يوم الجمعة، وساعتها رديت نفس الرد: «ممكن تقبضوا على حد بالاشتباه، لكن ليه كل الضرب والإهانة من غير حتى ما أقاوم، أنا ممكن أعانى من انهيار نفسى طول عمرى، عشان اللى حصل من ضباطك والعساكر، وحضرتك بتقول.. آسف!». الحقوقية منى سيف الناشطة بحركة «لا للمحاكمات العسكرية»، قالت «هو أسف لا اعتذار والفرق كبير، خصوصا من الناحية القانونية، لكنهما يتساويان، لأن الجرم الذى وقع، لا يصلح معه إلا محاسبة من ارتكبوا كل هذه الجرائم، وعلى رأسهم أعضاء المجلس العسكرى». وأضافت «ما زال هناك العشرات من الفتيات والشباب مختفين وهناك من يتعرضن للضرب والتعذيب لإجبارهن على اعترافات كاذبة، فأى أسف». بينما قالت كريمة الحفناوى القيادية بحركة كفاية «لا نحتاج إلى ردود فعل من المجلس العسكرى، فالرد الحقيقى جاء من خلال عجزهم عن تنفيذ هجمة ليلية على الشباب، كما كان يحدث كل ليلة». وأشارت إلى أن الهدف من بيان «العسكرى» هو تعطيل جمعة «حرائر مصر». المسيرة النسائية للتنديد بانتهاكات العسكر رسالة قوية بأن الثورة مستمرة مشهد المسيرة النسائية التى انطلقت أول من أمس من ميدان التحرير، مرورا بنقابة الصحفيين إلى دار القضاء العالى، للتنديد بممارسات جنود الشرطة العسكرية ضد الفتيات، أمام مجلس الوزراء وشارعى قصر العينى والشيخ ريحان، تعيد إلى الأذهان مشهد المظاهرات النسائية التى قادتها صفية زغلول خلال ثورة 1919، مع اختلاف واحد، أن الأولى لها نفس روح ثورة الخامس والعشرين من يناير، خرجت عفوية وبلا قيادة وبدعوات فردية شبابية لأعضاء شبكة التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بينما خرجت الثانية بقيادة صفية زغلول.المراقبون للمشهد السياسى وصفوا المسيرة بالمهيبة، فحسب سكينة فؤاد الكاتبة ونائب رئيس حزب الجبهة، فالمسيرة جزء من رد الفعل الشعبى الذى أثبت أن الثورة ما زالت مستمرة وأن أى يد ستمتد فى محاولة إجهاد واجهاض الثورة ستتحول إلى رد فعل إيجابى لصالح هذه الثورة، لافتة إلى أن المسيرة كانت تمثل دق الأجراس للضمير والكرامة المصرية وشرف العسكرية. فؤاد أضافت أن أحداث تعرية الفتيات الثائرات وسحلهن والتحرش بهن لم تُهِن فقط المرأة المصرية، بل أهانت كذلك المؤسسة العسكرية والرجال المصريين قبل السيدات. محمود عفيفى المتحدث باسم حركة «6 أبريل»، اعتبر المسيرة رسالة واضحة من نساء مصر لرفض الانتهاكات التى مارسها العسكر ضد النساء أمام مجلس الوزراء، مؤكدا أن المسيرة كانت شرفا لكل المصريات بينما كانت وصمة عار على المؤسسة العسكرية، موضحا أن قيادات المؤسسة العسكرية الذين يرون أنفسهم جنرالات، غير قادرين على استيعاب مفهوم كرامة المواطن، لافتا إلى أن هذه المسيرة كان لا بد أن يتبعها تقديم فورى للمتورطين فى عمليات سحل البنات وتعريتهن فى الشارع. «المسيرة أثبتت أن نساء مصر أكثر رجولة من بعض رجالها» فى رأى محمد يسرى القيادى فى حزب النور، موضحا أن مشاركة فتيات ونساء حزب النور من عدمها أمر شخصى ولا أحد يستيطع فرضه على النساء السلفيات، مضيفا أن البنت المصرية أثبتت بهذه المسيرة أن الشعب حينما يريد أن يتحرك فسوف يتحرك دون وصاية من أحد. الكاتبة صافيناز كاظم قالت ل«التحرير»: «ليتنى كنت معهن، ولكنى لم أتمكن، وهذا كان منطقيا وبديهيا»، مضيفة أن «الرسالة التى حملتها المسيرة وصلت، ولكن هناك فرقا بين السمع والإنصات، فهم استمعوا ولم ينصتوا إلى هذه الرسالة، والمجلس به خليط من مستويات الفهم خصوصا مع وجود عديد من المحرضين من الإعلاميين على استخدام القوة مع الجميع وهؤلاء من الفلول المستترة». كاظم انتقدت الحزن المبالَغ فيه على المجمع العلمى وتجاهل الفتاة العارية وفوق رأسها 5 جنود، مؤكدة أن من عرَّى الفتاة عرَّى مصر كلها، ومن ثم كان لا بد من هذه المسيرة وأن تخرج رافضة اعتذار المجلس العسكرى ومطالبة بالقصاص. من النساء لمن يهمه الأمر: مش هتخوفونا بعد المظاهرة النسائية الحاشدة، التى تعنونت ب«رد شرف المصريات»، من ميدان التحرير، أول من أمس، اجتاحت المظاهرات النسائية عددا من المحافظات، بينما نظم ناشطون فى محافظات أخرى، مظاهرات للتضامن مع فتيات التحرير، ولرفض الممارسات العنيفة ضد المتظاهرين. الإسكندرية، شهدت على مدى اليومين الماضيين مظاهرات حاشدة، احتجاجا على الانتهاكات والتعديات التى تعرض لها عديد من الفتيات على أيدى جنود القوات المسلحة، حيث نظمت سيدات وفتيات الإسكندرية مسيرة احتجاجية ظهر أمس (الأربعاء)، بمشاركة طالبات جامعة الإسكندرية بعنوان «مش هتخوّفونا»، انطلقت من أمام مكتبة الإسكندرية وطافت الشوارع وصولا إلى المنطقة الشمالية نددن خلالها بانتهاكات المجلس العسكرى، وفى الأقصر، قرر ائتلاف ثورة 25 يناير الخروج بمظاهرة ضخمة يوم الجمعة بعد الصلاة مباشرة، تنديدا بما قام به المجلس العسكرى من قتل وسحل للمتظاهرين وتعريته أجساد المتظاهرات. العشرات من أعضاء تكتل شباب السويس، نظموا وقفة احتجاجية مساء أول من (الثلاثاء) تضامنا مع معتصمى التحرير، واستنكارا لإصابة عضوين بالتكتل بطلق نارى خلال مشاركتهما فى أحداث التحرير، وتنديدا باستخدام العنف ضد المتظاهرين، حيث تجمع عشرات من أعضاء التكتل بميدان الشهداء بحى الأربعين، تضامنا مع معتصمى التحرير. وفى محافظة الغربية، استمرت احتجاجات الحركات والمجموعات الشبابية فى مدينة المحلة الكبرى لليوم الثالث على التوالى -مساء أول من أمس (الثلاثاء)- للتنديد باستمرار أحداث العنف من قبل القوات المسلحة، حيث بدأ ائتلاف شباب الثورة المستقل بالمحلة «شرارة» الاحتجاجات، بمسيرة انطلقت من ميدان الشون، إلى أن وصلت إلى مجلس مدينة المحلة الكبرى، حيث انضمت إلى وقفة احتجاجية أخرى نظمتها حركة شباب 6 أبريل «الجبهة الوطنية»، وحملة دعم البرادعى، وشباب حزب العدل. عشرات السيدات تظاهرن أمس فى بورسعيد، للتنديد باستخدام المجلس العسكرى العنف وحدث تعرية فتاة «مجلس الوزراء» حيث رفعن لافتات عليها «طفِّى النور يا بهية كل العسكر حرامية» و«البنات قالت كلمتها المجلس تحت جزمتها». مجموعة من الناشطين السياسيين المنتمين إلى بعض الحركات السياسية مثل «كفاية» و«كلنا خالد سعيد» و«الديمقراطية الشعبية» و«حملة تأييد البرادعى»، نظموا أمس معرضا للصور الملتقطة من الأحداث التى مر بها ميدان التحرير منذ تنحى المخلوع مبارك حتى أحداث «مجلس الوزراء» وأعمال العنف بشارعى قصر العينى والشيخ ريحان وحريق المجمع العلمى، وذلك بمبنى جامعة أسيوط. وفى سوهاج، نظمت العشرات من السيدات والفتيات وقفة احتجاجية أمام مبنى مديرية الأمن بسوهاج، وأمام مبنى ديوان عام المحافظة، اعتراضا على ما حدث من انتهاكات لأعراض الفتيات أمام مجلس الوزراء.