قد لا يدرك بعض المصريين خطورة الحرب الإرهابية ضد مصر، رغم ان نظرة سريعة علي خريطة العالم العربي تكشف عن تزايد النشاط الإرهابي واتساع نطاقه حول بلادنا.. كما تكشف عن مخططات شريرة وجهنمية تستهدف تقويض الاستقرار والأمن في المنطقة لحساب أعداء الأمة العربية الذين يوفرون الآن الرعاية والحماية لهذا الإرهاب. هنا.. لابد أن نتوقف عن الخبر الوارد من بغداد، لأن مصدر الخبر جهة رسمية مسئولة هي وزارة الدفاع العراقية، ولأن الخبر جاء علي لسان المتحدث باسم الاستخبارات العراقية العقيد صادق الجبوري، الذي أعلن انه تم ضبط رسالة استغاثة موجهة من »أمير« تنظيم »القاعدة« في مصر ويدعي العاصي بن أبي بكر إلي »أمير« تنظيم »القاعدة« في العراق ويدعي أبوبكر البغدادي يطلب فيها مساندته ونصرته لمواجهة القوات المسلحة المصرية والعلمانيين والأقباط!! ويقول العقيد الجبوري ان الرسالة تكشف عن تورط جماعة الإخوان في مصر وارتباطهم الوثيق بتنظيم »القاعدة« وولائهم لأمير التنظيم في العراق. وكانت أعلام »القاعدة« قد ارتفعت بين أيدي عناصر إخوانية في أماكن وأنحاء متعددة في مصر في الشهور الماضية وحتي وقت قريب، وتحدث أحد الأقطاب عن أسامة بن لادن »رضي الله عنه«! وهنا.. لابد أن نتوقف أيضا عند تصريح السفيرة »مني عمر« حول رصد العديد من الاتصالات بين الجماعات الإرهابية المتطرفة في مصر وجماعات مماثلة في بريتوريا جنوب أفريقيا لها تأثير علي صانع القرار السياسي هناك، وأن هذه الجماعات كانت تأتي إلي القاهرة في ظل حكم محمد مرسي للتنسيق مع نظرائها في مصر، ومنها إلي غزة لعقد لقاءات مع حركة حماس. ويحمل تنظيم »القاعدة« في العراق اسم »الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام«. وكان هذا التنظيم هو الذي تولي تأسيس »جبهة النصرة« التابعة له في سوريا وقدم لها السلاح والأموال. وفي عام 1102 ظهرت »الحركة الإسلامية الليبية« التي يعتنق أغلب أتباعها فكر »القاعدة« كما يوجد في ليبيا 41 قائدا كبيرا لذلك التنظيم.. وقد أصبح بعضهم يشغل مواقع مهمة في الدولة الليبية. وكان أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، قد أرسل إرهابيين من أصحاب الخبرة إلي ليبيا بغرض بناء قوة قتالية جديدة وفتح جبهة أخري بشمال أفريقيا ولتدعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي كان يحمل في السابق اسم »الجماعة السلفية للدعوة والقتال«. وتمكن أتباع الظواهري من تجنيد 002 إرهابي يوجدون بمنطقة الحدود الشرقية الليبية مع مصر. وكان محمد الظواهري، شقيق زعيم القاعدة، يتخذ مقره في سيناء. كما ان ليبيا من المصادر الرئيسية للأسلحة المهربة إلي مصر، حيث ان »القاعدة« تسيطر علي معظم الأسلحة الموجودة في مخازن الجيش الليبي. وقام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بالاشتراك مع »حركة التوحيد والجهاد« في غرب أفريقيا بإعلان قيام إمارة إسلامية في شمال دولة »مالي«. وأمير تنظيم القاعدة في تونس هو »أبو عياض«، الذي يدعو التونسيين إلي تصفية الشيعة في البلاد، ويشيد بجرائم القتل، ولا يخفي ان خطته هي إقامة إمارة إسلامية. وشعار التنظيم هناك هو: »لا دستور، ولا قانون«! وفي الصومال، أعلنت حركة شباب المجاهدين في عام 9002 ولاءها لأسامة بن لادن ثم الظواهري واندمجت الحركة رسميا مع تنظيم القاعدة في فبراير سنة 2102. وهناك »ناصر الوحيشي«، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ومقره في اليمن، وكان قد هدد بهجوم »يغير وجه التاريخ« مما أدي إلي إغلاق سفارات غربية منها 91 بعثة دبلوماسية أمريكية في المنطقة في مطلع الشهر الجاري. .. وحتي وزير خارجية النيجر محمد بازوم يحذر من ان القاعدة تعتزم تحويل الصحراء الليبية إلي »قواعد جهادية« دولية كبري تضم كل الجماعات المتطرفة في المغرب وتونس وليبيا واليمن ومصر وبقية الدول الأفريقية. وهناك ما يشير إلي انتقال مركز تنظيم القاعدة من أفغانستان وباكستان إلي اليمن، مما يعني ان التنظيم أصبح أكثر قربا من شرق أفريقيا. الآن تقوم مصر بدور تاريخي في تصفية معاقل وأوكار الإرهاب في كل شبر من أرض الوطن ولا تلتفت إلي ضغوط الدول التي تري ان مصالحها تكمن في اضعاف وتفتيت المنطقة وتدمير الدول والجيوش الوطنية علي أيدي الإرهابيين.. قبل أن تصل إلي أسماعهم صيحات الاستغاثة! كلمة السر: المساندة الكاملة للجيش.