أبويحيى الليبى هذا العام كان له طابع خاص لدي تنظيم القاعدة الذي وجد في الفوضي والتدهور الامني في دول الربيع العربي مناخا خصبا لنشر أفكاره ومقاتليه حيث يمكننا القول أن عام 2012 هو عام غزو تنظيم القاعدة للدول العربية. لم يكن للقاعدة أي دور في اسقاط هذه الأنظمة التي ظل زعيمها الراحل بن لادن والحالي ايمن الظواهري ينتقدونها لسنوات طويلة. ولكن بعد توفر الأرض الخصبة لنشر ايدولوجية القاعدة بين الشباب في ظل وضع أمني مزري وانتشار الاسلحة وتعدد جبهات الاقتتال ..جاءت الفرصة للدخول ويمكن القول أن البداية كانت من ليبيا التي حولها القذافي لساحة حرب .. ثم توالت الانباء ان الظواهري ارسل احد قادة التنظيم إلي ليبيا،لتجنيد مقاتلين جدد وتأسيس قيادة للتنظيم في ليبيا وانه نجح في تجنيد نحو 200 مقاتل جدد للتنظيم . أما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، واصل التنظيم عمليات خطف السائحين الاجانب ويسعي تنظيم القاعدة في المغرب لايجاد قاعدة جديدة لتنطلق منها عملياته وبعد ان كانت الانظار تتجه صوب ليبيا اصبحت تونس هي البديل واكتشفت اكثر من خلية ارهابية تابعة للقاعدة والتي تسللت للبلاد عبر حدودها الغربية.. اما في مصر مسقط رأس زعيم القاعدة الظواهري،فتردد بين الحين والآخر وجود عناصر تنتمي للقاعدة فكريا في سيناء تحت مسمي "أنصار الجهاد في سيناء" وظهر الخوف من عودة العنف الديني المسلح و عودة العمليات الإرهابية واذاعت الجماعة بيان مبايعة للظواهري في يناير الماضي. وتوالت عمليات اشعال النيران في خط الغاز المتجه لإسرائيل والهجوم علي قوات الشرطة ومع سيطرة قوات الجيش علي سيناء تلاشي تأثير تلك الجماعات ولكنها لم تختف. وهذه الجماعة تنتمي للفكر الجهادي وتتبني بعض ايدلوجيات القاعدة ولكن من الصعب ان نجزم انتمائها تنظيميا للقاعدة. من ناحية اخري لم تتوقف خطابات الظواهري المرسلة للشعب المصري ودعوته لإنهاء ثورته التي قال انها اختطفت . وفي اليمن، سنجد ان نشاط التنظيم زاد نسبيا ونوعيا عن العام الماضي مع تصاعد العمليات العسكرية الامريكية واليمنية لاستهداف عناصر التنظيم والتي ادت لمقتل أبو يحي الليبي الرجل الثاني في التنظيم في سبتمبر الماضي .. وفي العراق توالت عمليات القاعدة الدموية التي أودت بحياة آلاف الأبرياء من جراء تفجيرات السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية وسط كيان سياسي مفكك ومهلهل وحرب طائفية اشعلتها أمريكا بين السنة والشيعة لازال لهيبها يسري بين العراقيين. ولم يتوقف نشاط القاعدة عند حدود العراق بل اصبح التنظيم يصدر مقاتليه إلي سوريا عبر الحدود المضطربة لتنفيذ عمليات داخل سوريا هدفها المعلن الاطاحة بنظام بشار الأسد ومحاربة العلويين ومناصرة السنة.