من الشواهد التي تبرهن علي قوة ثورة 30 يونيو وتمسكها بالاهداف التي أدت الي اندلاعها.. أقدمت جماهير الشعب المصري تلقائيا وبدون اي تكليف او مقابل مادي الي التصدي للمنتمين لجماعة الارهاب الاخواني. لقد خرجت الجموع الشعبية شيوخها وشبابها ونساؤها لمقاومة الاذناب الاخوانية المأجورة أغلبيتها والذين تم تحريكهم لتعطيل الحياة بنشر الترويع والفوضي واعمال التخريب في القاهرة وبعض مدن المحافظات. جرت المطاردة بكل قوة وعنف دون خوف او وجل في كل مكان وهو الامر الذي لم تكن تتوقعه هذه العصابات المستأجرة لمحاولة اعادة عقارب الساعة الي الوراء علي أمل عودة الحكم الاخواني البائد. ان ما أقدمت عليه هذه الجماهير الشعبية ان دل علي شيء فأنما يدل علي الايمان بأن الثورة ثورتهم وان واجبهم الدفاع عنها وحمايتها.. لقد ادركوا ان جماعة الاخوان لم تكتف بعمليات التدمير والتخريب التي مارستها ابان تسلطها وهيمنتها علي مقدرات مصر منذ قيام الثورة. ليس خافيا ان اقدام الارادة الشعبية علي خلعهم واسقاطهم قد اصابهم بلوثة جنونية وهو ما دفعهم الي خلع اقنعتهم المزيفة والعودة الي حقيقتهم الارهابية. لقد كانوا يعتقدون بعد ان دان لهم حكم مصر انهم سوف يكونون مخلدين وانهم سيظلون كاتمين علي انفسنا الي ما لا نهاية. هذه الآمال تحطمت علي صخرة ثورة الشعب المصري وهو ما حولهم الي ثور هائج مجنون لتكون نهايته بإذن الله في السيطرة عليه وذبحه ليتقي الجميع شره. الحقيقة انني لم استطع ان امنع نفسي من الضحك فرحا بالدور الذي قامت به سيدات مصر مشاركة في التصدي لجحافل الفوضي التي عاثت في الشوارع فسادا ساعية الي تعطيل المرور ووقف دوران الحياة. لقد فوجئوا بسيول من المياه الملوثة وبقايا الطعام وكل ما يمكن ان تصل اليه الايدي تتساقط عليهم من الشرفات والنوافذ. في نفس الوقت الذي تجمع اهالي الاحياء رجالا وشبابا ليقفوا لهم بالمرصاد لضربهم ومطاردتهم. ان هذه المشاهد تؤكد ان المعركة اصبحت بين الشعب وهذه الشراذم الارهابية. هذا التحرك الشعبي ما هو الا دليل علي التمازج بين الشعب وقواته المسلحة ورجال الشرطة الذين يؤدون مسئولياتهم علي اعظم وجه من اجل استعادة الوطن لتوازن وجوده.