موقعة العباسية.. تعد الأولي في التحرك الشعبي لرفض الأغلبية الصامتة لأي مساس بالقوات المسلحة ورجالها البواسل.. فلأول مرة يتصدي الأهالي بكل قوة لجحافل النازيين الجدد.. وتلقينهم درساً لن ينسوه.. وإبلاغهم رسالة قوية بأن الشعب زهق.. وقرف من أفعالهم وبلطجتهم وأفعالهم المشينة.. لأول مرة يقف شعب العباسية والوايلي ليقولوا لأصحاب الأجندات وناهبي الأموال المحرمة.. كفا. لقد باعوا وطنهم في سوق النخاسة.. تاجروا بدماء الشهداء وبثوا الفتنة والخراب في نفوس العباد.. انهالوا بمعاولهم وفئوسهم علي كل خطوة للإصلاح في مصر.. حاولوا ضرب الجيش بعد أن قضوا علي قوات الأمن حتي تعم الفوضي في البلاد، لأن الجيش هو الحصن الأخير لأمان الشعب.. فإذا ما انهار راجت بضاعتهم واتجهوا لأسيادهم ومن يمدونهم بالمال لطلب المزيد.. ولكن هيهات.. لقد فاق الشعب من غفوته وتحركت الأغلبية الصامتة ووقفت بكل حسم لشرورهم وأفعالهم.. بل وجعل فتيان وفتيات العباسية من صدورهم حائط صد لحماية المجلس الأعلي العسكري.. ونجحوا في صد هجوم النازيين الجدد حتي عادوا إلي “وكرهم” في التحرير ليعدوا العدة لكارثة جديدة حسب رغبة وتكليف داعي الأموال الحرام، سواء أكانت أمريكية أو عربية تريد اغتيال الثورة ووأد أمجادها حتي لا تنتقل السيادة الي الشعب.. وحتي يعيش المصريون أذلاء ينتظرون أموال المعونة لإ طعام الأفواه الجائعة!! ولو تدبرنا واقعة العباسية.. وما أعلن منذ أيام عن تنظيم مليونية الشرفاء من قبل التيارات الإسلامية والتي تهدف حسب كلام منظميها لطرد العملاء والخونة من التحرير وهذه هي الكارثة التي تهدد مصر بموقعة جمل جديدة قد تكون كارثية أكثر من الأولي.. بل وقد تصل لحد المذبحة.. خاصة أن موقعة الجمل الأولي قام بها فلول النظام المنحل ورجاله وأذنابه وسقط فيها من سقط من الشهداء.. وأصيب فيها من أصيب.. أما ما أخشاه حقاً فهو أن موقعة الجمل الجديدة ستكون مرعبة لأن من سيقومون بها غالباً سيكونون من أبناء الشعب المصري البائس الذي ضج من الضيق والخنق من جرائم النازيين الجدد الذين اختطفوا ميدان التحرير وفرضوا قوانينهم واجرامهم وبلطجتهم عليه.. حتي إذا ما تسيدوا الميدان حاولوا الخروج وتصدير اجرامهم حتي تصدي لهم أهالي العباسية الشرفاء.. فأخشي أن ينضم الشرفاء من أبناء مصر الي أصحاب التيارات الدينية ليس حباً فيهم ولكن كرهاً لأصحاب الأجندات حتي يكنسوا الميدان من هذه القاذورات والنفايات البشرية التي لوثت صفحته البيضاء.. صحيح أن أصحاب التيارات الدينية لا يقلون بشاعة وقسوة عن قاطني التحرير وبلطجيته.. وهم اخوان كاميليا الذين كانوا بالأمس يهددون بحرق الوطن كله من أجل عودة أختهم كاميليا!! وصحيح أننا يمكن أن ندعو الله أن يهلك الظالمين بالظالمين لكن الضحية الأولي ستكون هنا هي مصر وشعبها وثورتها التي لوثها الشبيحة.. إنني أنادي عقلاء والوطن وأنادي الثوار الحقيقيين: انقذوا بلدكم.. لأن رصيد الثورة كاد ينفد وبدأت تتردد عبارات النقمة من الشعب علي الثورة وثوارها.. بل واعتبروها مصدر خراب علي مصر أرجوكم احموا مصر من مذبحة جديدة ستأتي علي الأخضر واليابس.