بعد غياب استمر أكثر من 20 عاما عن مسقط رأسي سوهاج عدت إليها في زيارة خاطفة بمناسبة افتتاح مطبعة أخبار اليوم بأرض الكوثر هناك . وبدون دخول التفاصيل الخاصة بالحالة السيئة جدا للمحافظة من كل الجوانب , أكتب عن تمثال ميريت آمون جميلة جميلات ملكات الفراعنة الذي يقف شامخا بمدينة أخميم العريقة . أكتب ألما للحالة التي عليها المدينة والمكان الذي يقف فيه التمثال وهو مكان لمعبد قديم . لقد اكتشف التمثال صدفة عام 1981 , عندما كان الحفر لبناء معهد ديني , وخلال الحفر اكتشف التمثال الذي يصل ارتفاعه إلي 13 مترا . ومع التمثال اكتشفت تماثيل أخري منها تمثال ضخم للملك العظيم رمسيس الثاني والد ميريت وزوجها بعد أن توفت أمها نفرتاري , لكن تمثال رمسيس كان محطما بينما وجد له تمثال آخر صغير سليما وبجانب الآثار الفرعونية اكتشف تمثال لربة الجمال فينوس وبقايا جدران معبد روماني قديم وكذلك مجموعة من آبار المياه وهو ما يعني أن المنطقة غنية بالآثار من كل العصور القديمة بل إن ما يتداوله أهالي المنطقة أن المدينة بنيت علي ثلاث مدن أثرية متعاقبة وبالتالي فإن منازلها الحالية مقامة علي آثار بالكامل . ما يثير الحزن علي التمثال الذي يقف مارا عليه الميكروباص والحنطور أن المحافظة لا تبالي وكأن الأمر لا يعنيها وبعد أن كان محسن النعماني المحافظ الأسبق قد قرر نقل المقابر للكشف عن كل آثار المنطقة عاد الأهالي للدفن في مقابرهم المعتادة رافضين الانتقال بموتاهم إلي المقابر الجديدة وهو ما يشير الي أن تجارة الآثار الأكثر رواجا حتي إذا تم تسليم مجموعة من القطع الأثرية فما يباع ويهرب أكثر بكثير . إن سوهاج محافظة فقيرة وهي صاحبة المساحة الأكثر ضيقا علي النيل وبالتالي فإن أراضيها وريعها لا يكفي سكانها ومع ذلك تهمل الموارد السياحية التي يمكن أن تتم من خلال الاهتمام بالآثار وبالنظافة وبتنظيم المرور . وإلي ان يتم ذلك , عيني علي ميريت التي خرج تمثالها وكأنه كان في علبة قطيفة وبعد سنوات أصبح كما لو أنه خرج من منجم فحم .