كلما سمعت أغنية " سوريا " لوديع الصافي أو بأي صوت آخر، ينفطر لبي علي لب العروبة النابض الذي خرجت منه صيحة القومية العربية والتي نادي بها أبناؤها من المثقفين الثوار . أبكي دما علي الوطن الذي التأم والتحم مع نصفه الآخر مصر فكانت أول وحدة عربية في العصر الحديث وكان جمال عبد الناصر أول رئيس لدولة الوحدة التي مافتئت المؤامرات تطاردها حتي جاء الانفصال الذي كسر قلب ناصر وكان بداية الانكسارات . عاشت سوريا العامين الأخيرين في نار ودم . لا نظامها مرتاح ولا أهلها ولا المعارضين للنظام . سوريا التي كانت منذ عقود قريبة ، الشام الكبير ، تشظت وتناثرت إلي دول ، والآن مهددة بأن تكون دويلات وليس دولا . كتبنا صارخين أن " اعوا " المؤامرة علي سوريا . ليست المسألة ثورة . لقد اندفعت العواطف والانطباعات داخل دول عربية بدون إدراك أن ما يحدث في سوريا ليس ثورة . اعتقد البعض أن سوريا تعيش ربيعا عربيا ! وإن كان الاسم ليس علي مسمي ، لكنهم اعتقدوا أن الشعب الثوري يثور تلقائيا علي حكامه ! لم يدركوا أنها مؤامرة وأن سوريا كانت معرضة لمصير ليبيا الممزقة ولولا صمود النظام وإدراك القادة السوريين ، لما كان هناك سوريا اليوم . لقد تآمر علي سوريا الغرب بأكاذيبه وإعلامه المضلل وتآمر عليها دول عربية المفترض أنها شقيقة ، سدد بعضها فاتورة تسليح المعارضة ودعا آخرون إلي التدخل العسكري المباشر في سوريا وتآمر الجميع ولو بالموافقة علي نزع سوريا مقعدها في الجامعة العربية وهي قلب العروبة النابض ، أول الدول الإسلامية ، دولة الأمويين التي امتد ملكها ونشرت الإسلام من الصين شرقا حتي الأندلس غربا خلال فترة لا تزيد علي 134 عاما . سوريا التي ما اتحدت مع مصر إلا وكان العدو مهزوما ، هما فكا الكماشة التي تطبق علي الغازي فتطحنه . التاريخ يشهد علي ذلك . ويشهد علي ذلك العدوان الإسرائيلي الأخير الذي يجب أن يدفعنا جميعا للتساؤل بشأن ما يحدث في سوريا وهل مازال البعض من السذج يعتقد أنها ثورة مخلصة !! . أنقذوا سوريا .