تتواصل فى التاسعة إلا ربعا مساء اليوم الأربعاء بتوقيت القاهرة المواجهات النارية فى مجموعة الموت والدمار الشاملة وهى المجموعة الثانية بكأس الامم الأوروبية 2012 والتى تحمل الرقم ال14 والتى تستضيفها بولندا وأوكرانيا مناصفة فى الفترة من الثامن من يونيو الحالى وحتى الأول من يوليو المقبل، حيث يصطدم العملاقان الاوروبيان العتيدان المنتخب الألمانى ونظيره الهولندى فى معركة كروية بنكهة عداوة تاريخية متأصلة عبر العقود السابقة وذلك فى الجولة الثانية للمنتخبين فى هذه المجموعة. ويملك المنتخبان ظروفا متباينة فى لقاء اليوم حيث تتصدر الماكينات الألمانية المجموعة الرابعة بعد فوزها فى الجولة الأولى على حساب البرتغال رفقاء رونالدو بهدف نظيف بينما يتذيل الهولنديون المجموعة بدون رصيد بعد الخسارة المفاجئة وغير المبررة أمام الدنمارك. وفيما يلي نقدم ما يشبه تقريرا عن الألمان والهولنديون سواء حاليا أو سابقا ومشوار مواجهتهما معا عبر العقود السابقة: لا شك أن الألمان ونظراءهم الهولنديين يتقاذفهم هذا النوع من الأحاسيس، فأحفاد المانشافت اشتاقوا للصعود فوق منصات التتويج والتنعّم بالقمة في المواعيد الكبرى، سيما أنهم غابوا عنها منذ 16 عاماً وتحديداً منذ يورو 1996 في إنجلترا تاريخ إحرازهم آخر لقب لليورو على حساب التشيك (2-1) في المباراة النهائية من بوابة الهدف الذهبي لأوليفر بييرهوف، مع العلم أن الألمان ما زالو ينفردون بالرقم القياسي في عدد مرات التتويج باليورو (3 مرات، بلجيكا 1972، إيطاليا 1980، إنجلترا 1996).
وتزخر صفوف الألمان بلاعبين رائعين تربط بينهم ديناميكية كبيرة، حيث يتمتّعون بجاهزية بدنية عالية وحضور ذهني متميّز وأداء تقني ناجع، بفضل عدد من النجوم يتقدّمهم قلب خط الوسط مسعود أوزيل وسامي خضيرة وباستيان شفاينشتايجر والماكينة التهديفية ماريو جوميز، إضافة إلى صمّام الأمان المدافع الأنيق مات هوملز و"الكابتن" فيليب لام والعقرب "ميروسلاف كلوزه" علاوةً على عدد من الطاقات الشابة التي أثبتت نفسها في الآونة الأخيرة على غرار ماريو جوتسه وماركو ريوس وأندريه شورله. من جهة ثانية، يراود الحنين زملاء آريين روبن إلى إبداعات نسخة يورو 1988 في ألمانياالغربية بالذات، عندما نجح سفراء بلد الأراضي المنخفضة في خطف اللقب من الاتحاد السوفياتي بواسطة ثنائية للنجمين رود خوليت، وهدف لا يُمحى من الذاكرة للمبدع ماركو فان باستن الذي أنهى الدورة بطلاً للهدّافين برصيد 5 إصابات. وينطلق الهولنديون بدعمات أساسية عديدة تتركّز أغلبها في خط الهجوم، حيث يمتلك "الطوربيد" أريين روبن وصانع الألعاب المميّز ويسلي سنايدر ونجم آرسنال الإنجليزي وهدّاف البريميرليج روبين فان بيرسي، كما لا يمكن نسيان رجل الخبرة وصاحب التجربة مارك فان بوميل (35 عاماً)، إضافةً إلى هؤلاء يوجد عدد من اللاعبين اليافعين الحيويين على غرار كيفن ستروتمان وجريجوري فان دير فيل تسندهم دكة احتياط ثرية تنطلق منها أسماء لامعة على غرار رافائيل فان درفارت و كلاس يان هونتيلار هدّاف الدوري الألماني, لكن في مقابل هذه الطفرة الهجومية يعاني الخط الخلفي الهولندي من ضعف كبير أحد أسبابه المؤثّرة غياب المدافع الممتاز يوريس ماتيسن بداعي الإصابة. ويعتبر الهولندي بيرت فان مارفيك وزميله الألماني ويواكيم لوف مدرّبين سليلين لنمطين كرويين مختلفين، وإذا كان فان مارفيك ينتمي لمدرسة الكرة الشاملة ويقتدي بتوجيهات "المدرسة الكرويفية" ولو كان ذلك شكلياً حتى الآن، فإن حفيد القياصرة لم يشذّ عن قاعدة أجداده وما يزال مُحافظاً على مردودية "الماكينات" بدنياً وتقنياً على وجه الخصوص. وسطع نجم المدرّبين على الساحة الأوروبية في المونديال الأخير، حيث قدّما صحبة منتخبيهما عروضاً كروية خالدة أسرت العقول وسحرت ألباب جميع متابعي النسخة الافريقية للمونديال، حيث نجح فان مارفيك في بلوغ محطة النهائي مُزيحاً من طريقه منتخبات عملاقة من حجم البرازيل. بينما قام لوف بتلقين دروس مجانية بالأربعة على كلّ من إنكلترا والأرجنتين، قبل أن يقف قطار ال"ناسيونال مانشافت" عند محطة دور الأربعة عندما اصطدم بال"ماتادور" عريس البطولة. حتماً ليست العادة السيئة إلا تلك التي دأب الهولنديون على التمسّك بها قبيل أو أثناء استحقاق قاري أو دولي كبير على غرار اليورو أو المونديال, هو ما تكرّر هذه المرة أيضاً عقب مطالبة كلاس يان هونتيلار نجم شالكه الألماني وهدّاف البوندزليجا باللعب أساسياً على حساب فان بيرسي نجم آرسنال الإنكليزي الذي أضاع فرصاً كثيرة في مباراة الدنمارك الافتتاحية، إذ يعتمد المدرّب بيرت فان مارفيك خطة لعب ترتكز في خط المقدّمة على مهاجم واحد وصريح، وبالتالي قد تُنبئ هذه التطوّرات في معسكر الطواحين باضطرابات قادمة داخل المجموعة، التي قد تؤثّر على مستقبل هولندا في البطولة. وما زاد الطين بلّة، هو قرار الاتحاد الهولندي بالسماح لجميع لاعبيه بلقاء رجال الصحافة عدا هونتيلار فقط الذي احتجّ على عدم إشراكه أساسياً كما ذكرنا. وبالعودة إلى التاريخ لا نستغرب وقوع مثل هذه الاضطرابات في صفوف المنتخب البرتقالي التي طالما عصفت بأحلامه في البطولات الكبرى، ومن الحوادث البارزة في هذا الصدد نذكر ما حصل في كأس أوروبا عام 1996 عندما قام المدرّب جوس هيدينك باستبعاد النجم الأسمر إدجارد ديفيدس لأسباب سلوكية، ثم في حادثة ثانية حين كان الودّ مفقوداً بين رود خوليت والمدرّب ديك أدفوكات في كأس العالم 1994، حدث نفس المآل وهو الاستبعاد من التشكيلة الأساسية ليكون المنتخب الهولندي المتضرّر الأكبر في كلّ مناسبة. التقى المنتخبان الهولندي والألماني في 9 مناسبات رسمية، منها ثلاث لحساب كأس العالم واثنتان ضمن التصفيات المونديالية و أربع مواجهات في إطار كأس الأمم الأوروبية وهي كما يلي: 14 يونيو 1980 في نابولي: ألمانيا تفوز على هولندا (3-2) ضمن منافسات الدور الأوّل ليورو 1980 بإيطاليا. 21يونيو 1988 في هامبورج : هولندا تتفوّق على أصحاب الأرض (2-1) ضمن الدور نصف النهائي ليورو 1988 بألمانياالغربية، علماً بأن هولندا هي من حملت لقب البطولة في هذه النسخة. 18 يونيو 1992 في جوتنبورج: هولندا تكرّر فوزها على الماكينات (3-1) ضمن الدور الأوّل ليورو 1992 بالسويد. 15 يونيو 2004 في بورتو: انتهت آخر قمّة بين المنتخبين لحساب اليورو بنتيجة التعادل الإيجابي (1-1) وكان ذلك في الدور الأوّل ضمن يورو 2004 بالبرتغال. ومن المفارقات الطريفة في مواجهات المنتخبين هو أن الهدّاف التاريخي للمباريات الرسمية التي جمعت بينهما، وعددها 9 كما سبق وذكرنا آنفاً، كان قد وقّع ثلاثية (هاتريك) في مباراة واحدة كانت كفيلة لتصدّره طليعة الهدّافين. وكان هذا الهاتريك لحساب "يورو 1980" بإيطاليا ضمن مباراة دور المجموعات والتي فازت فيها ألمانيا على هولندا بنتيجة (3-2).. هذا الاسم هو الألماني كلاوس ألوفس. يذكر أن المنتخب البرتقالي هو مَن يتفوّق على ألمانيا في مجموع الأهداف المسجّلة لحساب تاريخ المواجهات في اليورو برصيد 8 أهداف، في حين لم يتمكّن نجوم ألمانيا من زيارة المرمى الهولندي سوى في ست مناسبات. ويبقى صعبا تمييز لاعبين دون غيرهم ممّن وضعوا بصماتهم في تاريخ ألمانياوهولندا، لأنهم كثرٌ ويكفي أن نستعرض بعض الأسماء من بوابة الذكر لا الحصر، لنقول إن المنتخب الألماني وعلى مرّ تاريخه الطويل زخر بأسماء عديدة مميّزة أمثال الحارس سيب ماير وسليله في حماية العرين أوليفر كان ولوثار ماتيوس وكارل هاينز رومينيجه و"المرعب" غيرد مولر وبول بريميه وماتياس سامر ويورجن كلينسمان والقائمة تطول. أما مدرسة الكرة الشاملة فتقترح جملة من العمالقة من قبيل جوني راب وهوب نيسكنز والثلاثي الرائع رود خوليت وفرانك رييكارد وماركو فان باستن ورونالد كومن والأخوين رونالد وفرانك دي بور. ولكن باللجوء إلى عرف المنطق لا يختلف عاقلان في مسألة ترشيح مُنظّر أسلوب "الكرة الشاملة" الفيلسوف الهولندي يوهان هنريك كرويف (65 سنة) إضافةً إلى القيصر الألماني فرانز أنتون بيكنباور (67 سنة) إلى مرتبة الريادة دون منازع لإنجازاتهما الخالدة وآثار إبداعاتهما التي رسخت أينما حطّت أقدامهما. وللنجمين محطّات بارزة تواجها فيها وتبقى الأبرز تلك التي فاز فيها بيكنباور مع منتخب ألمانياالغربية آنذاك بنتيجة (2-1) لحساب نهائي كأس العالم 1974، علاوة إلى نقطة التقاء أخرى تتمثّل في هجرتهما إلى الدوري الأمريكي في أواخر سبعينيات القرن الماضي وتحديداً مع فريق نيويورك كوزموس بالنسبة لبيكنباور وكلّ من لوس أنجلوس وواشنطن ديبلوماتس بالنسبة لكرويف. وتواجه المنتخبان في 38 مباراة في تاريخهما منها 29 ودّية، وحقّق الألمان في المجموع 14 فوزاً مقابل 10 انتصارات لهولندا، في حين انتهت 14 مواجهة بالتعادل. وطالما عجت قمم الطواحين والماكينات بأهداف غزيرة حيث تمّ تسجيل 138 هدفاً، كانت الأرجحية فيها لهجوم "المانشافت" (75 لألمانيا و63 لهولندا)، بينما سجّل المنتخبان 13 هدفاً ليتعادلا في عدد الأهداف الموقّعة في اللقاءات الرسمية بينهما. أول مباراة بين الفريقين: كانت في صبغة الودّية واستضافتها هولندا وانتهت لمصلحتها بنتيجة (4-2) بتاريخ 24 أفريل 1910. آخر مباراة : كانت ودّية أيضاً وانتهت بفوز الألمان بثلاثية نظيفة على ضيوفهم بتاريخ 15 نوفمبر 2011. النتيجة الأثقل: حقّقتها ألمانياالغربية سابقاً بعد دكّها للمرمى الهولندي بسباعية كاملة دون مقابل ضمن مباراة ودّية في ألمانيا بتاريخ 21 أكتوبر 1959. الأكثر شهرةً: هي المباراة التي كانت في إطار مونديال 1974 بألمانياالغربية وانتهت بفوز أصحاب الأرض (2-1) بتاريخ 7 جويلية 1974. أكبر تعادل كان بنتيجة (5-5) بتاريخ 24 مارس 1912، كما نسجّل حضور نتيجة (4-4) في 5 أفريل 1914 وكلتاهما مبارتان ودّيتان واستقبلتهما الأراضي الهولندية. يذكر أن هناك مواجهة قوية ستسبق القمة الأوروبية الكبيرة وهى التى تجمع فى السادسة مساء بتوقيت القاهرة منتخبي البرتغال بقيادة الساحر كريستيانو رونالدو والدنمارك فى الفرصة الأخيرة لرونالدو الطامح فى إنجاز دولى مع البرتغال بعد خسارة بلاده أمام الألمان بالتخصص بينما الدنماركيون يسعون لتأكيد قوتهم التى أبهرت أوروبا أمام هولندا. كانت الجولة الثانية ليورو 2012 قد انطلقت أمس الثلاثاء بلقاءين فى المجموعة الأولى بين كل من بولندا وروسيا وانتهى بالتعادل الإيجابي 1-1 واللقاء الثانى جمع اليونان والتشيك وانتهى بفوز تشيكيا 2-1 وتجدد أمله فى التأهل لربع النهائى. [Share]