لا يمكن وصف المجموعة الثانية في بطولة أمم أوربا يورو 2012 سوي بأنها مجموعة الموت بالفعل فهي تضم منتخبات اربعة مرعبة بالفعل الماكينات الالمانية والطواحين الهولندية وبرازيل اوربا البرتغال واخيرا احفاد الدنمارك. كل هذه المنتخبات كانت تتوق الجماهير لرؤية اثنين منها في المباراة النهائية فجميعها قوية وثلاثة منها وصلت لمنصة التتويج من قبل المانياوهولندا والدنمارك والرابعة البرتغال تبحث عن اللقب منذ سنوات طويلة وتري في هذه البطولة فرصتها القوية ولم لا ولديها النجم العالمي كريستيانو رونالدو بعدما نضج وقاد بجدارة ناديه ريال مدريد للقب الليجا الاسباني . الحديث عن المنتخبات الاربعة يحتاج لوقت طويل لأن تاريخها عريق بالفعل فالالمان هم ابطال دائما اروبيا وعالميا وكان اللقب من نصيبهم ثلاث مرات اثنتان منها تحت مسمي المانيا غريبا عامي 1972و1980 والثالث باسم المانيا فقط بعد التوحيد عام .1996 والمدرسة الالمانية معروفة للجميع فهي تعتمد علي القوة البدنية والجماعية في اللعب والنظام والالتزام داخل الملعب واللعب لآخر دقيقة هو شعار الفريق في كل المباريات مهما كانت النتيجة وهو سر نجاح الكرة الالمانية عموما. ويعول المدير الفني للفريق لوف علي مجموعة اللاعبين الشباب الذين نضجوا علي يديه منذ تولي المهمة في عام 2006 امثال الحارس مانويل نوير وجيروم بواتينج صاحب الاصول الغانية وسامي خضيرة وتوماس مولر وتوني كروس ولوكاس بودلوسكي ومسعود اوزيل مع اصحاب الخبرة فيليب لام وشفاشتيجر وكلوزة. وكالعادة يخوض الالمان البطولة بحثا عن التتويج فالهدف واضح فدائما الماكينات في المربع الذهبي واحيانا كثيرة في النهائي وليس بعيدا انها كانت طرفا في نهائي البطولة الماضية 2008 امام المنتخب الاسباني الرهيب وخسر الفريق 0/1 بصعوبة بالغة وكان الفريق في طور التجديد ولكنه الآن اصبح اكثر تطورا ونضجا. والماكينات الالمانية وجهت رسالة قوية الي كل المنافسين عبر التصفيات المؤهلة الي يورو بعدما فاز بكل مبارايته العشر خارج وداخل ارضه ليحقق العلامة الكاملة علي حساب منتخبات بلجيكا وتركيا وكازخستان واذربيجان والنمسا. يملك منتخب طواحين هولندا تاريخا في اليورو بدأ منذ عام 1976 ولكن نجم هذا المنتخب صاحب الكرة الشاملة الجميلة لم يسطع في سماء اوربا الا مرة واحدة فقط عام 1988 عندما توج باللقب لاول مرة وقت تواجد الجيل الذهبي الرائع رود خوليت وفان باستن وريكارد وكومان الذي سجل العلامة الاولي للهولنديين ايضا ما زالوا بعيدين عن لقب المونديال. والمنتخب الهولندي بدخل اليورو هذه المرة محملا بآمال وطموحات غير عادية فهو وصيف مونديال 2010 ويملك لاعبين مميزين للغاية امثال روبين وشنايدر وفان بيرسي وكوكو وفان بوميل ودي يونج يقودهم المدرب الطموح جدا بيرت فان مارفيك ومارفيك تولي تدريب الطواحين في عام 2008 ونجح معهم في المونديال وقدم الهولنديين عروضا رائعة ووصلوا للنهائي فابقي عليه اتحاد الكرة الهولندي ولم يفرط فيه بعدما صنع توليفة جميلة من النجوم الجدد باحثا عن لقب يورو جديد في بولندا واوكرانيا لذا تخطي مارفيك مع هولندا التصفيات بلا عناء واحتل صدارة مجموعته بعد تسعة انتصارات علي حساب السويد وسان مارينو وفنلندا والمجر ومولدافيا وخسارة وحيدة امام السويد. عند الحديث عن المنتخب البرتغالي يجب ان يربط الكلام علي الفور بالنجم العالمي كريستيانو رونالدو افضل واغلي لاعب في العالم ولكن لان كرة القدم لعبة جماعية فإن هذا النجم الموهوب لم يتمكن حتي الآن من وضع منتخب بلاده علي القمة رغم كل المهارات الكروية التي يمتلكها ولكن يسود داخل المنتخب البرتغالي او برازيل اوربا المثل المصري القائل ان ايد لوحدها ما تصقفش لذا يطمح رونالدو ان يجد المساندة من رفاقه حتي يتمكنوا من الوصول الي الحلم. والكرة البرتغالية ظهرت متأخرة علي الساحة الاوربية فقد التواجد الأول عام 1984 ووقتها تأهل الفريق الي المربع الذهبي بعد عروض قوية ولكن اختفت البرتغال من جديد لفترة طويلة لمدة 12 عاما كاملة وعادت عام .1996 اخيرا احفاد الفايكنج أو الدنمارك الجميع يعلم القصة المثيرة لتتويج هذا الفريق بلقب يورو 1992 عندما جمعوا لاعبي منتخب الدنمارك بقيادة الفنان الموهوب لاودرب والعملاق شمايكل من علي الشواطيء قبل انطلاق البطولة بأسبوعين بعد استبعاد يوغسلافيا سياسيا ليخطو الفريق الخطوة تلو الأخري حتي النهائي ويهزم هولندا حاملة اللقب بضربات الترجيح والمؤكد ان هذا لا يحدث الا في الاحلام أو عالم الاساطير ان يأت فريق بلا اعداد أو تدريب ويتوج بلقب بطولة كبري مثل اسم اوربا. ورغم ان الدنمارك من وقتها لم تحقق أي انجازات تذكر وعادت ريمة الي عادتها القديمة الا لاعبيها وجمهورها وفي كل بطولة لابد وان يكون احفاد الفايكنج في الصورة مع المرشحين لاسيما بعدما بات الفريق الدنماركي ضيفا دائما في البطولة.