أضاء الفرنسيون حائط النصر الشهير في شارع الشانزلزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد فوزهم بكأس العالم 1998، بألوان العلم الفرنسي "الأحمر، الأبيض والأزرق" وكتبوا شكرًا للأزرق، وكتبوا جملة "ميرسي زيزو"، جملة ربما أرادوا بها أن يعبروا لزيدان، مُحرز هدفين من الثلاثية في مرمى البرازيل بالنهائي عن امتنانهم له لتحقيقهم أول بطولة كأس عالم في تاريخهم . الجملة عاد وكررها الفرنسيون حتى بعد خسارتهم كأس العالم 2006 والذي خسروه من إيطاليا وطُرد زيدان في مباراته الأخيرة في كرة القدم بعد نطحته الشهيرة لماركو ماتيراتزي. زيدان الذي يتولى تدريب ريال مدريد قاد الفريق أمس السبت للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا؛ لقب لم يكن أي مدريدي يتخيل الفوز به بعد بداية موسم كارثي للفريق بالخروج من كأس الملك بخطأ إداري ثم الابتعاد عن برشلونة ب 13 نقطة في الدوري. بداية كارثية أعتقدت جماهير ريال مدريد، أن فريقها يسير نحو الهاوية وان الموسم الحالي سيخلو من الألقاب كالموسم السابق؛ حيث خسر الريال برباعية نظيفة على أرضهم من غريمهم برشلونة بينما كان مدربهم الإسباني رفاييل بينيتث، يتناول على دكة البدلاء ساندويتش. الأمور لم تقف عند الخسارة في الكلاسيكو لكن خطأ إداري أقصى الفريق من بطولة كأس الملك بعد أن صعد لدور الستة عشر. مدرب ريال مدريد يأكل على دكة البدلاء وفريقه مهزوم زيدان في ستة أشهر قدُم زيدان للفريق وهو بالمركز الثالث والفارق تقريبًا اثنتي عشرة نقطة عن المتصدرين برشلونة وأتليتكو مدريد، لكن الفريق أنهى الموسم بالمركز الثاني والفارق بينه وبين البطل برشلونة نقطة واحدة. لعب ريال مدريد منذ قدوم زيدان، في يناير الماضي؛ 27 مباراة بين الدوري الإسباني ودوري الأبطال، فاز في 21 منهم وتعادل في أربعة، مباراة النهائي أمس من ضمنهم، وخسر مباراتين. الفريق سجل 72 هدفًا ودخل شباك المرينجي 19 هدفًا وخرج في 18 مباراة بشباك نظيفة. واختتم الموسم بعد أقل من ستة أشهر ببطولة دوري أبطال أوروبا، لأيصبح زيدان أول مدرب فرنسي يفوز بالبطولة، كما انضم لستة فازوا بالبطولة مدربين ولاعبين. ربما زيدان ليس مدربًا خارقًا أو أفضل من دربوا المرينجي، لكنه وبشهادة لاعبي ريال مدريد، راموس، قائد الفريق، كريستيانو رونالدو، بيل، بن زيمة، ومودريتش، وغيرهم، أعطاهم الثقة التي فقدوها مع بينيتث. كان دائم الاستماع لهم وقضى على الجو السلبي وأتي بمناخ إيجابي للفريق كما قال زيدان نفسه عقب الفوز أمس. لاعبو ريال مدريد يشكرون مدربهم بعد الفوز بدوري الأ على جماهير ريال مدريد، أن تعلق صورة لزيدان على ساحة السيبليس، أسوة بما فعلته الجماهير الفرنسية. زيدان ربما ليس أفضل من تولوا تدريب ريال مدريد أو المدرب الأفضل في العالم لكنه وصل بالفريق في موسم كانوا يخالونه كارثي البداية للتتويج بلقب كبير تفضله جماهير المرينجي؛ التي يتوجب عليها القول لزيدان "ميرسي زيزو"على الصعود فقط لنهائي دوري الأبطال وليس الفوز به حتى.