تحت عنوان تنازلات إخوان تونس نشرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية تقريرا أشارت فيه إلي أن حزب النهضة في تونس والذي ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين والذي يسيطر علي مقاليد الحكم في البلاد أدرك مدي الخطورة التي يواجهها مستقبل الإسلاميين في البلاد بعد خروج عشرات الآلاف من التونسيين للمطالبة بإسقاط النظام الإسلامي المتورط في عمليات اغتيال قادة المعارضة في البلاد علي حد قولهم وآخرهم المعارض البارز محمد البراهمي الذي قتل أمام أسرته ب11 رصاصة, مشيرة إلي أن حادث اغتيال البراهمي وما أعقبه من مظاهرات حاشدة تسببت في أزمة كبيرة للتنظيم الذي لا يزال يتعافي من صدمة الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وأكدت الصحيفة أن علي إخوان تونس أن يتحلوا بالذكاء تلك المرة وأن يعوا أن سياستهم المتعنته لن تفيدهم بل ستضر بمستقبلهم بشكل كبير, مستشهدة بالسيناريو المصري الذي يخشي إخوان تونس تكراره, إلا أنها أشارت إلي أن رضوخ النهضة لمطالب المعارضة وموافقتها علي تشكيل حكومة إنقاذ لتوسيع القاعدة السياسية للحكم وللخروج من العاصفة السياسية التي هبت علي البلاد بعد اغتيال البراهمي ومقتل8 جنود علي الحدود مع الجزائر, يؤكد أنها استوعبت الدرس المصري جيدا, وأنها قد تنجو من مصير العزلة التي اختار إخوان مصر ان تكون نهاية مطاف حكمهم. كما قالت الصحيفة إن السيناريو المصري قد يكون بعيدا عن نظيره التونسي لأن الجيش المصري تعود الوقوف إلي جانب شعبه وتلبية مطالبه وهو ما رأيناه في ثورتي25 يناير و30 يونيو, إلا أن المشهد في تونس يختلف تماما لأن الجيش التونسي دائما ما ينأي بنفسه عن العملية السياسية في البلاد والتاريخ يشهد علي ذلك, ورغم شعور حكومة النهضة بالاطمئنان إلا أنها سارعت لإجراء إصلاحات ترضي التونسيين أملا في إخماد ثورة بدأت تسرع خطاها وتتبلور علي الساحة التونسية بعد سيناريو الاغتيالات الذي بات يهدد مستقبل وديمقراطية دولة تونس الهشة. ومن جانبها, حذرت صحيفة الجارديان البريطانية من الأزمات المتلاحقة التي تعانيها الجماعة في مصر و تونس وليبيا وتركيا وغيرها مشيرة إلي أنها تنذر بمستقبل قاتم للتنظيم الذي حذرته من السير علي نفس النهج الذي اتبعه إخوان مصر, محذرة من أن اغتيال البراهمي قد يضفي شرعية علي الثورة علي الإسلام السياسي والتي تلقي ترحيبا كبيرا في المجتمعات العربية في الفترة الأخيرة, مشيرة إلي أن أصوات الرفض تتعالي يوميا في تونس التي يرفض شعبها سياسة الغنوشي التي يعتبرونها مخجلة إلي حد ما لأنها تسعي لتحقيق مكاسب سياسية دون النظر إلي حالة الإحباط العامة التي أصابت هذا الشعب بعد عامين من خيبة الأمل.