كشف الباحث الفرنسي في معهد الأبحاث والدراسات على العالم العربي " فينسا جيسير" في حوار له مع صحيفة "لو نوفل أوبسرفاتور" الفرنسية اليوم أنه عقب اغتيال محمد البراهمي أحد رموز المعارضة التونسية، فانه من الصعب تكرار السيناريو المصري في تونس. وأوضح الباحث أن مصر التي شهدت تحالف بين الشعب والجيش لن يحدث ذلك في تونس، فالجيش التونسي ليس قوي للسيطرة على السلطة، كما أن الجيش تسيطر عليه السلطة التونسية الحالية جيدًا، بالإضافة إلى أن الجيش ليس له ميول سياسية ولم يتدخل مسبقا كما فعل الجيش المصري الذي اجبر مسبقًا الرئيس مبارك للتنازل عن الحكم خلال ثورة يناير. وأوضح "جيسير" أن توجيه وزير الداخلية التونسي المنحاز لحركة النهضة الاتهام لأحد السلفيين باغتيال البراهمي، من الممكن أن يكون صحيح، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن السلفيين التونسيين يعملون لصالحهم ولصالح غيرهم، لكن اغتيال البراهمي لا يفيد السلفيين بشيء، كما أن السلفيين يقتلون من يعارض الإسلام وليس من له توجهات سياسية. وتابع الباحث: السلفيين ليس لهم عداء مع البراهمي ومن الممكن أن يكونوا لا يعرفونه، غير أنهم من الممكن أن يكونوا منفذين لأوامر حركات أخرى، إذا أثبت أنهم من ارتكبوا القتل، موضحًا أن البراهمي مثل بلعيد هو شخصية رمزية يسارية يتحدث باسم الشعب والطوائف الكادحة لذا فأنه يحظي بشعبية كبيرة ومقتله قد يؤثر على مجريات الأمور في تونس. غير أن الموقع التونسي "تونسي سكريه" له رأي آخر، حيث يرى الموقع أن حركة النهضة هي المستفيدة من قتل البراهمي لإسكات أحد أكبر الأصوات المعارضة لها بعد أن نجحت في إسكات بلعيد وطارق مكي، مشيرًا إلى أن حركة النهضة تحكم بديكتاتورية فاشية وأنها منذ أسبوع فقط اطلقت التهديدات العديدة بشن حرب اهلية اذا حاول التونسيون معارضة سياستهم. وتابع: إنه أمر طبيعي أن نرى الإسلاميين في العموم يلجأون في العموم إلى ارتكاب الأعمال الإرهابية وارتكاب اغتيالات سياسية حتى يستطيعوا إقامة ديكتاتوريتهم، وهذا كان متوقعًا من تهديدتهم الأخيرة عقب سقوط الرئيس المصري محمد مرسي.