بعد تدخل مقاتلي حزب الله في الحرب الأهلية السورية إلي جانب جيش الأسد وتورطها في إبادة السنة السوريين, بات من الصعب علي أحد نفي تهمة الإرهاب عن الجناح العسكري للحزب الذي أدرجته أوروبا من جانبها علي قائمة المنظمات الإرهابية أو كادت. فممارسات مقاتلي حسن نصر الله الشيعية المتطرفة تهديد حقيقي لأمن المنطقة بأسرها يبشر بحرب أوسع نطاقا مما يجري في كل من سوريا ولبنان والعراق بين السنة والشيعة. وربما تكون أوروبا محقة في إدراجه علي لائحة الإرهاب, نظرا لما ارتكبه من جرائم حرب ضد المقاومة السورية المسلحة في سوريا وضد المدنيين السوريين العزل. أما ترحيب وزيرة العدل في حكومة الاحتلال الإسرائيلية تسيبي ليفني بالقرار الأوروبي تحت زعم شرعية الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة, فأمر يحمل إسقاطا من جانبها لإخفاء الوجه القبيح للكيان الإسرائيلي الذي يعد أصل الإرهاب في قلب الوطن العربي. أتصور أن علي أوروبا علي وجه الخصوص وعلي الغرب علي وجه العموم أن تفتح عينها الأخري لتري حقيقة إسرائيل البشعة التي تمارس إرهابا يوميا ممنهجا ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وضد كل جيرانها من الدول العربية وتركيا, وألا يقتصر تصنيفها القاصر علي حزب الله وحده, لأنها بهذا التصنيف الناقص أسبغت شرعية غير مقبولة علي ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته اليومية وفرغت الكادر كله للممارسات الإرهابية للجناح العسكري لحزب الله! بكل أسف مازال الغرب منحازا لليهود وللصهيونية العالمية بكل تصريحاته وتصنيفاته وقراراته وبتعاميه عن رؤية الحقيقة الساطعة كالشمس وهي أن إسرائيل هي أصل البلاء في الشرق الأوسط كله. فإذا كان لا بد من إدانة أوروبية لدور حزب الله المشبوه في سوريا, فالأولي أن يصدر قرارا مماثلا ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقادته السابقين والحاليين. ليفني نفسها مارست أصنافا من الإرهاب التي يعاقب عليها قانون المحكمة الجنائية الدولية وقت أن كانت عميلة للموساد الإسرائيلي.. والآن تتحدث بلسان كبار المسئولين كوزيرة في الكيان الصهيوني! لا نحتاج إلي مراجعة تاريخ إسرائيل في المنطقة لأنه معروف منذ قدوم عصابات الأرجون والهاجاناة وشتيرن, ومعروف ما ارتكبته من مجازر وانتهاكات علي مدي65 عاما, أوروبا تحتاج لمن يذكرها بهذا التاريخ الأسود قبل أن تصدر قرارا بإدراج حزب الله وحده علي لائحة الإرهاب الدولي وتتعامل مع إسرائيل فاقدة الشرعية تعاملها مع الدول المحترمة دون مبرر. [email protected] رابط دائم :