مطران دشنا يترأس قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس    مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية كيان مدني يقف خلف الدولة والقوات المسلحة    عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه الأحد 5 مايو 2024    ضياء رشوان: نتنياهو لن يجرؤ على مهاجمة رفح الفلسطينية    تساحي هنجبي: القوات الإسرائيلية كانت قريبة جدا من القضاء على زعيم حماس    بعد 28 عاما داخل الزمالك، ياسمين نوح تعلن اعتزالها بعد التتويج بلقب إفريقيا للكرة الطائرة    مواعيد مباريات اليوم الأحد 5- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي وإنبي في الدوري المصري    عاجل.. تأكد رحيل ثلاثي الأهلي في نهاية الموسم    خبير لوائح: لا توجد حالة رياضية مشابهة لقضية الشحات والشيبي    «أمطار تضرب هذه المناطق».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم (احذروا التقلبات الجوية)    عبارات تهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024    "حب جديد هيدق بابك".. بشرى سارة لمواليد برج الجوزاء اليوم (توقعات الصعيد المهني والمادي)    جيانكارلو اسبوزيتو بطل Breaking Bad ينضم لعالم Marvel    شقيق ياسمين صبري يتعرض للإغماء في أمريكا    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على السنوار واجتياح رفح قريب جدا    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد القيامة في الكاتدرائية بالعباسية    انخفاض جديد في أسعار الأجهزة الكهربائية وهذا سر ارتفاع سعر التكييفات (فيديو)    لغز روشتة الأطباء أبرزها، شعبة الأدوية تكشف أسباب نقص الأدوية رغم انتهاء أزمة الدولار    بسبب الاستحمام.. غرق طفل في مياه ترعة بالقليوبية    رئيس جامعة دمنهور يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء    احتدام المنافسة بانتخابات البرلمان الأوروبي.. الاشتراكيون في مواجهة تحالف المحافظين مع اليمين المتطرف    مدير أمن أسيوط يتفقد الخدمات الأمنية استعداداً لعيد القيامة وشم النسيم    مختار مختار: محمود متولي لاعب رائع وسيضيف للأهلي الكثير    بمشاركة مصطفى محمد.. نانت يتعادل مع بريست في الدوري الفرنسي    محافظ القليوبية يشهد قداس عيد القيامة المجيد بكنيسة السيدة العذراء ببنها    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    الزراعة تعلن تجديد اعتماد المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    دعمتم مناقشة هذا الأمر | رمضان عبد المعز يوجه الشكر ل المتحدة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفاجآت تنتظر بارونات الحرب.. سوريا أسد وليست فأراً
نشر في محيط يوم 16 - 09 - 2007


مفاجآت تنتظر بارونات الحرب
سوريا أسد وليست فأراً

كثيرا ما نسمع عن انتقادات للموقف السوري المتراخي تجاه احتلال هضبة الجولان ، و جاء الاختراق الإسرائيلي الأخير للأجواء السورية ليزيد غضب الغيورين على العروبة تجاه تردد دمشق في الثأر لكرامتها ، إلا أن الغريب أن هناك تحليلات رأت فى التأني السوري ذكاء وليس اختباء في الجحور.

محيط - جهان مصطفى

فدمشق وفقا لتلك التحليلات ترفض أن تكون كبش الفداء الذى تبحث عنه إسرائيل حاليا للتغطية على الهزيمة التى منيت بها أمام حزب الله فى حرب صيف 2006 وجرها لمعركة ليست هى من يحدد توقيتها وبالتالى نتائجها ، بالإضافة إلى أن الوضع العربى الهش الراهن لايوفر لدمشق الغطاء والدعم فى حال ردت عسكريا على الاستفزازات الإسرائيلية فالمحور السعودى السورى المصرى الذى كان يشكل في السابق صمام الأمان للأمن القومى العربى في مواجهة الأطماع الصهيونية تفككت أضلاعه إثر الانتقادات التى وجهها الرئيس السورى بشار الأسد لموقف السعودية ومصر السلبى من العدوان الإسرائيلى الأخير على لبنان وتشبيهه لبعض الحكام العرب بأنهم أنصاف رجال.

وبجانب ما سبق فإن حزب الله الذى طالما اعتمدت عليه سوريا في السابق للرد بعملية محدودة وسريعة على الاستقزازات الإسرائيلية تجاه لبنان وسوريا ، خرج من اللعبة ولو مؤقتا بعد صدور القرار 1701 الذى أبعده عن الحدود مع إسرائيل .

وهناك أمر آخر يجعل سوريا تفكر ألف مرة قبل الرد على وقاحات إسرائيل وهو الاحتلال الأمريكى للعراق ووجود حوالى 160 ألف جندى أمريكى بالقرب من حدودها الأمر الذى وضع سوريا فى مأزق استراتيجى حاد يصعب عليها التعامل معه بشكل منفرد، حيث نتج عنه أن أصبحت سوريا شبه محاصرة ، فمن الغرب ما زالت إسرائيل تحتل هضبة الجولان السورية، بينما أصبحت الولايات المتحدة تحتفظ بقوات عسكرية ضخمة على حدودها من جهة الشرق ، كما أخرج العراق من معادلة موازين القوى فى دائرة الصراع العربى الإسرائيلى ، الأمر الذى تسبب بحرمان سوريا والفلسطينيين من أى دعم محتمل كان يمكن الحصول عليه من العراق فى حال نشوب حرب إقليمية.

وهنا تقفز عدة تساؤلات تثير حيرة الكثيرين " هل معنى ما سبق أن سوريا ستواصل التزام الصمت تجاه الاستفزازات الإسرائيلية ، وهل تمتلك أوراقا مؤثرة يمكن أن تردع إسرائيل عن مواصلة تلك الاستفزازات في المستقبل أو تشكل دعما لها فى حال نشوب حرب ؟ ".

يكاد يجمع المراقبون على أن حالة اللاسلم واللاحرب بين سوريا وإسرائيل لن تستمر طويلا ، فالحرب رغم أن سوريا لاترغب بها لإدراكها لصعوبة الأوضاع الإقليمية وهيمنة أمريكا على العالم وغلبة ميزان القوة لصالح إسرائيل إلا أنها قد تكون مرغمة عليها في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة واستغلال إسرائيل الفرصة لشن هجوم سريع على سوريا يعوض خسارتها فى الحرب الأخيرة مع حزب الله .

وهناك أيضا ملف المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريرى التي قد تجد سوريا نفسها مضطرة معها إلي محاولة خلط الأوراق عبر إشعال هضبة الجولان خاصة إذا اقتنعت أن المحكمة جرى تسييسها لإدانة مسئولين سوريين .

وبالإضافة إلى ماسبق فإن استثناء سوريا من مؤتمر السلام الذى دعا إليه الرئيس الأمريكى جورج بوش فى نوفمبر المقبل واحتمال التوصل لاتفاق بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس وإسرائيل قد يضعها فى موقف حرج يضطرها لإعادة طرح قضية هضبة الجولان المحتلة بقوة عبر سلسلة عمليات فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي هناك بهدف إجبار تل أبيب على العودة إلى طاولة المفاوضات كما كان الحال فى مؤتمر مدريد بهدف التوصل لاتفاق سلام .

مفاجآت فى انتظار إسرائيل

ورغم أن سوريا قد فقدت الكثير من أوراق اللعبة فى السنوات الأخيرة ابتداء بانهيار أكبر حلفاءها وهو الاتحاد السوفيتى ووقع هجمات 11 سبتمبر 2001 ووضعها في خانة محور الشر مع إيران واضطرارها للانسحاب من لبنان الذى كان يوفر لها عمقا استراتيجيا فى مواجهة التهديدات الإسرائيلية بالإضافة إلى وصف حركات المقاومة بالإرهاب وتحولها لعبء بعد أن كانت ورقة مساومة لاستعادة الجولان دون حرب ، إلا أنها مع ذلك بحسب المراقبين مازالت تمتلك أوراقا مؤثرة يمكن أن تشكل عنصرا حاسما فى أى مواجهة عسكرية محتملة.

أبرز تلك الأوراق هو أن أى هجوم عليها يعنى أن إسرائيل قد تضطر للحرب فى أكثر من جبهة ، فحزب الله لن يقف مكتوف الأيدي إن جري استهداف إسرائيلي لسوريا لأن هذا معناه القضاء على أكبر الداعمين له وبالتالى إضعافه ، وهو قادر علي إنزال ضربات موجعة في العمق الإسرائيلى مثلما حدث في حرب صيف 2006 ، كما أن جبهة غزة هى الأخرى لن تكون هادئة وسيكون هناك تصعيدا عسكريا من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية بالنظر إلى تواجد العديد من المنظمات الفلسطينية فى الأراضى السورية ، كما أن إيران أعلنت مرارا مساندتها لسوريا فى مواجهة أى اعتداء إسرائيلى وهى قادرة على تزويدها بصواريخ شهاب - 3 بعيدة المدى على جناح السرعة.
إيران تعهدت بمساندة سوريا

وبالإضافة إلى ماسبق ، فإن سوريا منذ غزو العراق وتصاعد الضغوط الأمريكية عليها للتخلى عن دعم حركات المقاومة وهى تعى جيدا أنها قد تكون الهدف التالى خاصة وأن واشنطن أصبحت تتحرك من منطلق عقائدى وليس عقلانى بالنظر إلى سيطرة المحافظين الجدد على الإدارة الأمريكية ولذا سعت لتطوير قواتها المسلحة لمواجهة الخطر المزدوج المتربص بها وهو الولايات المتحدة وإسرائيل التى تعمدت إهانتها أكثر من مرة عبر اختراق مجالها الجوى.

وكما يقول المثل الشعبى " رب ضارة نافعة " فقد اعتبر حادث تحليق مقاتلات إسرائيلية فوق القصر الرئاسى الذى كان يتواجد فيه الرئيس بشار الأسد في اللاذقية في 28 يونيو 2006 بمثابة شرارة التغيير في الاستراتيجية العسكرية السورية التى طالما ركزت على اقتناء الأسلحة للدفاع عن الأراضى السورية فقط ، حيث انتقلت لمرحلة أخرى تركز على ضرورة إسقاط الطائرات الإسرئيلية قبل أن تصل الحدود السورية بالإضافة إلى تهديد العمق الإسرائيلى عبر التركيز على تحديث منظومة الصواريخ وجاءت حرب 12 يوليو 2006 أيضا لتؤكد لسوريا ضرورة الإسراع في هذا الأمر بعد أن فضح حزب الله الجيش الإسرائيلى الذى لم يتمكن من صد صواريخ حزب الله طيلة 33 يوما هى مدة الحرب .

وفي هذا السياق ، ذكرت صحيفة الراية القطرية نقلا عن مصادر عسكرية غربية أن القيادة السورية باتت تركز في عمليات البناء العسكرى علي مايمكن وصفه ب "قدرات الحرب غير المتماثلة " ، ولذا سعت مؤخرا للحصول على الصواريخ الباليستية بعيدة المدى بهدف بناء ذراع هجومية وتحييد التفوق التقليدي الإسرائيلي .

وبالفعل وقعت سوريا في مارس 2007 اتفاقا مع روسيا بلغت قيمته المالية قرابة البليون دولار وتحصل دمشق بمتضاه على صفقة صواريخ باليستية من طراز اس اس اكس 26 ( اسكندر) التى يصل مداها إلى حوالى 300 كلم والتى تمكن سلاح الدفاع الجوي من التصدي للطائرات الإسرائيلية قبيل دخولها الأجواء السورية ، بالإضافة إلى أنها قادرة على الوصول إلى أى منطقة داخل إسرائيل وحتى مفاعل ديمونا فى صحراء النقب كما أنها مزودة بقدرة مناورة وشبكة تمويه تمكنها من التهرب من الصواريخ المضادة للصواريخ .

وفى تعليقها على تلك الصفقة ، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن هذه النوعية الجديدة من الصواريخ قادرة على تهديد التفوق الجوي الذي يميز سلاح الجو الإسرائيلي، ويضع أمامه العديد من التحديات الخطيرة ، محذرة من أن سوريا نشرت مؤخرا آلاف الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى على طول الحدود الإسرائيلية بما يجعل كل الشمال الإسرائيلي تحت رحمة النيران السورية.

وقبل الصفقة الأخيرة ، حصلت سوريا من روسيا أيضا على صواريخ كتف مضادة للطائرات من طراز اس أي 18 وتعرف باسم "ايجلا " وهو ما أثار فزع إسرائيل خشية وقوعها في أيدى حركات المقاومة في لبنان وفلسطين بالنظر إلى أن الصاروخ من هذا الطراز يحمله شخص واحد ويستطيع من خلاله إسقاط الطائرات العامودية والحربية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تصل إلى 3.5 كم في مدى أكثر من خمسة كم ورأسه الحربي متطور بحيث يستطيع التخلص من وسائل التضليل والتشويش ، وبالتالى فإنه يهدد حرية عمل الطائرات الإسرائيلية .

وبالإضافة إلى ماسبق ، فإن سوريا تمتلك حاليا أيضا شبكة صواريخ مضادة للطائرات من طراز فنتسير اس 1 التى تعتبر الأكثر تطوراً في العالم و أعدت لاسقاط طائرات ومروحيات وطائرات بدون طيار وصواريخ كما تستطيع ضرب عشرين هدفاً في الوقت ذاته .

وتضاف تلك الصواريخ المتطورة إلى صواريخ سكود القديمة التي حشدها الرئيس السابق حافظ الأسد والتى لن تسطيع إسرائيل بحسب الخبراء العسكريين أن تبطل فاعليتها كلها أو حتى القليل منها في حال نشوب الحرب بالنظر إلى أنها مزودة برؤوس حربية كيميائية وبيولوجية أيضا وتستطيع أن تصيب سكاناً كثيرين داخل إسرائيل ، كما أنها وضعت في غرف ومخابئ سرية.

وبالنسبة لتطوير القوات البرية فإن سوريا لم تغفل هذا الجانب أيضا ، فركزت على إعطاء الأولوية لوحدات الكوماندوز والقوات الخاصة التي يمكن استخدامها في الدفاع عن الأهداف الرئيسية في سوريا والتي قد تتعرض لهجمات مفاجئة من جانب إسرائيل ، ويتسلح الكثير من هذه القوات بقدرات متطورة في مجال الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات والأسلحة المحمولة الحديثة الأخري، والتي تتيح لهذه القوات الانتشار بسهولة وفاعلية دون الاعتماد علي الأسلحة الثقيلة الأخرى التي يمكن لإسرائيل استهدافها بسهولة أكبر، بالإضافة إلى الحفاظ علي قوات كبيرة من دبابات القتال الرئيسية باعتبارها رادعا لأية محاولة إسرائيلية لاختراق الأراضي السورية.

القوات السورية في حالة تأهب
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير لها في 2 ماس 2007 إلى أن هناك مخاوف داخل إسرائيل من احتمال قيام روسيا مؤخرا بتزويد سوريا بشبكة أسلحة مضادة للدبابات متطورة من طراز كرزنتما "اي.تي- 15" التى يصل مداها إلى ستة كيلو متر وتتمتع بحصانة من الوسائل المضادة فالصاروخ يطلق نحو الهدف ومطلقه غير ملزم بأن يبقى لمتابعة تحليقه ولذا يطلق عليه صيغة "اطلق وانسى" .

ووفقا للصحيفة فإن قلق إسرائيل يرجع إلى تجربتها أمام حزب الله في حرب تموز 2006 والخسائر الفادحة التي منيت بها الدبابات الاسرائيلية جراء صورايخ الكورنت التي استخدمها الحزب ولم يفلح التحصين في منع اختراقها، فيما أن الرأس المتفجر لصاروخ كرزنتما من نوع تندم هو رأس متفجر مزدوج يسمح للصاروخ بأن يتغلغل في التحصين المدرع للدبابات وفي الوقت ذاته يحطم أهدافا ثابتة كالخنادق والمباني وما شابه .

وجاء فى الصحيفة الإسرائيلية أيضا أن السوريين يبنون جيشهم بحيث تكون تحت تصرفه كتلة كبيرة من القوة المضادة للدبابات وهدفهم هو أن كل محاولة إسرائيلية للاقتحام بواسطة قوة برية إلى سوريا عبر هضبة الجولان ستصطدم بكمين مضاد للدبابات واحد كبير، كما أن سوريا تقوم ببناء نظام دفاعي على الحدود مع الجولان المحتل يشابه نفس الطريقة التي استخدمها حزب الله في مواجهة إسرائيل في حرب تموز عبر بناء الخنادق والممرات الأرضية المحصنة لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

وحذرت الصحيفة الإسرائيلية من أن هذه الثورة التي يجتازها الجيش البري السورى ستستكمل في غضون 3-4 سنوات ، قائلة :" وبعد ذلك سنرى جيشا بريا سوريا مختلفا عما عرفناه حتى اليوم".

وفى السياق ذاته ، حذرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في تقرير لها في 22 فبراير 2007 ، من أن الجيش السوري يتعاظم بشكل لاسابق له في الآونة الأخيرة بمساعدة مالية إيرانية ، مشيرة إلى أن سلاح البحرية السوري الذى أهمل على مدى سنوات طويلة تزود مؤخرا بصواريخ إيرانية - صينية هى ذاتها التى استخدمها حزب الله في حرب تموز
لتدمير بارجة الصواريخ الإسرائيلية "حنيت".

وفى محاولة منها للحد من تفوق سلاح الجو الإسرائيلي، حصلت سوريا مؤخرا على نحو 30 طائرة مقاتلة حديثة من طراز "سوخوي - 30 " الروسية ، كما حصلت أيضا على طائرات "ميج 31 إي" الروسية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بثلاث مرات وتستطيع ضرب أهداف متعددة فى آن واحد.

وفي تعليقها على تطور قدرات سوريا العسكرية ، كشفت صحيفة "الحقيقة الدولية " أن إسرائيل كانت على وشك استهداف مواقع سورية قريبة من الحدود اللبنانية مؤخرا بحجة أنها تستخدم لإسناد حزب الله ولكن نصيحة بريطانية نقلت على عجل إلى إسرائيل أفادت بأن سوريا لم تعد كما كانت عليه قبل عام فقط لأنها اليوم تملك ليس فقط وسائل الدفاع عن نفسها بل وأيضا وسائل الردع خصوصا فيما يتعلق بسلاحي البحر والجو وأن الطائرات الإسرائيلية التي تخترق المجال الجوي السوري قد لاتعود أبدا فضلا عن أن المطارات التي ستنطلق منها إذا ماعادت لن تكون قادرة على الهبوط فيها ثانية.

روسيا .. طوق النجاة

وبجانب القدرات العسكرية المتطورة ، فهناك متغير دولى مهم جدا بدأت تتشكل ملامحه مؤخرا ويصب فى النهاية بمصلحة سوريا ألا وهو سعى روسيا لاستعادة هيبتها فى العالم ، حيث تعكس السياسة الخارجية للرئيس الروسى الحالى فلاديمير بوتين المواقف السائدة فى الجيش والشارع الروسى المطالبة بمكانة محترمة لروسيا والعودة بها كما كان في الماضى كدولة عظمى.

وجاءت خطط واشنطن لبناء نظام دفاع صاروخى في أوروبا الشرقية على حدود روسيا لتدفع في هذا الاتجاه بعد أن أصبح أمنها القومى مهددا ولذا سارعت إلى إعادة تصويب الصواريخ الروسية العابرة للقارات نحو أوروبا الغربية واستئناف إنتاج القاذفات الإستراتيجية والصواريخ المتطورة والبحث عن قواعد وتسهيلات عسكرية في مناطق حساسة استراتيجياً بالنسبة للولايات المتحدة كالشرق الأوسط .

وهنا حدث مجددا التقاء في المصالح بين روسيا وسوريا كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفيتى السابق وخلال الحرب الباردة ، فدمشق حاليا تبحث عن قوة كبيرة تنقذها من العزلة الدولية المفروضة عليها جراء الضغوط الأمريكية ، فيما وجدت روسيا ضالتها لاستعادة قوتها في العالم وخاصة في الشرق الأوسط في سوريا .

ففى يونيو 2007 ، كشفت صحيفة " كومرسنت" الروسية أن موسكو تعتزم إقامة قاعدة بحرية دائمة في سوريا قد تعوض القاعدة التي تستأجرها حاليا في أوكرانيا بمنطقة القرم ، الأمر الذي سيؤمن لها موقعا استراتيجيا متقدما في البحر المتوسط.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا كانت منذ فترة تبحث عن حل بديل لقاعدة سيباستوبول الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والتي تستأجرها حتى العام 2017 وقد تضطر إلى مغادرتها ، وبالنظر إلى أن البحرية الروسية كانت تستخدم ميناء طرطوس كنقطة ارتكاز تقنية لسفنها الحربية في المتوسط منذ السبعينات فقد رأت أنه البديل المناسب .

ووفقا لما صرح به فلاديمير زيمين المسئول في سفارة روسيا بدمشق للصحيفة فإن موسكو بدأت أشغالا لتعميق ميناء طرطوس وتوسيع ميناء اللاذقية تمهيدا لاستخدامهما كقاعدة بحرية دائمة ، مشيرا إلى أنه لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ستنشئ روسيا قاعدة عسكرية خارج الحدود السوفيتية السابقة ، الأمر الذي سيتيح لها أن تلعب الدور السياسي الذي يناسبها في الشرق الاوسط.

وأكدت صحيفة " كومرسنت" استنادا لمسئول في وزارة الدفاع الروسية أن القاعدة البحرية الروسية الدائمة في سوريا ستكون محمية بنظام دفاعي روسي مضاد للطائرات من طراز اس-300بي ومو-2 فافوريت الذي يمكن أيضا أن يحمي قسما كبيرا من الأراضي السورية ، بالإضافة إلى أن تلك القاعدة ستساعد سوريا في جمع معلومات استخباراتية كثيرة عن إسرائيل.

وإذا تحقق هذا السيناريو فإن المنطقة ستكون بصدد تحالف استراتيجى سورى روسى في مواجهة التحالف الأمريكى الإسرائيلى وهو ما يضع عقبات كثيرة أمام أية مغامرة عسكرية قد تقدم عليها إسرائيل بدعم أمريكى ضد سوريا ، فروسيا قد تدخل على الخط لحماية مصالحها الجديدة فى المنطقة .

بالونة اختبار

ويتضح مما سبق ، أن سوريا مازالت تمتلك الكثير من الأوراق المؤثرة وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي الذى خاض مؤخرا مغامرة عسكرية فاشلة في لبنان عليه أن يستعد لدفع ثمن أكبر فى حال نشوب مواجهة بينه وبين الجيش السورى.

ويبدو أن الانتهاك الإسرائيلى الأخير لم يكن ببعيد عن المخاوف الإسرائيلية المتصاعدة من تصاعد قدرات سوريا العسكرية .

وكان ناطق عسكرى سورى قد أعلن في 6 سبتمبر 2007 أن الطيران المعادي الإسرائيلي تسلل إلى الأجواء السورية قادما من جهة البحر المتوسط باتجاه الحدود الشرقية السورية خارقا جدار الصوت ، مؤكدا أن الدفاع الجوي أجبر هذه الطائرات على المغادرة بعد أن ألقت بعض ذخائرها دون أن تلحق أي أضرار بشرية أو مادية، دون أن يشير إلى طريقة التصدي وما إذا كانت بالمضادات الجوية أو صواريخ أرض جو المضادة للطائرات.
خسائر إسرائيلية فادحة في حرب تموز
وحذر المتحدث حكومة إسرائيل من هذا العمل العدواني السافر وأكد أن دمشق تحتفظ لنفسها "بحق الرد الذي تراه مناسبا".

وأشار مراقبون إلى أن الاستفزاز الأخير قد يكون الهدف منه هو رغبة إسرائيل في معرفة مدة قوى الدفاعات السورية بعد صفقات الصواريخ التى حصلت عليها من روسيا مؤخرا .

وتدعم التصريحات التى خرجت من تركيا هذا الاحتمال حيث أعلنت مصادر عسكرية تركية أن الجيش التركى عثر على خزانات وقود في محافظتي هطاي وغازي عنتب التركيتين المتاخمتين للحدود مع سوريا .

ووفقا لتلك المصارد فإن التقييمات الأولية للجيش التركي ترجح أن تكون هذه الخزانات تابعة للطائرات الاسرائيلية التي خرقت المجال الجوي لسوريا ، وأن الاحتمال الأرجح الآن هو أن تكون الطائرات الإسرائيلية قد تخلصت من هذه الخزانات بعد فرارها من الأراضي السورية بسبب تصدي مضادات الدفاع الجوي السورية لها.

يذكر أن انتهاك 6 سبتمبر سبقه انتهاكات إسرائيلية كثيرة أبرزها في 28 يونيو 2006 عندما حلقت أربع مقاتلات إسرائيلية فوق قصر للرئيس السوري بشار الأسد في مدينة اللاذقية الساحلية شمال غرب سوريا وكان الأسد بداخله بالفعل .

وعزا مراقبون هذا الانتهاك الصارخ إلى رغبة إسرائيل في الضغط على الرئيس السوري في إطار سعيها لتأمين إطلاق سراح جنديها جلعاد شاليط الأسير لدى مسلحين فلسطينيين في غزة منذ 25 يونيو 2006 .

كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي في الخامس من أكتوبر 2003 غارة على مخيم قالت إسرائيل إنه عائد لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على بعد 15 كم من دمشق عقب تبني الحركة حينها عملية فدائية خلفت 19 قتيلا.

كما هددت إسرائيل أكثر من مرة باغتيال مسئولين فلسطينيين في دمشق وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

وجرى أيضا تبادل لإطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والقوات السورية فى مرتفعات الجولان فى 8 يناير 2003، والذى كان الأول من نوعه منذ انتهاء حرب 6 أكتوبر 1973 التى لم تستطع سوريا خلالها استعادة الجولان ، وأسفر الاشتباك عن مقتل جندى سورى .

وعبرت التصريحات شديدة اللهجة التى أدلى بها المسئولون السوريون مؤخرا عن وعى سوريا بالرسالة من تلك الاستفزازات واستعدادها لمواجهتها ، فقد صرح نائب الرئيس السورى فاروق الشرع منتصف أغسطس الماضى بأن سوريا لا تريد الحرب وإسرائيل تعرف ذلك، لكن سوريا تستعد لأنها عرفت ولمست أن إسرائيل تريد أي ذريعة لتشن الحرب كما حصل فى تموز 2006 .

وأضاف الشرع الذي كان يتكلم أمام صحفيين سوريين بمناسبة عيدهم السادس عشر: "يجب أن نكون على استعداد لمواجهة أي احتمال" ، موضحا أن رفع شعار "السلام خيار استراتيجي" يعني أن السلام هو خيار من خيارات عدة، وأن لاأحدا في سوريا ألغى الخيارات الأخرى".

وفى تعليقه على انتهاك إسرائيل للأجواء السورية في 6 سبتمبر 2007 ، قال وزير الإعلام السوري محسن بلال إن العملية العدوانية تؤكد على الغدر وأن إسرائيل لاتريد السلام، وأشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد قال عند أدائه القسم في ولايته الجديدة إن الأشهر الأخيرة من 2007 قد تكون مصيرية للمنطقة والعالم .

ووفقا لبلال فإن الرئيس الأسد كرر أنه لايثق بحكومة إسرائيل لأنها تقول شيئا وتفعل عكسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.