في الوقت الذي يتبني رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان موقفا متشنجا من ثورة30 يونيو ويصفها بالانقلاب العسكري علي ما يصفه بالرئيس الشرعي محمد مرسي المخلوع بناء علي رغبة شعبية جارفة من الشارع المصري. الذي تدافع بعشرات الملايين للتعبيرعن رفضه لحكم الإخوان والتي لم يجد الجيش بدا من الانتصار لها حقنا للدماء التي كان من المتوقع إراقتها في مواجهات مجنونة بين مؤيدي المخلوع ومعارضيه, أجده يلتزم الصمت حيال الاعتداء الإسرائيلي الغاشم علي سوريا انتهازا للحرب الدائرة هناك بين الجيش النظامي الداعم لحكم الديكتاتورالسوري بشارالأسد والمعارضة المسلحة منذ أكثر من عامين. رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بررالاعتداء علي سوريا بزعمه أنه لن يسمح بحصول حزب الله اللبناني علي أسلحة خطرة وذلك عقب غاراته علي اللاذقية شمال سوريا التي استهدفت شحنة من الصواريخ الروسية المتطورة( ياخونت) المضادة للسفن. يبدو أن أردوغان أصيب بحالة من ضعف الإبصار حالت بينه وبين مشاهدة أكثر من30 مليون متظاهر معارض لحكم المرشد في مصر خرجوا في كل المحافظات في وقت واحد وهي تلك الملايين التي تجب شرعية أي صندوق بموجب الشرعية الثورية, مثلما حالت بينه وبين متابعة الاعتداءات الإسرائيلية علي سوريا التي يمارس جيشها عملية إبادة منظمة بحق الشعب السوري. نموذجان للجيوش العربية.. أحدها تفرغ لقتل المواطنين السنة والآخر انحاز لشعبه لحقن دمائه, ومع ذلك لم ير أردوغان في قاموس اللغة سوي كلمة الانقلاب لوصف الجيش الأكثر نبلا في المنطقة. لست بصدد الدفاع عن جيش بشار ولا عن حزب الله اللذان تلطخت أيديهما معا بدماء السوريين السنة, ولكني أتعجب من موقف رئيس الوزراء التركي من جيش مصر الذي يضم خيرأجناد الأرض. أردوغان يردد مقولة شرعية الصندوق بقوله: حاليا رئيسي في مصر هو مرسي لأنه انتخب من الشعب, ويتعامي عن شرعية الثورة التي قادها الشعب والتي جاءت بمرسي إلي سدة الحكم من خلال الخطوة نفسها التي اتخذها الجيش المصري عندما قرر تنحية مبارك! الحالة المسيطرة علي أردوغان بإعلانه موقفه المتشنج من الجيش المصري دفعته إلي التخلي عن مقتضيات الخطاب الرسمي كقائد لدولة إقليمية كبري والتورط في التدخل في الشأن الداخلي المصري بصورة وإن كانت ترضي التيار الديني المؤيد لحكم الإخوان فهي ولا شك تغضب عشرات الملايين من الرافضين لحكم الجماعة, ودفعت بآلاف الأتراك إلي الاحتشاد في اسطنبول استجابة لدعوة حزب اسلامي تركي للتعبير عن دعمهم للرئيس المخلوع! [email protected] رابط دائم :