لكن في2002 غير وجه كينيا بتحالفه و الوقوف بقوة خلف كيباكي الرئيس الحالي, والذي فاز في تلك الانتخابات علي مرشح الحزب الحاكم أهورو كينياتا, وبذلك يرجع الكثيرون إلي أودينجا الفضل في إنهاء أسطورة' الاتحاد الوطني الإفريقي والذي حكم كينيا منذ الاستقلال عام1963 يزور مصر هذه الأيام السيد رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا والذي ولد في يناير1945, ومن الطريف أن نذكر أن لديه أربعة أطفال أطلق علي أحدهم فيدل علي اسم فيدل كاسترو, و الآخر ويني علي اسم ويني مانديلا, وأبوه هو جاراموجي أوجينجا أودينجا أول نائب رئيس جمهورية في كينيا بعد الاستقلال, ممثلا لقبائل اللوو مثلما كان رئيس كينيا جومو كنياتا ممثلا لقبائل كيكويو, ووفقا لتقاليد القبائل فالزعيم الروحي لا يمكن أن يكون زعيم القبيلة سياسيا, لذلك تخلي أودينجا عن منصب زعيم القبيلة, وفي نفس السنة انتخب عضوا في المجلس التشريعي عن دائرة نيانزا الوسطي, وقام بتأسيس أول مكتب لحركة تحرير الشعب الكيني بمقر الجمعية الإفريقية بالقاهرة, والتي كانت تتبني جميع حركات التحرر الإفريقية وتناصر الشعوب الإفريقية من أجل تحقيق الاستقلال لدول القارة وذلك عام1955, حيث حضر إلي القاهرة والتقي بمحمد فائق وقاما بتدشين مكتب الاتحاد الوطني الكيني, وعاش بالقاهرة وحمل جواز السفر المصري الذي منحه له الرئيس عبد الناصر هو وابنه رئيس الوزراء الحالي حتي يتمكنا من التحرك بحرية. أما بالنسبة للابن رئيس الوزراء الكيني الحالي الذي يحمل مثل أبيه جواز سفر مصريا فقد وصل إلي رئاسة الوزراء في إبريل2008, رغم أنه خسر الانتخابات الرئاسية كمرشح في2007, أمام مواي كيباكي إلا أن الأخير كلفه بتشكيل الحكومة, و أمضي في السجن9 سنوات وهو ما جعله قريبا ومحبوبا من المهمشين الكينيين, ويستمد رايلا قوته الحقيقية من قبيلته( لوا) ثالث أكبر عرقية في البلاد من حيث السكان بعد الكيكويو و اللهيا, وهي ذات أصول نيلية تنحدر من بحر الغزال في جنوب السودان, واشتهر أودينجا بحنكته في عقد التحالفات الانتخابية, حيث انتخب عام1992 نائبا بالبرلمان عن دائرة لانجاتا, وهي من أفقر مناطق العاصمة معروفة بحي الصفيح بينما خاض السباق الرئاسي لأول مرة عام1997 ولم يحالفه الحظ, ولكن في2002 غير وجه كينيا بتحالفه و الوقوف بقوة خلف كيباكي الرئيس الحالي, والذي فاز في تلك الانتخابات علي مرشح الحزب الحاكم أهورو كينياتا, وبذلك يرجع الكثيرون إلي أودينجا الفضل في إنهاء أسطورة' الاتحاد الوطني الإفريقي' والذي حكم كينيا منذ الاستقلال عام1963, وتنقل أودينجا بين عدة وزارات, وفي أواخر2005 اختلف مع كيباكي بسبب معارضته مشروع دستور ناضل لإسقاطه, وهو ما نجح فيه, حيث تم رفضه من قبل60 في المائة من الكينيين, وهو ما شكل ضربة قوية لكيباكي وأسس بعدها أودينجا حركته الإفريقية. ما سبق كان جزءا من سيرة رئيس الوزراء الكيني الذي يحمل جواز سفر مصريا, وأن يكون رئيس الوزراء الكيني يحمل جواز سفر مصريا فإنما هذا تعبير عن تلك العلاقة الخاصة بين مصر والدول الإفريقية وذلك الرصيد الهائل مع كل الدول, والتي ساعدتها في حركات تحررها, هذه العلاقة الخاصة ينبغي البناء عليها اوالتذكير بها للبناء عليها, نذكر بها أنفسنا ونبني عليه مع تحفظنا علي الموقف الكيني من التوقيع علي الاتقاقية الاطارية بعد ان اتخذت كينيا موقفا مختلفا عن الدول الاربع في البداية, الااننا نرحب برئيس وزرائها الذي حمل يوما جواز سفر مصريا.