أدي اندلاع موجة العنف في اعقاب الاعلان عن النتائج الرئاسية في كينيا الي اعمال شغب واسعة النطاق ادت الي تحطم ونهب المتاجر وتوقف جميع اشكال الانشطة الاقتصادية والمالية في العاصمة نيروبي وبعض المدن المجاورة. وذكرت صحيفة هيرالدتريبيون ان الانشطة المالية والاقتصادية اصيبت بالشلل، وتوقفت التعاملات في اسواق البورصة بأنواعها امس الاربعاء. ويتوقع محللون ان تتراجع العملة المحلية "الشلن" والتي كانت قد شهدت تحسنا تدريجيا منذ بداية العام الماضي وذلك بصورة حادة مقابل الدولار بسبب العنف الذي لاحق الانتخابات وادي لمقتل 250 شخصا، وقال محلل مالي ان الشلن سوف يتراجع بشكل حاد بالتأكيد، واشار الي ان المهم هو وجود مستوي من السيولة في الاسواق. وقال مسئولون إن التجارة عبر البلاد في جميع القطاعات ستضار في حالة تواصل اعمال الفوضي التي ادت الي تهجير عشرات الآلاف من الاسر وتناقص حاد في الاغذية والامدادات. وتم تأجيل مزاد بيع الشاي الذي تشتهر كينيا بإنتاجه الي اجل غير مسمي. وقالوا: وفقا للظروف الحالية سوف يتم تأجيل عمليات البيع والشراء وفي حالة عودة الظروف الي الاستقرار سنعاود نشاطنا. والمعروف ان كينيا هي اكبر مصدر في العالم للشاي الاسود. وكانت اعمال الشغب قد اندلعت في كينيا في اعقاب اعلان لجنة الانتخابات فوز كيباكي 76 سنة بمنصب الرئاسة علي حساب مرشح المعارضة او كما يسمي رئيس الشعب اودينجا 62 سنة والذي رفض عرضا "حكوميا" للتفاوض علي تقاسم السلطة. وبدا الوضع مروعا في نيروبي في بداية العام الجديد رغم ان منازل الاغنياء لم تتعرض بشكل منظم لاعمال نهب الا ان المتاجر تكاد تنفد منها الاطعمة. وانتقدت اثنتان من كبري الدول المانحة للمعونات لكينيا اعمال الشغب وهما الولاياتالمتحدة وكندا. وقال بيان صادر عن الحكومة الامريكية ان العملية الانتخابية شابها الكثير من العيوب والتلاعبات الفاضحة. وهناك مخاوف في حالة استمرار هذه الاوضاع لهروب الكثير من الاستثمارات الاجنبية وتوقف انشطة القطاع السياحي الذي يمثل مكونا رئيسيا للناتج المحلي الاجمالي في كينيا. كما يتوقع ان تقلل بشدة هذه الاعمال من ثقة المستثمرين في الدولة التي كانت تمثل قصة نجاح سوق افريقية ناشئة وسقط نحو 250 قتيلا في الازمة الناشبة في البلاد منذ اعلان فوز الرئيس مواي كيباكي يوم الاحد الماضي بأغلبية ضئيلة. وقالت المعارضة ان الانتخابات تم تزويرها وقال مراقبو الاتحاد الاوروبي انها افتقرت للمصداقية. وكان قد نسب الفضل الي كيباكي في تحويل اكبر اقتصاد في شرق افريقيا من وضع كارثي الي تحقيق معدل نمو يبلغ في المتوسط 5% منذ عام 2002 واشيد بنجاح البلاد كنموذج لاتجاه اوسع نطاقا في افريقيا وارتفع سعر الشلن الكيني بنسبة 9% امام الدولار هذا العام، وصنفت مؤسستا فيتش وستاندارد اند بورز للتصنيف الائتماني الجدارة الائتمانية لكينيا بدرجة "بي موجب" مشيرتين الي تنوع اقتصادها المتوقع ان يكون قد نما بمعدل 7% عام 2007. لكن الان من المتوقع الا يقبل المستثمرون عليها. وقال بيت سيجينثالر كبير المحللين في تي. دي سيكيوريتيز في لندن: "الاحداث في كينيا ستحبط البعض اذ انها من الاسواق الافريقية التي كان المستثمرون يركزون عليها في بحثهم عن اسواق جديدة". واضاف: "ليس هناك الكثير من الدول في افريقيا التي تملك بنية اساسية علي درجة عالية من اللياقة وكينيا من هذه الدول، وسيذكر ذلك الناس ان الاستثمار في الاسواق الناشئة ليس امرا سهلا ومباشرا". واغلقت الاسواق في كينيا بمناسبة رأس السنة وفي حالة معاودتها لنشاطها يتوقع ان تتراجع اسعار الاسهم والعملة بحدة.