أغرب حكاياتي مع الطيور.. هي الحكاية الخاصة بهذا العصفور صديقي صاحب الساق المكسورة.. الذي وقف أمامي وحيدا بعد أن إنتهت الطيور من الطعام.. والشراب.. وطارت الطيور إلي أشجارها.. وطار معها العصفور.. والعصفورة.. أصحاب قصة الحب الشهيرة التي شاهدتها لهما.. وهما يقفان أمام بعضهما والعصفورة في فمها قطعة عيش لم تستطع أن تبلعها.. وأسرع عصفورها إليها.. وأمسك قطعة العيش بمنقاره.. ثم يقدمها لها وهو ممسك قطعة العيش بمنقاره.. عدة مرات وهي تلتقط جزءا من قطعة العيش من منقاره.. حتي بعد أن كررت لقاء منقارها بمنقار عصفورها.. واستطاعت أن تأكل قطعة العيش.. ثم عبرت عن سعادتها بأجنحتها.. وطارا هما الإثنان.. إلي حيث عشهما بين فروع الأشجار.. التي تملأ جنبات الشارع الذي أسكن فيه. وفجأة وجدت صديقي العصفور الصغير يقف وحيدا.. ناظرا إلي.. ويقف علي رجل واحدة.. لأن الثانية مكسورة.. فأسرعت بإحضار شريط ومرهم لعلاجه أعطاني إياها صديقي الطبيب البيطري.. ومددت يدي إلي صديقي العصفور.. وأشرت له أن يجلس عليها.. وقلت له.. سأعالج الكسر الموجود في ساقك ولاتخف.. فتقدم وجلس في يدي.. وبدأت في وضع المرهم بحنان الأطباء.. وحب الأصدقاء.. وبدأت في عمل مساج لساقه.. من خلال الجزء المصاب..عدة مرات.. وهو صامت.. وإن بدا في عينيه إحساس الألم.. وبعد التدليك.. فردت ساقه.. ووضعت الرباط الطبي علي الجزء المكسور.. وفردت ساقه.. وطاوعني بألم.. ثم خرج من يدي ووقف علي ساقيه. ونظر إلي نظرة شكر.. وإعجاب.. وذهب يسير في البلكون بهدوء.. كأنه يقوم بالتدريب علي السير السليم.. وقد كان سيرا سليما.. ونظر إلي نظرة شكر.. وأخذ يقبل بمنقاره كف يدي.. وأنا أطبطب عليه. وكان الوقت ليلا.. وكنت قد جلست في إنتظار القرار المهم.. والخاص بثورة الشعب.. والذي سيلقيه.. قائد الجيش بعد فترة مناقشة مع طوائف من الشعب.. لوضع قواعد السير بالبلاد في الفترة القادمة.. وبعد إعلان القواعد.. وأنا أسمعها وأراها علي شاشة التليفزيون مع ثوار مصر.. ولم أجد نفسي وأنا أسمع البيان يلقيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد القوات المسلحة.. وحوله شركاء الأمر.. فصرخت فرحا.. وملأت صرخات الشعب المصري فضاء السماء.. وجنبات البيوت وسكانها وأسرعت إلي البلكونة.. وفجأة وجدت صديقي العصفور المصاب.. يقف بجواري.. ويصدر صوتا جميلا يعبر به عن فرحته.. وينادي باقي الطيور التي أتت بكثافة وبأعداد كثيرة.. وانطلق صديقي إليها.. وأخذت الطيور تدور خلفه وهو طائر في دائرة وكل الطيور تصدر أصوات فرح جميل تشاركني فرحتي.. أنا وشعب مصر بأكمله بالحدث التاريخي.. والطيور تدور في دوائر جميلة.. وأضاءت الصواريخ الخاصة بالإحتفالات ترسل أضواءها علي هذه الدائرة التي يقودها صديقي العصفور الصغير.. وتعلن كل الطيور عن فرحتها لتشارك.. كل شعب مصر فرحته الكبري.. وأنا أقف مبهورا بهذا الحدث.. وهذا الإحتفال الكبير من الشعب.. وطيوري الصديقة. ونظر إلي صديقي النجم.. وقلت له.. أنت فعلا عشت مع غرائب الطيور.. بأحداث أكثر من غريبة.. ولكن كانت نهاية الرحلة أعظم نهاية في تاريخ الشعوب.. وعشتها أنا أيضا.. وإشتركت فيها طوال أيامها!! رابط دائم :