طبعا ما أحلى وأجمل العصافير وزقزقة العصافير وألوان العصافير وشكلها وهى تطير فى جماعات أو فرادى.. والدارس للطيور يعرف أنها أنواع وعائلات وألوان من أول المكاوات وهى البغبغانات الآسيوية إلى العصافير الكناريا الرقيقة.. لكننى لا أكتب دراسة عن العصافير الطيور الرقيقة الجميلة التى قد أظلمها فى مقالى هذا فهى ليست السبب فيما نحن فيه. وأى شعب تريد أن تبعده عن مشاكله الأساسية أوجد له عصفورة ينظر إليها وأخذه من حياته وصراعه اليومى من أجل لقمة العيش إلى العصفورة المناسبة له لينشغل بها وينسى حاله ويعيش باصص لعصفورة طائرة أى حكاية كانت أو مشكلة صارت وأغرقه لأذنيه حتى لا يرى الحقيقة ولا يرى ما هو فيه من جهل ومرض وفقر الذى تغرق فيه مصر لأكثر من قرن.. ومشكلة المشاكل أن بعض الشعوب فاهمه كده لكن تقول إيه ناس أتعودت على التوهان والعيش فى الأوهام التى يصنعها الساسة والحكام.. أنظر مثلا فيما يحدث منذ أكثر من ستين عاما بين العرب والفكر الصهيونى ألم نزال ننظر للعصفورة وهم كبروا وترعرعوا وأصبحوا دولة ذات أنياب وأظافر وقوى لا يستهان بها وألتهمت أراضى وقرى وأكلت وأنهكت القوة العربية وشغلتهم ينسون قضاياهم الأساسية فى التنمية والتطور وإصلاح حال بلدانهم وحماس تتخانق مع فتح.. وفتح مش راضية لتقبل بشروط حماس وبص العصفورة.. والعرب كلهم ناسيون أن الحل فى أيديهم أنهم بدلا من النظر للسماء ينزلون إلى أرض الواقع لحل المشكلة على طاولة المفاوضات والليونة المطلوبة حتى نخلص من العصفورة الصهيونية التى كبست على قلوبهم لأكثر من ستين عاما بلا حل حقيقى وحتى تعيش الشعوب لمشاكلها التى أخرتها عن قطار التطور والتقدم والتنمية والحداثة فما زالت الشعوب العربية تعيش فى قرون سابقة والغرب يجرى ويجرى الى كل مناحى التقدم ونحن نخطو بخطوات السلحفاة. وبص للعصفورة وكل إنسان له العصفورة الخاصة به التى يمكن أن تشغله عن حقيقة همومه وليست الشعوب فقط التى تعامل بهذا المنطق من أعدائها.. وقد صادفت كثير من الأشخاص النابغين والذين كانوا يمكن أن يكونو ا فى أعلى الصفوف لكنهم وقعوا فى هذا الفخ.. وانشغلوا بأشياء تافهة أو حتى أشياء غير تافهة، لكنهم غرقوا فى النظر للعصفورة ونسيوا حقيقة الدور المطلوب منهم من التطور والعمل ومزيد من الجهد وتاهت أحلامهم وتاهوا وفقدوا بوصلة طريقهم وخليهم مع العصفورة.. وعصفورتهم ممكن تكون حب من طرف واحد ولا حب فاشل أو حلم أكبر من قدراتهم الحقيقية.. أو الرغبات المستحيلة التى لاتتحقق إلا فى الخيال ويهربون للخيال ولا يعيشون الحياة فيحرمون من التعامل مع الواقع بحلوه ومره والمعاناة التى تجعل للحياة طعما ولونا ورائحة.. والجهد فى الحصول على أبسط الأشياء ويجعل لها طعما والنجاح الذى بالكد والعرق وليس بجهد الآخرين وعرقهم وتعبهم. وفخ العصفورة سهل قوى صنعه وسبكه وتلبيسه لأى إنسان تريد أن تقضى عليه أو حتى شعب تريده فى الحضيض.. وهناك مؤسسات عالمية كبرى تجرى الدراسات والبحوث ليل نهار ومتخصصة فى مجال صنع العصافير كل شعب على مقاسه والمناسب له ثم إطلاق العصفورة فى سماء هذا الشعب وبص على العصفورة وأغرق وأنسى.. وزمان زمان استخدموا المخدرات والمسكرات والمنومات والمدهولات ,والدارس للتاريخ يعرف أن الصين يوما غرقت وكانت عصفورتها الأفيون وعندما دخلت فى حرب شرسة مع هذا المخدر وقضت عليه حتى أنها كانت تعدم الأفيونجية واستطاعت أن تنهض وتصبح من أسياد العالم الآن.. وفى مصر العصافير كثيرة ومستورد ومحلى وبعضها حقيقى وبعضها تيوانى مضروب لكن هل الشعب واع لذلك .. هل الدولة واعية لذلك؟ هذا هو السؤال. وأنا شخصيا ألفوا لى سيناريوهات كثيرة مليئة بالعصافير من كل لون وكل نوع وكل شكل وكلها كانت رديئة لأن الله كان دائما الى جوارى ومعى.. وليت عدد كبير من الشباب يقرأ ما كتبته هنا لأن منهم من هو غرقان وباصص على عصفورة أو حتى حبة عصافير فيأخذ حذره ويعيش على أرض الواقع ويجتهد لصنع حياة أفضل.