أصبح العصفور الصغير صاحب الساق المكسورة.. وأحد أهم الطيور الصديقة التي تلازمني في الصباح.. السادسة صباحا.. موعد الغذاء الخاص به وبزملائه الطيور.. الذين اذا تأخرت عليهم بسبب نومي مجهدا من العمل ليلا.. فتبدأ الطيور أولا بالنداءات بأصواتهم لبعضهم بعضا لحضور الافطار.. وفي نفس الوقت لايقاظي.. وعندما لاتؤثر أصوات ندائهم لبعض في ايقاظي.. وهم في بلكونة حجرتي.. تبدأ الطيور في النقر علي زجاج أبواب البلكونة السميكة.. كل طائر بمنقاره علي التوالي.. في نعمة غريبة وكأنها عزف علي آلات موسيقية.. وكأنهم حريصون علي ازعاجي.. فأنا بالنسبة اليهم صديق حميم.. فأقوم من نومي.. وأفتح زجاج البلكونة.. وأقوم بتحيتهم.. بجمل وكأنهم بشر مثلي.. صباح الخير.. أسف علي تأخري.. وأسرع باحضار الماء لأملأ الوعاء وأجلس أمام الباب من داخل الحجرة.. وأمامي وعاء بلاستيك لونه أحمر تعودوا عليه.. وأبدأ في تقطيع بعض الأرغفة الفينو.. أقطعها الي أجزاء صغيرة جدا.. وأهرسها بيدي.. فتصبح سهلة الأكل بالنسبة لأفواه الطيور.. وتبدأ عملية الأكل.. والشرب. وأنا أتأمل كل تحركات طيوري الحبيبة وهي تأكل وتنقر العيش بمنقارها.. وأشاهد مشهدا رائعا.. أمامي.. عندما أخذت احدي العصافير الجميلة قطعة عيش بمنقارها.. وصعدت علي سور البلكونة وقطعة العيش ظهرت أكبر من فمها.. وحاولت العصفورة أن تتغلب علي كبر القطعة لتبلعها فلم تستطع.. فظلت تمسك قطعة العيش بمنقارها.. وهي تقف حائرة.. واذا بعصفور يترك أكله.. ويطير الي حيث تقف عصفورته علي سور البلكونة وفي فمها قطعة العيش من خلال منقاره الممسك بها.. وتأخد العصفورة بمنقارها جزءا من قطعة العيش التي يمسكها عصفورها ليساعدها علي تقطيعها لتأكلها هي. واستمر هو في امساكه بمنقاره قطعة العيش.. وهي تأخذ بمنقارها من منقاره جزءا من قطعة العيش.. وبعد عدة مرات.. تكون قد أكلت كل القطعة.. فتشكره برفرفة أجنحتها.. ثم يطيران معا.. الي عشهما بين الأشجار.. حب الطيور واضح.. وعبرة لها ألف معني.. فحب أبدا خرج ولم يعد.. بل هو باق.. ولم يغب.. ونظرت الي صديقي النجم. وهو يحكي قصة الحب بين الطيور.. والتي شاهدها.. ولم أستطع التعليق.. وحدثت نفسي بصمت.. ياخسارة ياليت كان الناس جميعا.. والفنانون علي وجه الخصوص.. قد شاهدوا هذا المشهد الخاص بحب العصافير الذي يحمل رسالة لها الف معني.. فعلا.. ثم قال صديقي النجم.. أعرف أنك تقدر هذا الحب.. الذي أتحدث عنه معك ولكن أكمل لك باقي حكاياتي مع الطيور.. بعد أن طار العصفور والعصفورة.. وباقي الطيور أكلت.. وشربت.. وطارت الي أشجارها.. وجدت عصفوري صاحب الساق المكسورة يقف علي ساق واحدة.. ناظرا الي!! وإلي العدد القادم!! رابط دائم :