استمرت معركة طيوري الطيبة في ثورة العطش فترة طويلة.. وتجمعت كل أنواع طيوري الصديقة بعد ندائها لكل أنواعها عندما إكتشفت أن وعاء الماء الذي أضعه لهم ليشربوا منها.. بعد وأثناء تناول غذائها الذي أقدمه لها.. من فتات العيش.. وبدأ الإحتجاج علي عدم وجود الماء.. وتصارعت كل الطيور علي وعاء الماء الفارغ علها تجد نقطة ماء.. دون جدوي.. وخوفا من العطش.. ومن شدة قيامهم بنقر الوعاء.. ومحاولة كل طائر الحصول علي قطرة ماء.. والتي ذكرتني أنا وصديقي النجم.. بمشروع سد النهضة الذي تقوم أثوبيا بإنشائه.. وحرمان مصر.. والسودان.. من حصتهما من المياه المتفق عليها.. مع دول منابع النيل.. والتي ستؤدي إلي كثير من المشاكل التي سوف تواجهها مصر والسودان.. من هبوط قدرة السد العالي المصري.. علي القيام بمهامه التي إقيم بسببها. ونضال الشعب المصري الكبير في إقامة السد.. وقد يؤدي الأمر الي نقص الأراضي الزراعية.. وإنخفاض إنتاجها.. وخوفا من العطش الرهيب.. الذي شعرت به طيوري الصديقة عندما لم يجدا ماء في الوعاء الخاص بهم ويشربون منه الماء. إستمرت معركة ثورة طيوري الطيبة.. وعندما دخلت إلي البلكونة لإبعادهم عن بعض أصبت في أيدي وقدمي بجراح بسبب نقرات الطيور بمناقيرها.. وإستمرت المعركة.. وخرجت مسرعا لإحضار وعاء ماء كبير. لأقدمه لطيوري لكي أنهي المعركة.. ودخلت إلي البلكونة ووقفت بين الطيور. وأنا أضع إناء الماء الجديد الكبير.. وتذكرت حواري مع اليمام الذي دخل شقتي.. وطلبت من أسرتي الصمت.. وقلت بهدوء لليمامتين التي دخلتا صالة الشقة.. أخرجا من حيث أتيتما وأشرت لهما بالخروج من باب بلكونة صالة الشقة.. وخرجتا.. وبعد ذلك أصبحنا أصدقاء.. ولمحت عددا من طيور اليمام الصديقة في قلب المعركة.. وصحت في المكان.. وقلت للطيور جميعا.. سكوت.. الحل أهه.. وهذه هي المياه.. وعليكم أن ننتهوا من هذه المعركة.. فالمياه أمامكم إشربوها.. هيا في صرخة أمر ووضعت الإناء.. وساد المكان صمتا.. وتوقفت الطيور عن العراك.. وبدأت اليمامتان وغيرهما من اليمام.. ووقف اليمام في طابور منتظم.. وفتحت الطريق للطيور الأخري الكبيرة.. والصغيرة ليذهبوا أو لا لشرب الماء.. وكان منظرا غريبا.. ورائعا وأنا أقف في وسط الطيور وهي تتقدم بهدوء لتشرب.. ثم تطير لتقف علي سور البلكونة.. وبعد أن إنتهت الطيور من الشرب.. تقدمت مجموعة اليمام لتشرب بهدوء.. هي الأخري وكأنها هي صاحبة المكان. وساد بيني وبين صديقي النجم صمتا.. حتي يأخذ أنفاسه.. ثم تكلم بهدوء.. وقال إنسحبت الطيور من المكان.. وطارت في الفضاء كل في طريقه إلي المكان الذي يعيش فيه بين الأشجار التي علي جانبي الشارع الذي أقوم فيه!! ولم يبق في المكان.. إلا طائر.. صغير جدا.. لم يستطع الحركة وصولا إلي إناء الشرب.. بسبب أن إحدي قدميه.. كانت أصيبت بكسر شل حركته.. ومددت يدي إليه بهدوء وحب.. وقلت له تعالي إلي يدي.. فتحرك إلي يدي.. وحملته.. وذهبت به إلي إناء الماء.. وقربته إلي الماء.. فبدأ يشرب حتي زال عطشه.. واليمام صديقي بعدده الكبير يقف علي سور البلكونة.. ينظر إلي المشهد.. وفجأة فردت يدي الجالس عليها الطائر الصغير المصاب.. وإندفع برجله السليمة بعد أن وقف عليها.. ليطير من يدي إلي الفضاء.. وهو يصدر صوت نداء.. لتطير خلفه كل طيور اليمام.. وكأنهم يقومون بتوصيله إلي عشيرته.. وأسرته بين الأشجار!! وأصبح هذا الطائر الصغير من أهم أصدقائي.!! وساد بيني.. وبين صديقي النجم صمت الغرابة.. وحكايته مع الطيور.. وإلي العدد القادم!! رابط دائم :