لم أتصور ذلك الذي حدث لي مع تلك اليمامتين... عندما طلبت منهما الصمت.. وهما متعلقتان علي نجفة النور في صالة الشقة التي أقيم فيها مع أسرتي... وطلبت منهما الصمت.. بعد أن طلبت من أفراد أسرتي الصمت.. فصمتوا.. وأحاط بنا جميعا أنا وأسرتي واليمامتين.... صمت غريب... وأشرت لليمامتين أن يخرجا من حيث دخلتا إلي صالة الشقة.. وأشرت لهما بهدوء كيف يخرجان من باب البلكونة التي دخلتا منها.. إلي الصالة.. وحالة الإستجابة الغريبة التي أدت إلي استجابة اليمامتين طلبي.. وخرجت كل منهما حيث خرجتا من نفس الباب الذي دخلتا منه.. ولم أنسي ذلك الاستغراب الذي أصاب أفراد أسرتي من إطاعة اليمامتين لما طلبته منهما. ولم أظهر لأسرتي أي تعبير أو كلام يخرجهم من حالة الاستغراب الشديد الذي سيطرت عليهم. ودخلت حجرتي.. بهدوء ودارت تساؤلات غريبة حول كيفية استجابة اليمامتين لطلبي.. ونظرت إلي البلكونة. التي تحيط بحجرتي.. وبها بعض قصاري زرع.... أكثرها من الصبار.. وهذا الصبار له حكاية أيضا.. فقد حصلت عليه من إحدي حدائق قصر أحد ملوك مصر القدامي في مدينة الأقصر.. وكنت أصور فيلما هناك في أحد الفنادق الممتازة.. والتي كان ينزل فيها بعض ملوك العصر المصري القديم.. وهذا الصبار هو ايضا له حكاية معي... فقد تمت صداقة بيني وبين.... كبير الذين يقومون علي خدمة الزبائن وكان عجوزا... به كل الشباب.. وكل تواريخ معظم الملوك الذين ينزلون في هذا الفندق.. وحدثت بيني وبينه صداقة... كبيرة بيننا.. وذات يوم ذهبت إلي حديقة هذا الفندق.. وأخذت أنظر إلي أشجار الحديقة.. نخيلا.. وكمية من نبات الصبار.... وفجأة التقيت به.. وهو في الحديقة يراقبني.. وإقترب مني... وهو بإبتسامته الرائعة الطيبة... وقال لي إن هذا الصبار نادر الوجود الآن... ولكن الطيور تحبه.. وهو به ميزة دون كل الصبار الذي في مصر أنه صبار النور ولم ينتظر استغرابي.. أو سؤالي... وقال.. إن هذا الصبار... بداخله صبر أيوب.... وصبر الإنسان... وهو في الليل وهو في عز.... صبره... يضيء.... يصدر منه ضوء قمري مبهر وسوف أعطيك منه هدية من الماضي... لتنعم به.. في الحاضر والمستقبل... ونظرت إلي مجموعة: الصبار التي في بلكونة حجرتي والتي عشت معه.. هذا الصبر.... المضيء ليلا.... وكان اليمام يلتف حوله... ليلا.. وفجرا..!! ونظرت إلي صديقي النجم.. ولم يكمل حكايته مع الطيور.. والصبار.. وتركني ليصور مشهدا في فيلمه الجديد.. وأخبرني أننا علي موعد!! وإلي العدد القادم!! رابط دائم :