وعاد صديقي النجم.. بعد أن إنتهي من تصوير مشهده... وأكمل حكايته مع الطيور... وكان في حالة من الرعب.. والرغبة في إكمال حكايته مع الطيور.. وقال.. أصبحت بيني وبين الطيور.. ليس اليمام فقط ولكن أنواع عديدة من الطيور.. ولن أحكي لك قصص علاقتي بهذه الطيور التي أصبحت البلكونة التي تحيط بحجرتي هي مأوي لليمام... وغيره من الطيور.. ولن أحكي لك أن العلاقة بيني وبين الطيور أصبحت أكثر من غريبة.. أقدم لهم الطعام... عبارة عن فتات من العيش.. أقوم بتقطيعها قطعا صغيرة.... ليأكلوها..... وتركت لهم إناء به ماء... ليشربوا منه.. وأصبح لهم ميعاد لهذا الأكل... ولن أحكي لك علي أحداث فاقت الغرابة.. فهم يجتمعون السادسة كل صباح.. في موعد محدد.. ليتناولوا طعامهم... ولو تأخرت عليهم ينقرون علي الزجال الخاص.. والفاصل بين البلكونة.. وحجرتي.... لتنبيهي بأن موعد الغذاء قد حل ميعاده.. ولن أقول لك حكاية انتظاري في الشارع الذي أسكن وأنا عائد في الصباح الباكر بعد التصوير.. فأجد أنهم يطيرون من فوق الأشجار التي علي جانبي شارع.. ويسبقون سيارتي إلي بيتي.. منطلقون الي حيث البلكونة التي تطل علي حجرتي.. في انتظار الطعام.... والشراب من وعاء الماء... ولن أذكر لك أنواع الطيور الجديدة والجميلة التي تنادي بعضها بأصوات خاصة... ليحضروا جميعا.. وجبة الطعام... التي أقدمها لهم.. وأنا لاأعرف أنواع هذه الطيور العديدة.. المختلفة الأشكال... والتي مع الأيام أصبحت صديقة طيبة لاتخاف مني وأنا أقدم لها فتات الخبز... وإناء مستديرا عميقا به الماء... وسوف أحكي لك شكل هذه العلاقات ومغامراتي مع طيوري الطيبة.. التي تختلف تماما عن طيور فيلم الطيور لهتشكوك الذي هاجم المدينة.. وجرح الأطفال.. وحطم الزجاج.. وقتل في ثورته الرهيبة مدرسة المدرسة.. وأحدث الدمار في المدينة.. فهذا سيكون له أيام أخري بهذه الحكايات المثيرة والرائعة بين طيورنا الهادئة وعكس طيور هيتشكوك البشعة... ونظرت إليه في تساؤل.. ولم ينتظر سؤالي.... وقال... الذي حدث شيء غريب... كنت أتأمل طيوري الطيبة وهي تأكل.. وتشرب وفجأة.. ظهرت لهذه الطيور الطيبة نوع غريب من التصرفات... هجم الجميع علي وعاء الماء.... وكان إنتهي منه الماء... وبدأت المعركة حول الماء... وبدأ صياح الطيور للزملاء من الطيور التي أقبلت بعد الأكل لتشرب.. ولكنها لم تجد ماء في الوعاء... وفوجئت بالصراع علي مابقي من بقايا الماء في الوعاء... وبدأت معركة بين الطيور.. معركة العطش.. والبحث عن الماء... ومن قوة هجوم جميع الطيور علي وعاء الماء.. وهي قادمة بناء علي نداء زملائها لكي يشربوا.... ولكن كان جفاف الوعاء... وعدم وجود الماء.. سببا في الهجوم علي الوعاء الذي لم يتحمل الهجوم... وتحطم تماما.... بين أجنحتهم.. وأقدامهم وبدأت معركة غريبة بين الطيور الطيبة.. صراعا... لمواجهة العطش!! وسكت صديقي لحظة ولم ينتظر سؤالي.. ولكنه أكمل قائلا... أمام هذه الفوضي لم أستطع أن أذهب لإحضار وعاء ماء آخر.. فقد كانت المعركة أسرع وأبشع من تحركي... هذه اللحظة ذكرتني عندما سألتك هل جربت العطش.. وقلت له.. طبعا جربت العطش في الحروب التي عشتها.. وشاهدتها في أفلام عديدة... عرضت أحداثا غريبة حول البشر والعطش والتحولات البشرية التي تظهر عليهم من خلال تحولهم إلي عالم مصاصي الدماء لكي يشربوا دم البشرية لكي يعيشوا.. فالدم هو ماؤهم الذي يعيشون عليه.. قال... هذه اللحظة الغريبة.. نقلتني فورا إلي فيلم جديد يحدث هذه الأيام.. واسمه.... العطش.. وهذا إسم الفيلم الذي تدور أحداثه هذه الأيام.... السيناريو الخاص به... عن العطش.. لو تم فعلا تنفيذ سد النهضة الأثيوبي.. ويبدو أنه تم للسيطرة علي حصتنا من منابع النيل... وماهي الحلول التي يجب أن نواجه بها هذا الخطر... وهو فيلم تدور أحداثه هذه الأيام.. والبحث عن الحلول قائم... للوصول إلي الحل. وإذا كانت السينما هي مرآة الشعوب.. فالسيناريو ينقل المرآة التي تعيشها الآن... وماسوف يحدث لها.. ومايجب أن يكون لمواجهة عطش الإنسان... وأسرعت إلي حنفية المياه... وكانت ضئيلة في عطاء الماء هي الأخري.. وملأت وعاء الماء. وأسرعت إلي حيث صراع الطيور.. ووضعت الوعاء.. بعد أن أصبت بأكثر من نقرة قاسية علي يدي.. لتشرب الطيور.. وتطير مغردة بعد العطش..!! وصمت صديقي.. وساد الصمت بيني وبينه.. ونظرات الرعب.. وأسرعت بشرب كوب الماء الذي كان أمامي.. في حجرتي بالإستوديو.. وأنا أردد... بصوت خافت.. ياويل العطش!! رابط دائم :