شهدت الإسماعيلية أمس شللا تاما في غالبية المصالح الحكومية بسبب العصيان المدني الذي دعت إليه القوي الثورية قبل يومين للضغط علي النظام للرحيل مع تنظيمها للمسيرات الحاشدة التي تجوب الشوارع والميادين لحث المواطنين للمشاركة في فعالياتها وتوصيل رسالة لكل من يحاول التمسك باستمرار الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية أن الوقت انتهي والكل في انتظار تحرك القوات المسلحة لتشكيل حكومة تكنوقراط تشمل جميع الفصائل السياسية لحين الدعوة لانتخابات رئاسية. وكان المتظاهرون المنتمون للتيارات الإسلامية وغالبيتهم من حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين قد تجمعوا أمام مسجد الصالحين بالإسماعيلية رافعين اللافتات مطالبين بالتمسك بشرعية بقاء رئيس الجمهورية حتي نهاية مدته رافضين أي تدخل من الجيش في الشئون السياسية حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه. ويقول أسامة العلاف أمين حزب الغد بالإسماعيلية إن مطالب الشعب الآن هو رحيل النظام الحالي الذي ثبت إخفاقه في إدارة شئون البلاد ودخل بها للنفق المظلم والتفرقة بين أبنائها في سابقة لم تحدث في التاريخ من قبل ونحن ننتظر تدخل القوات المسلحة التي نثمن دورها في إنقاذ مصر من الضياع علي أيدي جماعة همها الوحيد الحكم بغض النظر عن المشاكل السياسية والاقتصادية التي نعيشها حاليا وأدعو الرئيس مرسي أن يبادر بنفسه بالاستقالة لحقن الدماء ونحذر من الذين يدعون للإرهاب وترويع المواطنين. ويضيف الدكتور أشرف العاصي رئيس لجنة الوفد بالإسماعيلية أن الأوضاع داخل وخارج مصر في عهد النظام الحالي الذي يدير البلاد أصبحت متدهورة ونحتاج لقيادة واعية تستطيع لم الشمل من حولها واحتضان جميع التيارات وعدم الوقوف عند فصيل بعينه وهذا لن يحدث إلا برحيل الدكتور محمد مرسي وجماعته التي فشلت في الكشف عن حق شهداء الثورة والقوات المسلحة واختفاء ضباط وأفراد من الشرطة وأخونة المصالح الحكومية والإبقاء علي الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء رغم اخفاقه المستمر في حل مشاكلنا الاقتصادية المتدهورة. ويشير مختار الأمين المنسق الإعلامي لحزب الحرية والعدالة بالإسماعيلية إلي أن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية جاء بانتخابات شرعية وما يحدث في الوقت الراهن من جانب القوي المدنية شيء لا يصدقه عقل ومحاولات لقلب الحقائق الواضحة التي لا تقبل المزايدة وأنصارنا من التيارات الإسلامية خرجوا معنا للشوارع والميادين لتأييده ولعل الاحتشاد الذي حدث بالأمس أمام مسجد الصالحين هو خير دليل علي دعم ومساندة الرئيس من قطاعات جماهيرية كبيرة يحاولون تهميشها عبر عدد من وسائل الإعلام التي تنحاز للتيارات المدنية وتحاول جاهدة بكل الوسائل إجبار النظام علي أن يقدم استقالته وأطمئنها: هذا لن يحدث. ويوضح محمود عبد الرسول- ناشط سياسي ينتمي للتيار الإسلامي- أن الرئيس محمد مرسي سيظل يحكم البلاد حتي نهاية مدته وأدعو رجال القوات المسلحة أن يظلوا علي الحياد ويتركوا للشرعية أن يسود نظامها لكي لا تحدث مشاكل يصعب إيجاد حلول لها مستقبلا ونحن لن نتواني في الحشد الجماهيري للرد علي كل من يعتقد أن النظام الحالي ليست له قاعدة يستطيع من خلالها التحرك ولابد أن ينظر الجميع للملايين الذين خرجوا في مختلف محافظات مصر يعربون عن ضرورة استمرار رئيس الجمهورية في موقعه. وفي سياق متصل أكد اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية أنه لا صحة لما أشيع حول مصرع أسماء محمد محمد البالغة من العمر20 عاما في المظاهرات التي حدثت مساء أمس الأول في محيط دائرة قسم ثالث وأن مجهولين وراء قتلها من أجل السرقة وجار البحث عنهم للقبض عليهم علي وجه السرعة. وقال إن العقلاء من التيارات المدنية والإسلامية يلعبون دورا ناجحا في التهدئة عند حدوث أي احتكاك بين الطرفين وهذا شيء إيجابي لتهدئة الاحتقان وأن يحافظ الجميع علي الاستقرار حتي لا يسقط ضحايا أعزاء علي نفوسنا ونأمل أن تمر الأوضاع الراهنة علي خير. وأضاف أن رجال الشرطة يقفوا علي مسافة واحدة من الجميع ولا ينحازون لطرف علي حساب آخر وهناك تأمين جيد للمنشآت الحيوية خاصة المعابر المائية وأعلي كوبري السلام الذي يربط الضفة الشرقية بالغربية لقناة السويس وهناك حالة استنفار قصوي في هذه المنطقة علي وجه التحديد. وأشار مدير امن الإسماعيلية إلي أن التنسيق قائم مع القوات المسلحة والسيناريوهات معدة لكل الظروف للتدخل عند اللزوم والأكمنة الثابتة والمتحركة علي الطرق السريعة في مداخل المحافظة ومخارجها تعمل بانتظام علي مدار النهار والليل لضبط أي عناصر مشبوهة.