في أول يوم بعد قرار رئيس الجمهورية بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدن القناة شهدت المحافظات الثلاث حالة استنفار علي محورين: الأول تكدس في الأسواق نهارا لحصول المواطنين علي احتياجاتهم قبل حلول ساعة الحظر أما الثاني فهو استنفار مضاد للقرار, اذ تحدي المواطنون قرار الرئيس ونزلوا في مسيرات منذ التاسعة مساء, وهو موعد بدء الحظر رسميا منددين بالعقاب الجماعي, وسوء الادارة في ظل غياب صوت الحكومة, وتواصل الاعتداءات علي المتظاهرين. وفي الوقت نفسه شيعت بورسعيد دفعة جديدة من الضحايا, ولكن الجنازة مرت بسلام هذه المرة فلم تطلق قوات الشرطة الرصاص كما حدث أمس الأول. أعلنت جبهة الإنقاذ بالإسماعيلية رفضها لقرار حظر التجوال وحالة الطوارئ التي فرضها الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بداية من أمس الأول وذلك بالخروج في مظاهرات سلمية لكسر حظر التجوال لتوصيل رسالة للقيادة السياسية عدم رضاها عن ماجري من أحداث من شأنها أن تزيد الاحتقان بين أبناء إقليم القناة بمحافظاته الثلاثة. وكانت جبهة الإنقاذ بالإسماعيلية المتمثلة في التيار الشعبي حزب الدستور والمصريين الأحرار والتحالف الشعبي والمصري الديمقراطي والغد والكرامة والتجمع والحركات الثورية كفاية و6 أبريل قد عقدت اجتماعا بمقر حزب الوفد واتفقت علي التنسيق مع ثوار محافظتي بورسعيد والسويس للخروج في مظاهرات للإعلان عن رفضهم حظر التجوال الذي يقيد حريتهم ويقضي علي مكتسبات ثورة25 يناير القائمة علي العدل والمساواة والحرية بين الشعب المصري وليس لصالح فئة بعينها حيث خرج الآلاف من مواطني الإسماعيلية في مسيرة حاشدة جابت الشوارع ليلة أمس للتعبير عن رفض حظر التجوال والتنديد بإعلان الطواريء في المدينة. وأكد أسامة العلاف أمين حزب الغد بالإسماعيلية أن جبهة الإنقاذ ضد أي أعمال للشغب وتخريب المنشآت العامة وسبق لها إدانة ماحدث أمام قسم شرطة ثان ونهب ديوان عام المحافظة وتدمير مقر حزب الحرية والعدالة والحماية المدنية وحرق وسرقة المحال التجارية. وقال إنه تم الاتصال بممثلي جبهة الإنقاذ في بورسعيد والسويس وهناك اتفاق حدث بيننا وبينهم لرفض قرارحظر التجوال والطوارئ والتظاهر السلمي ضده حتي يتم إلغاؤه فورا مع تحذير القيادة السياسية والحكومة بالتصعيد الذي لايحمد عقباه. وأضاف أنه لابد للقوات المسلحة والشرطة البعد عن الصدام مع الثوار وأن يتصدوا للمخربين الذين يبحثون عن سرقة الممتلكات العامة والخاصة مستغلين الأحداث الملتهبة الحالية لصالحهم ويجب أن تعي قياداتهما أن تظل علي الحياد دوما. وأشار أمين عام حزب الغد بالإسماعيلية إلي أن القوي السياسية كانت تنتظر من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية إقالة حكومة هشام قنديل وتشكيل حكومة إنقاذ لإدارة البلاد وإبعادها عن المنعطف الخطير الذي تمر به في الوقت الراهن. وأوضح أن خطاب رئيس الجمهورية جاء مخيبا لآمالنا وحمل قرارات من شأنها حماية الإخوان المسلمين وليس الشعب المصري الذي يكتوي بنيران الغلاء وعدم الاستقرار الأمني والبطالة بين الشباب وتشويه صورتنا بالخارج. وفي سياق متصل, شهدت الأسواق والمحال التجارية والأفران البلدية بالإسماعيلية زحاما غير طبيعي قبل تطبيق حظر التجوال من جانب رجال القوات المسلحة والشرطة وظهر التعامل الحسن مع المواطنين بإسداء النصح إليهم بالالتزام بمنازلهم حتي لاتحدث مشاكل, الكل لايرضي عنها واللافت للنظر أن إقبال الأهالي كان علي المواد البترولية خاصة أنابيب البوتاجاز بالنسبة للمساكن التي لاتوجد بها خدمة الغاز الطبيعي واشتكي العاملون في القطاع الخاص من توقيت حظر التجوال الذي لايتناسب مع أعمالهم علي الإطلاق وعودتهم لمنازلهم وبالتحديد الذين يقيمون في القري بعيدا عن المدينة العاصمة ولجأ بعض الشباب للعب كرة القدم أمام منازلهم وأغلقت المقاهي أبوابها وإن كان هناك عدد منها في المناطق الشعبية ظل يعمل حتي منتصف الليل وأشعل آخرون في إطارات السيارات في محيط ميدان الممر وبعض الشوارع الجانبية كنوع من الاحتجاج علي قرار حظر التجوال المطبق وتم القبض علي بعض العناصر المشاغبة وغالبيتهم من الخارجون علي القانون والصبية الصغار. وصرح مصدر عسكري مسئول بالإسماعيلية أن الغرض من حظر التجوال هو حماية الممتلكات الخاصة والعامة من أعمال السرقة والنهب التي لجأ إليها الخارجون عن القانون الذين استغلوا الأحداث السياسية الساخنة في البلاد لإشاعة الفوضي داخلها. وقال إن القوات المسلحة تقف في المنتصف بين جميع القوي السياسية ولاتنحاز لجهة علي حساب أخري ومايهمها هو سلامة وأمن المواطن المصري ضد أي عدوان عليه من الخارج أو الداخل علي حد سواء ولابد أن نجد التعاون في المهمة الحالية الموكلة إلينا. وأضاف أن هناك تنسيقا تاما مع رجال الشرطة المعنيين بالنواحي الجنائية الذين يشاركون معنا في الأكمنة الثابتة والمتحركة لتطبيق حظر التجوال بدقة وملاحقة من يرتكب أي أحداث من شأنها تكدير الصفو العام. وأشار إلي أن مدرعات وسيارات الجيش تتمركز حول المنشآت العامة وفي الشوارع والميادين وتوجد غرفة عمليات لتلقي أي شكاوي من المواطنين للعمل علي حلها فورا دون تأخير. وأوضح أن اللواء أركان حرب أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني يتفقد الأوضاع مابين بورسعيد والإسماعيلية ويطمئن علي سلامة الإجراءات وتعليماته الصادرة إلينا حسن التعامل مع المواطنين وضبط النفس لأقصي درجة ممكنة. علي الجانب الآخر تباينت ردود الأفعال بين المواطنين بالإسماعيلية من رافض لقرار حظر التجوال وإعلان حالة الطوارئ ومؤيد لها. في البداية, يقول محمد شعلان رئيس شعبة الجلود بالغرفة التجارية بالإسماعيلية أنه ضد قرار حظر التجوال والذي طبق في وقت لايوجد انفلات أمني يحتاج لمثل هذا التوجه من جانب رئيس الجمهورية نظرا لسيطرة رجال الشرطة علي الوضع بدرجة جيدة وإن كانت المشاكل التي وقعت في محيط قسم شرطة ثان معروفا من كان وراءها ولابد من إعادة النظر سريعا وإلغاء القرار حتي لايحدث احتقان بين المواطنين في الشارع الإسماعيلي وأبناء محافظتي بورسعيد والسويس. ويقول أحمد زاهر( موظف) إنه يؤيد قرار حظر التجوال بعد أن تفشت أعمال العنف ضد المنشآت العامة واقتحام عناصر مخربة لديوان عام المحافظة في أول يوم لذكري الاحتفال بثورة25 يناير وسرقة أجهزة حاسب آلي ومعدات بآلاف الجنيهات وحرق مقر حزب الحرية والعدالة والحماية المدنية واستمرارهم في محاولة الاعتداء علي قسم شرطة ثان وقوات الأمن بطلقات الخرطوش وزجاجات المولوتوف ولابد من مواجهة هذه المخالفات بقرارات حازمة ولعل إعلان الطوارئ وحظر التجوال هما راحة لنا من العذاب الذي نعيشه والخوف علي أسرنا الآمنة في المنازل. رابط دائم :