ما حدث يمثل خرقا للسيناريو الأمريكي الإسرائيلي تجاه إيران. ما حدث أعني به توقيع وزراء خارجية كل من إيران وتركيا والبرازيل أمس الاثنين, اتفاقا ينص علي نقل1200 كيلوجرام من اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب إلي تركيا لمبادلته بوقود نووي فيما قالت طهران إن الكرة الآن في ملعب الدول الغربية, وأكدت أنقرة أنه لم تعد هناك حاجة لفرض عقوبات علي إيران بعد هذا الاتفاق. الآن سوف يصبح من الصعوبة أن تدعي الولاياتالمتحدة أو إسرائيل أن إيران تشكل تهديدا نوويا. إذا كانت إيران تمثل تهديدا نوويا فماذا تمثل إسرائيل التي ترفض التوقيع علي معاهدات الحد من الانتشار النووي والتي ترفض الخضوع لتفتيش وكالة الطاقة الدولية. ما حدث يشير إلي دخول لاعب إقليمي جديد وبقوة.. اللاعب هو تركيا. تركيا تقدم نفسها وسيطا دوليا. وزير الخارجية التركية أحمد داود اوغلو, قال إن فرض عقوبات علي إيران لم يعد ضروريا بعد توقيع اتفاق تبادل الوقود النووي في طهران. تركيا لا تدخر جهدا لكي تبرهن علي قوة سياستها الاقليمية.. هي تنهر إسرائيل وقت اللزوم.. وتحقق شعبية في العالم العربي تدعمهما باطلاق التليفزيون التركي باللغة العربية.. وإذا جمعنا كل ذلك لاتضحت الصورة. مسئول إسرائيلي كبير حاول ان يداري الإحباط فقال إن إيران تلاعبت بتركيا والبرازيل عبر التظاهر بموافقتها علي اتفاق ينص علي تبادل قسم من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تمتلكه بوقود نووي في تركيا. بالله عليكم.. هل يمكن التلاعب بدولتين كبيرتين بهذا الحجم بهذا الشكل؟ ماذا عن موقفنا نحن من هذه الأزمة؟ الجزء الايجابي الوحيد الذي أراه هو تأليب المجتمع الدولي ضد إسرائيل بسبب ترسانتها النووية. مصر يجب ان تعود مرة أخري لاعبا في الإقليم.. لا يمكن ان نتوقف عن أداء دورنا وترك الآخرين يسحبون السجادة من تحت أرجلنا بهذا الشكل. [email protected]