لم يقتنع السائق محمود بمهنته التي حققت أرباحا لا بأس بها, ساعدته في الصرف علي أسرته والعيش حياة كريمة, ومرت السنون طبيعية حتي تعرض لأزمة مالية وصار مديونا لآخرين, وفشل في تدبير السيولة المادية لهم ولعب الشيطان في رأسه عندما التقي اثنين من أصدقاء السوء شرحا له الطريقة المثلي التي تعينه علي تخطي محنته وانتعاش جيوبه بالمال لسداد المتأخرات المفروضة عليه, وطالبا بالانضمام إليهما لتكوين تشكيل عصابي مسلح للسطو علي السيارات بمختلف أنواعها وبدون تفكير رحب بالأسلوب الإجرامي ونجح مع شريكيه في ارتكاب وقائع السرقة بالإكراه علي الطرق السريعة الصحراوية والزراعية وذلك بنصب أكمنة للضحايا وإجبارهم علي تسليم سياراتهم لكي لا يتعرضوا للأذي وذاع صيت اللصوص الثلاثة وأصبحوا من الأثرياء, ونظرا لخطورتهم تم رصد تحركاتهم حتي سقط محمود في قبضة رجال مباحث الإسماعيلية, ومازال رفيقاه هاربين وحرر محضرا بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكانت البلاغات قد تعددت أمام العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية, والعقيد حسام فراج مفتش المباحث الجنائية, والمقدم صلاح النادي رئيس مباحث أبو صوير, ودلت تحرياتهم علي أن المدعو محمود إبراهيم(27) سنة سائق- يسكن في منطقة المحسمة الجديدة ليس له أي معلومات جنائية يعمل علي سيارة ربع نقل ارتبط بعلاقة مع شخصين ينتميان لأصول بدوية وعرضا عليه معاونتهما في تنفيذ جرائم سطو علي السيارات, وأن يتم تقسيم العائد المالي الناتج عن الفدية التي يحصلون عليها. وبعرض التحريات علي النيابة, تم استصدار إذن لضبط الجناة وأعد النقيبان محمد جاد وعبد العزيز تمام معاونا مباحث أبو صوير خطة أمنية محكمة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وتوصلوا لمعلومات عن وجود سيارة تحمل رقم7543 ر.ق.ج بمنطقة مساكن أبو منصور مبلغ عن سرقتها من المواطن إبراهيم عبد السلام(55 سنة( يسكن في أبو حماد شرقية اتجهوا إليها مسرعين وساقهم القدر للعثور علي المتهم الأول محمود موجودا بداخلها وتم اصطحابه لغرفة التحقيقات وسط حراسة مشددة والتحفظ علي السيارة. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالتعاون مع شريكين له أحدهما يمتلك سلاحا آليا في السطو المسلح علي المركبات, وأرشد عنهما وأحيل إلي أسامة فايز وكيل نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد وسرعة القبض علي رفيقيه والسلاح المستخدم في جرائم السرقة.