أمس فوجئ أهالي الإسكندرية بالدكتور حسن البرنس نائب محافظ الاسكندرية وسط السيارات بمنطقة أبيس يقود دراجة مرتديا تي شيرت وملابس رياضية, وفي الأسبوع الماضي تابع العالم كله الرئيس الأمريكي يقود دراجة في أحد معارض البيت الأبيض, وقد اخترت هاتين الواقعتين ليس للمقارنة بين الرجلين فالفوارق بينهما تجعلنا نتحدث عن واحد منهما فقط لا لتفسير المشاركة فهي ملك للجميع ولكن السر في الدراجة. دراجة البرنس سياسية بهلوانية كانت تنتظر الكاميرات, ودراجة أوباما علمية ينتظرها الباحثون عن تشجيع الاختراعات الجديدة سواء قادها الرئيس الأمريكي أم أي مواطن أمريكي آخر, البرنس كان يسير وسط الشوارع بين مجموعة من شباب حزب الحرية والعدالة قلوبهم مع قلبه تسبح بذات المرشد وتبحث عن الرضا الحزبي ويكفي أن نعرف أن هذا المارثون الذي أقيم احتفالا بأعياد تحرير سيناء لو دعا له حزب آخر لرفض البرنس التصريح بإقامته حتي لا يعطل نهضة الثغر, أما أوباما فقد ركب دراجته احتفاء بالمخترعين وتشجيعا للبحث العلمي الذي يحظي بالتقدير الأمريكي سواء كان المخترع يحاول التوصل إلي تقنية جديدة في الوصول إلي أسرار الكون أو صنع دراجة يسهل طيها وتساعد متسلقي الجبال ولم يهتم بمن تواجدوا في المعرض ولا اختارهم ولا بحث عن هويتهم سواء كانوا من الجمهوريين أو الديمقراطيين. بين موقف البرنس وموقف أوباما يمكن أن تجد بعض تفاصيل الأزمة المصرية, فالبرنس مثل غيره رغم وظيفته التنفيذية لا تراه في شوارع الإسكندرية إلا لسبب سياسي يعلي من شأن حزبه ويقوي من موقف جماعته ولا يهتم مطلقا بحفر الشوارع ولا تراجع المرافق ولا حتي مصالح أهل المدينة التي لفظته وكرهته منذ اليوم الأول لتوليه منصبه وكلما ظهر دون أهله وعشيرته تكون المطاردة والملاحقة والاعتداء والضرب أحيانا هي كلمة النهاية وليست بداية المارثون ولا خط سيره أو ملابسه أو كاميراته. الرئيس الأمريكي قدم لكل الأمريكيين نموذجا حيا لتشجيع المخترعين الشبان وتعامل معهم بكل حفاوة بداية من احتضان معرضهم للعلوم بالبيت الأبيض ليشعرهم بقربه منهم مثلما كانت دموعه وصلواته وإجراءاته تخفف أحزان الأمريكيين علي ضحايا مارثون بوسطن, أما البرنس فكل شئ عنده بسياسته التي هي أم المصالح وداء الخداع ووجع المناصب والمقاعد البرلمانية والتي لا يتعامل معها بالصورة التي ينتظرها منه مواطن الاسكندرية عندما ينهار منزل أو يقع حادث أو يشتعل حريق ففي تلك الحالات يختفي بالتعمد السياسي وبالخوف من الشعب ويتخفي مع كاميراته وشباب حزبه وكاميراتهم. الرئيس الأمريكي يجعل من كل تصرفاته ترجمة حقيقية لشعار حملته الانتخابية الأولي' نعم نستطيع' أما البرنس فيبدو أن تصرفاته غير محسوبة ومضطربة جراء عجزه عن الإجابة علي السؤال الخالد للرئيس محمد مرسي في لقائه بالجالية المصرية بقطر:' لو القرد مات.. القرداتي يشتغل إيه ؟' وليته عرف!