لم أكن متشائما حينما قلت في مقالي أمس إن ما يحدث علي الساحة المصرية يمهد إلي حرب أهلية لن ترحم أحدا وتهدد بنيرانها كل المصريين إذا لم تتوقف القوي المتصارعة سياسيا علي كعكة الوصول إلي كرسي العرش مهما صغر أو كبر. وأثق أنني لم ولن أكون ممن ينفخون في الرماد اللهم إلا إذا كان هدفي أن يتطاير في وجوه الباحثين عن إشعال الفتنة السياسية علي أرض هذا الوطن الذي يباهي أهله الطيبون بوحدتهم علي مر العصور بينما يحاول الباحثون عن منافعهم الشخصية ومصالح أولياء نعمتهم في الداخل والخارج أن يدمروها. ولكني مثل كثير من المصريين نري بأعيننا أن مصر لم تعد قادرة علي تحمل نتائج الأفعال السياسية الصبيانية التي يفاخر كل طرف بأنه الأخلص والأكثر حرصا علي مستقبل مصر بعد ثورة تاهت أهدافها وسرقت بهجتها وانتهكت قدسيتها علي يد مجرم يباهي بوطنيته المفقودة. الأخطر أن القوي السياسية تفاخر بما تفعل ضد الآخر بل ويتحين كل طرف ما يقوم به الطرف الآخر ليهاجمه بكل عنف مهما كان موقف هذا الطرف من الفعل ذاته. علي سيل المثال كانت القوي المدنية والليبرالية تطالب بإقالة النائب العام وبمجرد حدوث ذلك ورغم تحفظي علي السيناريوهات التي صاحبت القرار إلا أن تلك القوي هاجمت القرار لمجرد صدوره عن رغبة إخوانية بل قام شباب بعض الأحزاب في مقدمتهم الوفد بوقفة لتأمين دخول النائب العام لمكتبه وتحدي الرئاسة وتكرر ذلك في العديد من المواقف التي أكدت التناقض المتعمد والصدام المفتعل. المشكلة الكبري أن القوي المدنية والفصائل الثورية تشعر باستقواء الإسلاميين وهذا يدعم الصدام بين الطرفين, لا سيما أن التيار المدني يري أن الإسلاميين يسعون للاستحواذ علي كل مؤسسات الدولة, وفرض الهيمنة عليها,مع وجود شظايا و لغط من أماكن وجهات وأشخاص وقوي متشابكة في الشارع وحالة من الاحتقان السياسي تتزامن معها حملات للتخوين والتقليل من الغير والتشويه المنظم للآخر وهذا كله يزيد المخاوف ويحكم علي أي توافق بالإعدام. ولا شك أننا مطالبون جميعا بأن نثور ضد من يقودون المجتمع إلي حرب أهلية سواء بحسن النوايا أم بشرها لأن قارب النجاة في حالة وقوعها لن يصل إلي أي شاطئ! [email protected] رابط دائم :