أعدت آمال العشاء ووضعت ولديها في فراشهما بعد أن فرغت من إطعامهما وقبل أن تستريح أمام التليفزيون انقطعت الكهرباء كان لديها كلوب غاز قديم لم تتمكن من ملئه كما لم تتمكن من شراء كشاف طوارئ. أشعلت الأم شمعة ووضعتها في طبق فوق المائدة, ولما خنقها الظلام خرجت إلي الشرفة, حيث ضوء الشارع الباهت ووجدت جارتها تطل هي الأخري من شرفتها فتجاذبا أطراف الحديث تارة عن غلاء الأسعار وأخري عن انقطاع الكهرباء المستمر في أوقات الامتحانات وما يخططون له في الصيف واحدة تبحث عن عمل والأخري تبحث عن عمل من داخل البيت مثل الحياكة أو غزل التريكو, خرجا من مشاكل الحياة اليومية إلي أحلامهما البسيطة. فجأة تساءلت جارتها ملهوفة عن ذلك اللهب الذي برز من خلفها وكأن الدخان الأسود انتظر التفاتتها ليخرج في وجهها دفعة واحدة حاولت أن تقتحم النار لتنقذ أطفالها فحال بينهما ألسنة الدخان الكثيف والحرارة حتي شعرت بأن جلدها ينصهر وعظامها تحترق أطلقت صرخات مدوية قبل أن تقرر القفز من شرفتها من الطابق الرابع لتعود تستخدم السلم وتنقذ أطفالها لكن صرخاتها وصرخات جارتها لفتت انتباه سائر الجيران إلي ما يحدث فجأة بدأ الدخان الأسود ينسحب باتجاه باب الشقة بعد أن سمعت صوت تحطيمه ووصل إليها صوت أحد جيرانها الشباب يمطئنها وهو يحمل طفليها إلي الخارج. ووصلت قوات الإطفاء بقيادة العميد محمد ناصر, حيث مدت سلما إلي شرفتها وحملوها إلي سيارة الإسعاف وفي المستشفي تبين اصابتها بحالة انهيار عصبي مؤقتة وتم اعطائها مهدئات وفي اليوم التالي احضروا لها طفليها للاطمئنان عليهما.