صرخ الصغير مستغيثا بمن ينجده والآلام تمزقه, إلا أن العاطل لم يكترث أو يرحمه, وحاول الطفل الكلام, ولكن الذئب صم أذنيه وتمادي في فعله, والصغير يرتعش بين يديه, وظل جسد الصغير يرتجف وهو يتذكر كيف أصبح بين يدي هذا الشيطان. وفي لمحة سريعة والآلام تعتصره عادت به الذاكرة كيف كان يقف في شرفة المنزل يتأمل لعب العاطل مع أقرانه للكرة, وهو يشير له بأن ينزل وابنا عمه, للعب في أحد شوارع مركز بلقاس بالدقهلية وكيف ظهرت نواجذ الشيطان يبتسم له ويشجعه علي ركل الكرة, ثم يصحبه وابني عمه إلي سطح منزله ثم يقدم لهم بعض الحلوي ويبدأ في مداعبتهم بالكرة ويتلقفونها منه واحدا تلو الآخر. بدأ الذئب ينفرد بهم كل علي حدة في غرفة مغلقة أعلي السطح بحجة أنه يخفي لهم مفاجأة سارة, وما إن دلف الصغير الأول محمد إلي الداخل حتي كشر الذئب عن أنيابه, وبدأ في انتهاك براءته وأخذ يعذبه دون أن يرحمه, وبعد فترة من كتم صوت الاستغاثات بيديه علي فمه, تركه ثم حضر ثانيهم محمد وثالثهم عاطف أعاد معهما مافعله بابني عمهما وبعد أن فرغ الذئب من شيطانيته غسل وجوه الأطفال وهو يحذرهم قائلا: إياكم أن تخبروا مخلوقا وإلا ذبحتكم وأنتم رأيتم بأعينكم, ثم أعادهم إلي أبواب منازلهم والضحكة ترتسم علي وجهه مرتديا ثياب العفة, وفي البيت لاذ محمد ذو الثلاث سنوات بالصمت إلا أن الأم لاحظت عدم مشيه باستقامه فسألته عما به فرد بتلقائية منبها أمه قائلا: لاتقتربي من ظهري لأني أخذت حقنة وبي جروح فاستفسرت أمه عمن أعطاه الحقنة, فتردد وهو يتذكر شكل الذئب وهو يهدده بالتعذيب لو أفصح عن جريمته, وبعد إلحاح قال محمد جارنا إبراهيم هو من قام بذلك جن جنوب الأم واختطفت ابنها واحتضنته وهرعت به إلي أحد الأطباء بمركز بلقاس كي يكشف عليه ولطمت علي خديها وسقطت علي الأرض وصوت الطبيب يخترق أذنيها وهو يقول ابنك تم الاعتداء عليه وهناك من اغتصبه وتعاطف معها الطبيب وأعد التقرير الطبي. تيقنت الأم من صدق حديث ابنها وتذكرت أنها رأت جارهم العاطل كان يحوم حول الطفل وابني عمه ولم تشك به لحظة ولم تخطر الفكرة ببالها أن هناك من تسول له نفسه ان يغتصب أطفالا صغرا ثم اتصلت بوالده وأخبرته بالطامة الكبري التي حلت بوحيدهما. فقد الأب عقله وانشقت الأرض بحثا عن جارهم العاطل وظهر هناك, وبمجرد سؤاله عما فعله بالصغير تلعثم فاشتبك والد محمد معه وقام بضربه إلي أن فرق بينهما المارة والجيران. وشعر الأب: بأنه سيضيع حق ابنه فهرع لعمل محضر بما تعرض له فلذة كبده ليفاجأ بالطامة الكبري حيث وجد الأب شقيقيه وبصحبتهما ابناهما يحرر أن محضرا لاثبات واقعة الاغتصاب. واستمع الرائد أبو العزم فتحي رئيس مباحث بلقاس الي أقوال الأطفال الذين سردوا وقائع لعب العاطل معهم بالشارع ويأخذهم علي سطح منزله ويتناوب الاعتداء عليهم وانهار الأطفال باكين, ثم وصف الصغار قيام الذئب بالانفراد بهم وشعورهم بالرعب بين آلامهم واستغاثاتهم من الاغتصاب وهم يرتعشون.